 |
-
من (هرمز) وحتى (البصرة).. سياسات الجنون الإيرانية؟
تصريحات وزير الخارجية الإيراني السيد منوشهر متقي في بيروت حول ضرورة الإنسحاب البريطاني من البصرة وجنوب العراق! هي تصريحات أقل ما يقال فيها أنها فاقدة للياقة وتمس مساسا كبيرا بسيادة العراق وتدخل فج وخطير ومفضوح في شؤونه وبشكل يفضح وعلى الطبيعة العارية حقيقة إرتباطات النظام الإيراني ببعض الجيوب الطائفية العميلة في جنوب العراق والتي تتحرك وفقا لأجندات ومصالح وأهداف ونوايا وستراتيجية إيرانية باتت مفضوحة للقاصي والداني وفي ظل التصعيد الخطير الذي تمارسه السلطات الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني والذي سيعيد التوتر الخطر لمنطقة الخليج العربي وبما يجعلها منطقة خطر ستراتيجية ونووية بعد أن دفعت المنطقة خلال العقدين الأخيرين أثمان غالية من الصراعات العقيمة والسقيمة التي سببتها الفاشية البعثية المنقرضة، فلسنا من السذاجة بمكان لننفي أو نموه على حقيقة البرنامج النووي الإيراني وهو برنامج ذو طبيعة عسكرية صرفة تخفي تحت ثناياها حقيقة الأهداف الرسمية الإيرانية المرتبطة بمشروع النظام الفكري والآيديولوجي والطائفي الهادف للسيطرة والهيمنة على المنطقة وشعوبها عبر سياسة البلطجة العسكرية والتلويح بسلاح التهديد الأجوف الذي يعلم الجميع إلا قادة النظام الإيراني المتوترين بخوائه وفشله! فالحرب لو إندلعت في المنطقة فإن المتضرر الأكبر سيكون الشعب الإيراني الذي يقوده قادته اليوم نحو مصير أسود وكئيب ومعبر عن فشل النظام الإيراني في حل المشاكل الإجتماعية المتفاقمة وتصاعد الفقر والفساد بوتائر فظيعة لا حلول لها سوى الإعتماد على تحفيز عقلية الإيمان بالغيبيات وعبر سياسة النظام الدائمة التي تكشف عن طبيعة تفكيره الستراتيجي وحيث يريد هذا النظام أن يستمر في السلطة والتلفع بعباءة الدين المثقوبة والتقوى المزيفة حتى (ظهور المهدي)!!، ولعل الصعود السياسي للتيار الفكري الذي يمثله الرئيس الإيراني الحالي (محمود أحمدي نجاد) بخياراته الإنتحارية و الشمشونية يمثل قمة الفشل والإنكفاء بعد فشل البرنامج الإصلاحي الذي كان يمثله الرئيس السابق محمد خاتمي، وحيث جاء النظام الحالي ليعيد إيران ومعها المنطقة للمربع الأول في خلق وتصعيد سياسات التوتر والتسلح وإحياء ذكريات الماضي القريب وصراعاته المريرة، ولجوء النظام الإيراني لإعادة لغة التهديد والتلويح بغلق مضيق هرمز (بوابة الخليج العربي)! وهو تلويح بائس سيساهم في خنق النظام الإيراني بدلا من حل أزمته مع نفسه ومع العالم، فالشعوب الإيرانية تحتاج لسياسات إصلاحية من شأنها تقليص مساحات الفساد والإنهيار الأخلاقي في الشارع الإيراني بدلا من سياسة المغامرات المهلكة والعديمة الجدوى، وتخطأ السياسة الإيرانية كثيرا فيما لو تصورت أنها بتهديدها الدائم لدول الخليج العربي ستحل أزماتها!، والإيرانيون يعلمون أن سلاحهم مهما تطور فإنه يبقى سلاحا خشبيا غير قادر على خنق العالم أو غلق مضيق هرمز أو إحداث أي أذى حقيقي بشعوب المنطقة التي تعيش من أجل السلام والتنمية لا من أجل مغامرات دينية وطائفية بائسة وسخيفة وسيدفع النظام الإيراني وحده ثمنها وهو ثمن غالي جدا (فلهم في مصير صدام ونظامه أسوة وعبرة)!.
والطريف في عجائب السياسة الإيرانية المتخبطة أنها وهي تهدد عرب الخليج وتلوح بسيوف التهديد وصيحات الويل والثبور والإنتقام، تتطوع للدفاع عن عرب جنوب العراق ضد الإنتهاكات البريطانية لحقوق الإنسان!! فيما تتناسى هي ذاتها ما تفعله سلطاتها ضد العراقيين المقيمين في مخيمات اللجوء الإيرانية منذ عقود طويلة! وهي مخيمات العار التي تنتهك فيها أبسط المقومات الإنسانية!! كمخيمات (أزنا) و (جهرم) و(خرم آباد) و(يزد)... وغيرها من معسكرات الإعتقال الإيرانية التي نعرف ويعرفون!، فبدلا من أن ترفع عقيرتها في الدفاع عن العراقيين الذين يملكون حكومة منتخبة يمكن أن تدافع عنهم فإنها تتورط أكثر فأكثر في أوحال سياسية كثيرة في المنطقة وتوسع مساحات الصراع وتطيل مدياتها إلى الحد الذي يجعلها في حالة تفكك شامل سنشهده قريبا، ولن أطنب في الحديث عن توسع مساحات القهر ضد الشعب العربي في الأهواز عبر سياسة الإعدامات وهي سياسة وسنة إيرانية متبعة في التعامل مع قضايا الشعوب الحرة، والأهوازيون وهم يقدمون الدماء العبيطة كثمن واجب الدفع لنيل الحرية يعلمون علم اليقين بأن حريتهم على الأبواب، وبأن سياسات الجنون الإيرانية لن ترتد سوى على مطلقيها، ومن أن الشعارات الطائفية البائسة والدينية المزيفة لن تكون يوما سبيلا للخلاص والإنعتاق...
النظام الإيراني يسير بكل ثقة نحو الكارثة، ومهما حاول النظام الإيراني خلط الأوراق وإستحضار أوراق لعب بائسة في الصراع مع العالم كحكاية التشكيك بالمحرقة النازية (الهولوكست) أو إستغلال وتجيير قضية الرسوم المسيئة للنبي الكريم (ص) إستغلالا سياسيا ونفعيا ! فإن تلك اللعبة لم تعد تجدي أو تقنع أحدا، فسياسات الجنون الإيرانية قد وصلت لقمة توترها، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
afkar.org
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |