نيويورك تايمز تعزي تدفق عائدات النفط العراقي الى الجماعات المسلحة للفساد المستشري في اجهزة الدولة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم تقريرا نسبت فيه الى مسؤولين اميركيين وعراقيين قولهم أن الفساد المستشري في اجهزة الدولة في العراق أدى الى تدفق حجم هائل من عائدات النفط الى الجماعات المسلحة، ما يهدد بتقويض الاقتصاد العراقي الذي مازال يعاني من مشاكل جمّة.
وأضاف اولئك المسؤولون ان تحويل أي جزء من تلك العائدات الى الجماعات التي تقتل المواطنين الابرياء وتتعمد تدمير البنى التحتية سيضيف عنصر تهديد جدي لوحدة البلد.
ونسبت الصحيفة الى راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة العامة تأكيده أن مشعان الجبوري عضو الجمعية الوطنية المنحلة متهم بسرقة ملايين الدولارات التي خُصِّصت لتوظيف وتسليح الاف الحراس لحماية أنابيب النفط خلال العامين الماضيين، والتي يشتبه بقيامه بتحويلها الى المسلحين.
ووصفت الصحيفة الجبوري المختفي حاليا بأنه شخصية مثيرة للجدل فبعد ان كان مقربا من صدام حسين انقلب عليه وعمل سرا مع الاميركيين لقلب نظام الحكم.
ونسبت الصحيفة الى الراضي قوله ان الجبوري هرب من العراق اواخر العام الماضي قبل صدور مذكرة اعتقال بحقه، مرجحا اختباءه في سوريا. كما أكد ان ابن مشعان المدعو يزن هرب هو الاخر لاختلاسه مبالغ مالية كبيرة بعد تكليفه بتزويد افواج حماية الانابيب بالطعام والمؤون الغذائية.
ونقلت عن مسؤول امني عراقي لم تذكر اسمه القول ان ضابطا كبيرا وظفه الجبوري كآمر لأحد أفواج حماية الانابيب يدعى علي احمد الوزير قد اعتقل مؤخرا لاتهامه بالتخطيط لهجمات تخريبية ضد انابيب النفط.
واشارت الصحيفة الى القاء القبض يوم امس على مدير احد مستودعات النفط قرب كركوك وعدد من مساعديه اضافة الى ضباط شرطة محليين بسبب اتهامهم بتدبير هجوم بقذائف الهاون على المستودع يوم الخميس الماضي أدى الى الحاق خسائر فادحة، وفقا لما صرح به موظف في شركة نفط الشمال رفض الكشف عن اسمه.
وبحسب وزير المالية علي علاوي، فأن الجماعات المسلحة تمكنت من اختراق الادارة في مصفاة بيجي وتعيين مقربين منها في اعلى المناصب الادارية فيها. وتابع علاوي ان اولئك المسؤولين اقدموا على ترويع سائقي الشاحنات، ما فتح المجال امامها للسيطرة على عمليات ملء الشاحنات بالنفط وتهريبه الى السوق السوداء.
وأكد مسؤول اميركي على صلة ببرامج مكافحة الفساد في العراق من غير ان يذكر اسمه صحة ما قاله علاوي، مشيرا الى ان الفساد فعلا يسهم في تمويل العمليات المسلحة، محذرا من مغبة العواقب الوخيمة التي سيتركها على الاقتصاد الوطني العراقي.
وضربت نيويورك تايمز مثلا على استفحال مشكلة الفساد في الهجوم الذي شنه مسلحون على قافلة تتألف من ستين شاحنة لنقل النفط كانت متوجهة الى بغداد للتخفيف من أزمة الوقود، فاحرقوا معظم الشاحنات.
ولفتت الصحيفة الى التحذير المستمر لوزيرالنفط السابق محمد بحر العلوم من أن خلايا التهريب تضخمت لتصبح مافيا هائلة تجاوزت سيطرتها حدود التهريب لتطال التعيينات الادارية وتهديد موظفي مكافحة الفساد.
وتابعت الصحيفة انه ورغم كبر حجم تهريب النفط الا انها تبقى مجرد جزء من عمليات فساد أوسع تتراوح من رشاوى بمبالغ ضئيلة الى عمليات خطيرة كتلك التي حدثت في وزارة الدفاع في عهد حازم الشعلان، حيث تم اختلاس مليار وثلاثة اعشار المليار دولار في عقود شراء معدات وأجهزة عسكرية، واشارت الصحيفة الى أن الشعلان هو الذي كلَّف مشعان الجبوري بالاشراف على حماية الانابيب النفطية.
ولمعالجة استشراء الفساد في مؤسسات الدولة، لجأت الحكومة الى استحداث وظيفة مفتش عام في كل وزراة من الوزارات لمراقبة انفاق الاموال اضافة الطلب من المسؤولين الكبار تقديم براءات ذمة مالية.
المصدر : راديو سوا
05-02-2006
http://www.iraqidewan.net//index?act...ate=05-02-2006
--------------------
لك الله ياعراق