وماذا ستقول الان ؟
جواد المنتفجي
مثل هبوب الريح
في زنازينه العتيقة
أشارت له الأصابع بالاتهام...
وماذا يتراءى لك
يا أعت طواغيت العصر
من خلف قضبان،
أوصدت عليك الآن ...
- أمتهم ،
أم بريء أنت ؟
أم مغفلا تحسب خفق خطواتك
إلى الوراء.. أمام
تحت وطأ ذنوب الأنس
وهواجس جلجلة الجان ؟
وماذا سيدونه التاريخ عنك
بعد ما لونت فصوله بالدماء ؟
يا من توارى
خلف مجازر قتلانا ،
وزعيق المدفونين
في بطائح الأرض قسرا ،
والمفقودون في مجاهل النسيان؟
ماذا ستقول ؟
والآهات بين ضلوعنا تتلوى ،
والدموع تتجبس في غلالة الذكرى...
- لم جرف ازلامك بغفلة...
مروج ( الدجيل ) ،
وبسمة خضرتها ،
وبساتين الخوخ والرمان ؟
ونحن كالأطفال نتهجى
ميراثك من لظى الحسرة،
متى ما أمعنا...
في يباب غصون الورد
الذي تناثرت بين أجماته
أشلاء وجثث الأطفال ،
والنساء في الأنفال؟
ونحن كالآخرين نتلظى
تلفنا دوامات الحيرى
متى ما أرهبتنا
فزع تلك الذكرى ...
- لم اغتلت بسكتة
مرح طيور الهور ،
ووقار شيوخ ( حلبجة )
وعيون شهداء انتفاضة شعبان ؟
ونحن ، مثلما الآخرون نتساءل...
- أما آن الأوان لجوى عينيك ،
أن ترتجف من ثغاء الجثث
التي غسلها الدخان؟
ونحن والآخرون نسأل،
وهزأ ضحكاتك في قلبنا تنغز...
- أين قهقهات ضحكاتك الممسوخة ،
وأديم الذل يحوطك بين قضبان
أوصدت عليك الآن؟
و صراخ دعواتنا ستتعالى...
- ستلهج بك اللعنة
في أي زمان،
بل في كل دهر ومكان !
ونحن مثلما طيور الهور سنتهادى...
نرش أصابع الحنة الحلوى
في يباب غصون ورد الأرض
التي تناثرت في أجماتها ...
أشلاء وجثث الأطفال والنساء ،
وشيوخ حلبجة ، والدجيل، والأنفال؟