لجان شعبية في الرمادي لمقاتلة الزرقاوي


بغداد- الصباح:
كشفت مصادر من ابناء مدينة الرمادي ان معارك نشبت بين المواطنين وتنظيم القاعدة عقب التفجير الذي استهدف متطوعين في الخامس من كانون الثاني الجاري فيما اشارت الى تشكيل خلايا شعبية لطرد جميع الارهابيين من المحافظة.
ويمثل هذا تحولا كبيرا في تعاطي مواطني الانبار مع ملف الارهاب بعد الاتهامات بوجود صلات عملية بين القاعدة وجماعات مسلحة فيها . وكان هجوم ارهابي اوقع 75 شهيدا وعددا كبيرا من الجرحى استهدف حشدا من الراغبين بالتطوع على اجهزة الامن يوم الخميس قبل الماضي . وقال المواطن محمد العبيدي احد الذين شاركوا في المعارك ضد القاعدة لـ(الصباح) ان موجة من الغضب اجتاحت الاهالي وساعدت على تشكيل موقف داعم لاولئك الذين يطالبون برفض الاعمال الارهابية واستهداف المدنيين التي يتعرض لها الابرياء في الرمادي وباقي محافظات العراق الاخرى . العبيدي وهو رجل في الاربعين من عمره اكد ان شيوخ عشائر الرمادي تعهدوا في منزل احد شيوخ الدليم على طرد الزرقاوي ومن يعاونه . ويبدو ان هذا التعهد موجه ايضا الى جماعات ارهابية ناشطة في الانبار تلتقي باهدافها مع تنظيم القاعدة الذي هدد صراحة كل مواطن من ابناء السنة يؤيد العملية السياسية او ينخرط في قوى الامن العراقية، ونعت هؤلاء جميعا بالمرتدين . وقال العبيدي ان العقلاء وشيوخ العشائر اكتشفوا ان غالبية المواطنين الذين شاركوا في الانتخابات يؤكدون رفض الارهاب وبالتالي فلابد من الاصغاء الى مطالبهم وترجمتها على ارض الواقع . وتشير المعلومات الى هرب اكثر من 120 ارهابيا خارج العراق جراء المعارك التي نشبت في انحاء مختلفة من مدينة الرمادي وأقضية ونواحي الانبار . وتحدث المواطن محمد العبيدي عن اجراءات يجري تنظيمها لطرد الارهابيين في مقدمتها تشكيل خلايا شعبية لهذا الغرض . وفي سامراء بدأت هذه الخلايا بمقاتلة الارهابيين فعلا كما ذكر لـ(الصباح) السيد مصطفى السامرائي، واعلن ان التكفيريين والارهابيين تضاءلوا كثيرا ولم يبق من اتباع الزرقاوي من العرب في سامراء اكثر من ستة عناصر مطاردين حيث اعلن المواطنون عزمهم على ملاحقتهم وقتلهم . وتبعا للسامرائي فان الخلايا الشعبية في المدينة تطور وسائلها وتحاول التعاون مع خلايا المدن الاخرى في المحافظة لا سيما بعد اكتشاف محاولات القاعدة بتوريط عراقيين في العمليات الانتحارية بعد ان كان معظم الانتحاريين من العرب . وتضيف هذه الاشارة دليلا على تدهور موقف القاعدة وتراجع معينها البشري والمادي وهو ما يؤكد مصداقية التقارير والتسريبات التي تحدثت عن استنجاد ابي مصعب الزرقاوي باسامة بن لادن لمده بمزيد من المقاتلين . فضلا عن ذلك فان هذه التطورات تؤيد الانقسام الكبير في صفوف الجماعات المسلحة التي نقل انها اختلفت حول ضرب المدنيين الذي تتبناه القاعدة بتأييد بعض المسلحين .
وتحدثت النيويورك تايمز قبل ايام عن محادثات بين مسؤولين اميركيين وعراقيين مع ممثلين لجماعات مسلحة تمردت على القاعدة . وقالت ان هذه المحادثات تأتي لاستثمار الانقسام وعزل الزرقاوي . ضابط سابق في الجيش السابق برتبة عميد ركن من اهالي الرمادي ابلغ (الصباح) ان جميع المواطنين والجماعات المسلحة الواقفة ضد القاعدة، عازمون على قتل الزرقاوي الذي بات يتصرف اخيرا بما يؤكد انه يسعى لحرب اهلية بين السنة والشيعة .
وقال ان عدداً من الضباط اجروا مباحثات مع مسؤولين اميركيين حول اعادتهم الى الخدمة .
واضاف ان الضباط تعهدوا، في حال اعادتهم، بالتعاون والعمل الجاد على طرد الارهاب، ولكن بخلاف ذلك سيكونون مضطرين للانخراط بجماعات مسلحة وتصعيد العمليات العسكرية . في مدينة الفلوجة ارتفعت اصوات المآذن ضد التكفيريين والزرقاويين . وقال احد وجهاء المدينة لـ(الصباح) ان خطباء الجمعة دعوا(المسلحين) الى الكف عن ضرب الاميركيين والتوجه الى محاربة الزرقاوي واتباعه والتكفيريين الذين يستهدفون الابرياء والآمنين ومتطوعي الجيش والشرطة .الى ذلك اكدت مصادر من كيانات سياسية ان شخصيات تبنت التصدي للاحتقان الطائفي الذي اتسمت به الايام الماضية .وقالت ان وفدا من الائتلاف زار هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي للبحث في السبل الكفيلة بمواجهة اية فجوات قد تحدث لاسيما ان جميع الفرقاء يحضرون لمؤتمر بغداد للوفاق الوطني .