ربما اشد جلسة من جلسات المحاكمة على ضحايا صدام كانت بالأمس حينما قال كبير مجرمي آل المجيد " لعنة الله عليهم " حين جاء ذكر شهداء الدجيل .. لكن جلسة اليوم لاشك أدخلت السرور في قلوب الضحايا الاحياء وأرواح الشهداء الأبرار منهم .. بما عرضت من صور كاريكاتورية مضحكة .. أولها عواء برزان التكريتي وطريقته التي يقلد بها عادل إمام .. وهو يهتف فداك امي وابي يا حزب البعث العظيم .. ولا ادري لماذا لم يفتدي برزان حزبه بأولاده او بروحه مثلا فاختار الأموات الذين لا ينفعون حزب البعث في حياتهم اللهم الا بتزويده بالمزيد من الحثالات والمجرمين .. فكيف في مماتهم ..
الصورة الكاريكاتيرية الأخرى هي قول الشيخ طه الجزراوي بأن الله انتقم من وضاح الشيخ محقق المخابرات بأن أصابه بالسرطان لأنه شهد ضدهم .. ونسي زميله في الجوار برزان الذي لا تفوت جلسه لا يشكو بها من اصابته بهذا المرض .. والمجرم الجزراوي فاته فضلا عن دوره الاجرامي في قيادة حزب البعث والجيش الشعبي .. أنه كان يمارس التعذيب بنفسه في قصر النهاية .. وأنه أعدم اربعا وثمانين شهيدا في يوم واحد فيما سمي بمؤامرة كانون الثاني 1970 حينما ترأس المحكمة الخاصة التي ضمت ناظم كزار وعلي رضا .. والتي تشكلت واصدرت احكامها واعلنت تنفيذ أحكام الاعدام في فترة أقل من أربع وعشرين ساعة .. ثم يجرؤ هو ومجرمو العوجة على القول بأن محاكمتهم مهزلة او مسرحية وما الى ذلك ..
الصورة الكاريكاتورية الأهم يقدمها صدام التكريتي في كل جلسة اذ ان بطولاته وعنترياته لا تخفى انه جبان رعديد سرعان ما يتراجع كلما شد القاضي الحبل وذكره ضمنا بالمصير الأسود الذي ينتظره .. هذا التكريتي التافه ورغم حديثه احيانا في المحكمة عن الاخلاق والقيم عاد اليوم والبارحة صغيرا يشبه تلميذا مشاكس .. يعبر عن اخلاقه الشوارعية الساقطة وهو يتلفظ بألفاظ نابية من نوع " لعنة الله على شاربك " مع ان القاضي ليس له شارب .. او لو تضرب الجاكوج براسك ما راح نسكت .. لكنه اخيرا سكت وانصت وناقش وسأل ورد على الاسئلة وقام احتراما للقاضي وهو يتحدث اليه .. وجلس حينما انهى القاضي كلامه .. وكل هذا وصدام ورفاقه الاشاوس لا يعترفون بالمحكمة ولا شرعيتها .. ترى لماذا لا تقاطعونها ان لم يكن بالإمتناع عن الحضور فعلى الأقل بالصمت ..