فالنتاين الرياض: اللون الأحمر خارج الخدمة موقتاً

إيلاف - « سلطان القحطاني من الرياض » - 16 / 2 / 2006م - 5:03 م

العشاق يبيتون ليلتهم في غرف الشرطة الدينية السعودية

في الرابع عشر من شباط «فبراير» الذي يوافق عيد الحب يواجه اللون الأحمر في المملكة السعودية المحافظة قمعاً على كل الأصعدة، خصوصاً في الرياض العاصمة ذات التوجه الديني المحافظ، حيث يبيتُ العشاق السعوديون ليلتهم في غرف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي توصف بأنها الشرطة الدينية في البلاد،وهم الذين يقومون في هذا اليوم تحديداً باصطياد كل من يرتدي لباساً ذات لونٍ أحمر.

وقبيل اقتراب اليوم المشهود فإن الصحف السعودية تُعيد نشر الفتاوى التي أصدرها رجال دين سعوديون تتحدث عن حُرمة الاحتفال بهذا اليوم. وكل هذا يدخلُ في إطار التذكير المتواصل للمواطنين والمقيمين على التراب الإقليمي السعودي بعدم السماح بالاحتفال،في الوقت الذي يزداد فيه الشباب السعوديون تمرداً على المجتمع الذي ينتمي في غالبه إلى الطيف المحافظ المتدين،والذي يتناغم مع رؤية رجال الدين لهكذا تحريم.

ومع ذلك فإن الأمر ليس مُحزناً لهذا الحد،وليست الأبواب مغلقة في وجوه السعوديين الذين يودون الاحتفال مع عشيقاتهم بهذه المناسبة،إذ بإمكانهم التوجه إلى المجمعات السكنية التي يقطنها غربيون،وتتوافر بها أعلى النسب المتاحة من الحرية،أو التوجه إلى أطراف العاصمة الصحراوية،حيث تتواجد المزارع الخاصة التي تمتاز بكونها بعيدة جداً عن عيون رجال الدين وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وكان الشيخ عبد العزيز الشيخ مفتي السعودية وصف قبل خمس سنوات عيد الحب بأنه احتفال «مسيحي كافر»،وحذر في فتواه من انه ما ينبغي لمسلم «يؤمن بالله واليوم الآخر» أن يحتفل بهذه المناسبة.ولذلك تعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يطلق السعوديون على أعضائها تسمية «المطاوعة» على فرض احترام هذه الفتوى من خلال عمليات دهم منتظمة للتأكد من عدم وجود أي رمز للاحتفال بعيد الحب في المحلات.

وابتغاءً للسلامة فإن معظم المحال المتخصصة في بيع الهدايا تقوم بالإغلاق خلال هذا اليوم الذي يحتفل به العشاق،لئلا يفقدوا بضائعهم ذات اللون الأحمر التي يصادرها أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر،وهي بضائع تصل قيمتها النقدية في غالب الأمر إلى عشرات الآلاف من الدولارات،ما حدا بأكثر أصحاب هذه المحلات أن يرفعوا بضاعتهم الحمراء عن الأنظار،أو يغلقوا محالهم.

وفي شارع التحلية الذي يعد أحد شرايين العاصمة الرياض تواجدت بشكل مكثف سيارات الشرطة وسيارات من نوع «جيمس» ذات الحجم الكبير التي تعد هي السيارات الرسمية لأفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،في حين وُجد باص ضخم تابع للشرطة السعودية وهو يحوي في جوفه شبان سعوديون يجمعهم أمر واحد،وهو لباسهم الأحمر،في هذا التوقيت بالذات.

وقياساً بالرياض فإن المناطق الساحلية السعودية تتمتع بوافر أكبر من الحرية يتيح لساكنيها الاستمتاع بهذا اليوم كما ينبغي له،وخصوصاً في مدنية جدة على ساحل البحر الأحمر،حيث تتميز المدينة بقدر كبير من الانفتاح يسمح لها بأن ترتدي اللون الأحمر في عيد الحب السنوي،إلى درجة أن أغلب سكان المدن السعودية يتوافدون إليها طمعاً في الحصول على وقت لا ينغصه أحد.

وفي هذا اليوم من كل عام يُفتح سجال داخل الأوساط السعودية ما بين المناصرين لجرعات إصلاح انفتاحية أكثر،وبين أولئك الذين يريدون أن تظل المملكة السعودية على الرتم نفسه من المحافظة الذي تميزت به عن جيرانها طوال نصف قرن من تأسيسها،بعد حلف ديني ما بين الأسرة السعودية الحاكمة آن ذاك،والأمام محمد بن عبدالوهاب،الذي يُنسب إليه المذهب الوهابي صاحب الرؤية الدينية المتشددة للإسلام.
http://rasid.com/artc.php?id=9899