 |
-
 .. كي لا ننسى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
[align=center]
كي لا ننسى : من محاريب مجالس عاشوراء لبنان ..
سلام إلى مسجد بئر العبد *[/align]
عند بداية عاشوراء تنقلنا الذكرى إلى مسجد بئر العبد، ذاك المسجد الذي انطلقت منه الشرارات الأولى لمجد صنع لنا حاضرنا ونطمح لأن ننقل تراثه إلى مستقبلنا. ففي ذاك المسجد كان لحرارة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام طعم مختلف، طعم اللذة في عمق الألم، حيث كنا نواسي بها جراحاتنا بجراحات الإمام الحسين ومعاناتنا بمعاناته وتضحياتنا بتضحياته، حتى شهداؤنا نواسيهم بشهدائه.
في مسجد بئر العبد صنعنا توأمة لا تنسى بين ثورتين وقائدين وإمامين تماهى ثانيهما بالأول حد التلاشي.
في ذاك المسجد كان بيننا حسيناً يضع دمه على كفّه، يشحذ في الشباب همم الجهاد، و«يحرّض المؤمنين على القتال»، ويؤذن في الناس بالرفض، أنه لن نعطي اليهود اعطاء الأذلاء ولن نقرّ لأمريكا بظلمها لنا إقرار العبيد.
مرات ومرات استهدف يزيد حسين مسجد بئر العبد، ومرات ومرات كان ما يمثله يزيد من مستكبرين وصهاينة يلتاعون بالخيبة لأن الروح الحسينية كانت أشدّ عزماً وأكثر تصميماً على صناعة النصر، صناعة النصر من قلب المعاناة والعزة على حين غرة من مشاريع الذل، والمجد من مغزل الارادة الصلبة التي بثها حسين بئر العبد وصدحت بها مكبرات المآذن وأفواه البنادق.
عاشوراء في مسجد بئر العبد كان لها طعم آخر، كنا نفترش الأرض وننصت إلى صوت الضمير، ضمير الحالة الإسلامية وعقلها، وتعتمل في نفوسنا روح الثورة على الظلم والبغي والعدوان.
في مسجد بئر العبد كانت عاشوراء مناسبة لتبادل تجارب الجهاد وروايات المواجهة ، وكأننا في معهد تدار فيه الدروس على الأرض، الأرض التي صنعت التجارب وارتوت بدماء المجاهدين، وتحررت من براثن المحتل الغاصب على وقع كلمات كانت تنطلق قنابل استشهادية على ربوع جبل عامل والبقاع الغربي.
من بئر العبد كانت تخشى«إسرائيل» كلمات حسينية سرعان ما انزرعت أفخاخ وحقول الغام أودت بجنودها وهيبتها وحطمت «اسطورة الجيش الذي لا يقهر».
نتذكر بئر العبد كي لاننسى أن التواضع في بئر العبد ألبسنا ثوب الفخار والعزّة، وصدق القول تحول مصاديق عمل في ساحات الجهاد والمواجهة.
نتذكر بئر العبد كي لا ننسى أن المجاهدين انطلقوا منه على وقع كلمات إمامه، وتسلحوا بشجاعته الحسينية، وامتشقوا كلماته حراباً إلى أعالي تلال وقمم جبال عامل التي اقتحموها وبنوا فيها قلاعاً للمجد على انقاض معسكرات المحتل الصهيوني الغاشم.
نتذكر بئر العبد كي لا ننسى ذاكرة لا زالت تتوهج وتنثر عبيرها في شتى ربوع الوطن من حارة حريك إلى الحي الأبيض فبيروت فالجبل والبقاع والشمال والجنوب.
نتذكر بئرالعبد لنتعرف إلى حسين توالد منه جيل حسيني يجب أن يتعرف إليه أجيال الإمام الحسين التي فتحت عيونها على محطة نصر مؤزر في رحلةجهاد طويلة جميل أن نروي لهم أن بداياتها كانت من مسجد بئر العبد.
في عاشوراء، من كل مجالس ومحاريب الحسين لبنان، سلام إلى مسجد بئر العبد.
جريدة بينات
------------------------------------------------------
* كان سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله إمام مسجد الإمام الرضا عليه السلام في بئر العبد قبل أن ينتقل إلى مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في حارة حريك ، ويتحول مسجد الإمام الرضا عليه السلام إلى ذكرى جميلة وحقبة تاريخ حافل بالجهاد وروح الثورة.
[align=center]وأسألكم الدعاء لجميع المسلمين والمستضعفين[/align]
-
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |
رد مع اقتباس
