الحفل التابيني في اعدادية الجمهورية في الناصرية
الموت لأعداء العراق من الإرهابيين الذين يحاولون النيل من وحدة العراق من خلال بث سموم ألتفرقه بين صفوف الشعب العراقي حينما أقدموا بجريمتهم النكراء بتفجير قبة الأماميين العسكريين,ولقد اثبت لهم هذا الشعب بأنهم غير قادرين على ذلك حينما تعالت صيحات المرجعيات ألدينيه وكذلك أصوات السياسيين والوطنيين الشرفاء والتي دعت إلى تفويت ألفرصه على هؤلاء المجرمين والخونة بحق الانسانيه0
بهذه الكلمات وصداها المؤثر في نفوس طلبة إعدادية الجمهورية كان حديث السيد نعمه حمود ألحصيني الذي اشرف على الحفل التابيني بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) والذي أقامه طلبة هذه الاعداديه بإشراف ومشاركة جميع المدرسين الذين تصدروا الحفل بخطبهم وقصائدهم الرائعة والمعبرة عن إيمانهم ووعيهم لما يدور من صراع على ساحة هذا الوطن المعطاء والمضحي والذي ابتلي بما لم يبتلي به شعب اخر0
هاهو الأستاذ احمد محمد صالح أطلق كلماته حمائم سلام معافاة من مرض أنفلونزا الانانيه والمصالح ألضيقه والفئوية وإلغاء الأخر وكم الأفواه والتي تتعارض مع ما جاءت به أهداف ثورة الإمام الحسين (ع) حيث قال:
هكذا أراد هو00 ان يسافر نحو المجد ملبيا نداء السماء00 ولا عجب فهو ابن من عشق الذرى وتوشح بالحرية هدبا للعين وعزما في الصدر ومنهجا بين الرعيه00
هكذا اراد00 أن يكون سيد الشهداء وأبا الأحرار, وحسينا حاضرا في كل زمان ومكان حيث يحتاج الثوار غلى ملهم,وحيث الفقراء إلى مستنهض وحيث يحتاج العبيد الى من يريهم لون الحريه00
هكذا اراد00فلملم أشياءه الخالدات واعتم بحديث جده المصطفى(أعظم الجهاد عند الله كلمة حق أمام سلطان جائر) وتحزم بمقولة أبيه المرتضى(لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا)00
تخير صحبه كمن يتخير نجوما في السماء00تخيرهم ونظم بهم قلادة جسد بها الوحدة الانسانيه حول الهدف المشترك الأسمى فكان فيهم الأبيض والأسود والمسلم والمسيحي والمتشيع وغير المتشيع00خيرهم بمنطق الحرية بين السفر نحو الشمس أو التنصل عنه في جنح ليل فما اختاروا إلا النهار وما حلا لهم إلا سطور التاريخ يبرقون فيها حروفا بلون الأفق الذي يتمناه الفقراء والمستضعفون00فهنا توهج العباس وهنا توهج حبيب بن مظاهر وهنا توهج مسلم الاسدي وهنا توهج الحر الرياحي00 وهنا تربع الحسين معلما يدق كل باب حين يدلهم الخطب وتعثر الخطوات بالهوان00يعلم كيف يمكن للمرء ان يكون مظلوما لكي ينتصر0
لا تقل لي مات الحسين عطشان فلنروه بالدمع00 ولا تقل مات الحسين مظلوما فلنبك عليه ولنجلد ذواتنا شاعرين بالذنب الذي شعر به أجدادنا حين تركوه وحيدا يحمل الراية ويكتب بالسيف تاريخ امه00بل قل لي أين الحسين الأبي فيما نفعل؟
استشهد الحسين من اجل الحرية فلماذا نصادرها نحن باسمه؟ استشهد من اجل أن يفتح شبابيك العالم للنور السماوي فلماذا نمنع شبابيكنا من ان تطل على الضفة الأخرى؟ استشهد من اجل أن يستقيم الدين فتستقيم الدنيا فلماذا نعوجّ نحن بالتعصب وكم الأفواه ومواجهة الرأي الأخر بالنظر الشزر المنذر بالشر؟
منح الحسين لحمه للسيوف ناكرا ذاته من اجل أمه فلماذا نأكل لحم بعضنا وننهب عراقنا ونبول في فراتنا ونتزاحم على المناصب بالمناكب لنثرى قبل أن يأتينا الصباح, ونكفر شرفاءنا00
نفعل كل ذلك ونبكي على الحسين فهل نحن اهل لان يكون منا الحسين؟ وهل ياترى تكفي دموعنا لغسل آثامنا؟
سلام على مثواك سيدي
سلاما على دمك المطلول فينا منارا ووخز ضمير00
سلاما على الـ(لا) قلتها بوجه الطغاة00 تخيرت فيها المصير سلاما على صحبك الراكبين المدى00حصانا تدق حوافره ليل النيام وسلو العزيمة نورا بوجه الظلام00سلام00سلام00سلام0
كما شارك احد الضيوف والذي استهل كلامه (إن من يقدم ضيفا او زائرا إلى إعدادية الجمهورية تتثاقل بل تتعثر خطواته مهابة لما تحمله هذه الاعداديه من تراث علمي وفكري وإنساني زاخر يمتد عميقا في ذاكرة ألمدينه متمثل في أساتذتها وطلابها ثم انشد هذه الأبيات:)

علينا هــادي الهـتـدى مــن أول لعـاشـر
يسرنا في سره ما يرتـجــيه العســكري
في هــدي أمــر ربــنــا والله خيـر آمــر
إن فجروك ســيدي قــبرا وان لم تـقـبـر
حاشا فقد ضاق المدى فـيك ولـم ينفجـر
غيض سنين عبرت شحت وما من زائر
فاشتقت أن تـأتي لـنا يا ويلــه من خبـر

كما شارك الأستاذ قصي عبد الأمير بقصيدة يرثي بها الإمام الحسين مستنهضا في نفوس طلابه مشاعر الحزن ومستلهما من مبادئ هذه الثورة اصالتها وعمقها الإنساني فانشد قائلا:
جئنا لقبرك نشتكي من دهرنـا
يامن هزمت بما وهبت دهورا
ستظل كعبتنا التي لا نستـــعر
نأتيك حــجا صــادقا مـــبرورا
إن قيل تعظيم القبور ظلالــــة
نحن ادخرنا في القلوب قبـورا
إن هدموا جـسر المحبة بيننا
تبني جمـاجمنـــا إليك جسورا
وقد انتهى الحفل بعد أن شارك العديد من الطلبة بكلمات وقصائد عبرت عن حبهم الفطري كما وأنها جاءت معبره أيضا عن إيمانهم بوحدة وطنهم التي سيسعون إليها من خلال الجد والمثابرة والتفاني في أداء واجباتهم المدرسية0

كريم خلف جبر الناصري
28/2/06 الناصرية