عبد الرحمن الراشد وطارق الحميد والقوادة الإعلامية


عبد الرحمن الراشد وطارق الحميد والقوادة الإعلامية

كتب: الطاهر سيكوك
taher_sikouk@yahoo.fr
من المعروف لدى القاصي والداني أن جل كبار (من كبر المؤخرة وليس المقام) الصحافيين العرب، خريجي الصحف الصفراء والخضراء، يمارسون القوادة بكل أشكالها، بل إن منهم من يدين بعموده الذي يكتبه إلى الخدمات التي قدمها إلى عمود آخر ينتصب بين أرجل أحد أولياء النعمة. لكن أباطرة الإعلام السعودي أصبحوا هذه الأيام يمارسون القوادة على المكشوف، وأخص بالذكر جريدة الشرق الأوسط و محطة العربية، فبعد القوادة للاحتلال الأمريكي و محاولة تصويره للعرب كمنقذ لهم من الديكتاتورية تجتهد القناة والجريدة يوميا في تسويق البضاعة الأمريكية وتزيف الحقائق، وآخر فضائح العربية مقابلتها اليوم مع كارين هيوز لتخبرنا أن صور أبو غريب تتعارض مع القيم الأمريكية وأن مقترفيها في السجن، مع العلم أن القناة لم تشر للموضوع أصلا في السابق ولم ينشر موقعها الصور ولو من باب حمولتها الجنسية التي يسيل لها لعاب المحرر

مشكل عبد الرحمان الراشد و صبيه الحميد أنهم يعتقدون أن القراء والمشاهدين العرب رعاع وأغبياء مثلهم، لهذا يكذبون كذبة ثم يصدقوها معتقدين أن الناس لا علم لهم إلا بما يفتون عليهم، وربما كان هذا صحيحا في السعودية حيث تمارس الرقابة على الإنترنيت ولا تترك للناس إلا صحف لبيك يا مولاي، وإلا كيف يسمح الراشد لنفسه أن يضحك على الناس منذ مدة ويقول لهم أن رئيس حكومة الدنمارك اعتذر لقناته وأن الصحيفة الدنماركية اعتذرت وبعد أن باءت قوادة الراشد بالفشل خرجت صحيفة الشر الأوسخ وصدق من سماها كذلك، بعنوان مثير" الصحيفة الدنماركية تعتذر مجددا.. بالعربية" بل وزادت أن الجزيرة ارتكبت جرما ولم تترجم الاعتذار وأن أحدهم يدعى العبيكان قال لها إن الاعتذار كاف، وكأن من أهين جده لأمه

الراشد والحميد ومن على شاكلتهم، أهرام من ورق صنعتهم صحف القوادة العربية في زمن أصبح فيه الضبع أسدا، و من صدق هؤلاء وانطلت عليه مؤامرتهم لإنقاذ الدانماركين من ورطتهم، أحيله على الصفحة الرئيسية للجريدة الدنماركية وفيه الرد الأغر على ادعاءات القوادين العرب بخمس لغات، وإذ أشك أن الراشد وصبيه مبيجمعوش في اللغات الخمس إلا أني متأكد أن قوادتهم هي عن سبق إصرار لأنهم لا يعدمون المترجمين. المهم أن الصحيفة الدنماركية بعد أن ضحكت على المسلمين بالرسالة المنشورة باللغة العربية موهمة إياهم بالاعتذار، عاد رئس تحريرها ليؤكد في موضوع أخر منشور بخمس لغات أنه لم يعتذر للمسلمين لأن ذلك سيعتبر خيانة للأجيال التي ضحت من أجل حرية التعبير، ومضى شارحا لمن يريد أن يفهم أن كلمة اعتذار هي مناورة semantic manoeuvre' وأن موقف جريدته من الرسوم لم يتغير قيد أنملة، ومضى رئيس التحرير شارحا أن دافعه للمناورة هو خطورة الموقف وتهديد مصالح بلاده في الشرق الأوسط ، وقال انه استشار مختصين في اللغة والعقلية العربية حتى يصيغ الموضوع بشكل يوحي إلى العرب بأنه اعتذر لهم، بل إن خبيرا وصف اعتذار الصحيفة بمن يرمي آلة حادة في الطريق وعندما تؤدي جاره يأسف لألم جاره لكنه لا يعتذر له عن ترك الآلة في الطريق

نحن أمام أمرين لا ثالث لهما، إما أن الإعلام السعودي يسيره حمير لا يفهمون لا في اللغات ولا في الصحافة وهذا مستبعد لأن فيه كثير من الكفاءات العربية المشهود لها، أو أن هذا الإعلام متواطئ ويلعب لعبة قذرة وهذا ما تشير إليه كل الدلائل، والجميع مطالب بفضح مؤامرة هؤلاء القوادين الذين ربما صدقتهم ثلة من ذوي النيات الحسنة الذين لازالوا يعتقدوا أن بلاد الحرمين لا يأتي منها إلا الخير

وإليكم الرابط إلى موضوع الصحيفة الدنماركية بالانجليزية وهو منشور على صفحتها الرئيسية بلغات أخرى

http://www.jp.dk/udland/artikel:aid=3544960:fid=11328