صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء

    فَاجِعَةٌ اِنْ اَرَدْتُ اَكْتُبُهَا********مُجْمَلَةً ذِكْرَةً لِمُدَّكِرٍ

    جَرَتْ دُمُوعِي فَحَالَ حَائِلُهَا*** مَا بَيْنَ لَحْظِ الْجُفُونِ وَالزُّبُر

    وَقَالَ قَلْبِي بُقيَا عَلَيَّ فَلَا****وَاللَّهِ مَا قَدْ طُبِعْتُ مِنْ حَجَرٍ

    بَكَتْ لَهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُوَمَا***بَيْنَهُمَا فِي مَدَامِعٍ حُمُرٍ

    الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام علي خير الانام محمد وآله الطاهرين

    السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلي الارواح التي حلت بفنائك


    بمناسبة حلول شهر محرم الحرام ويوم عاشوراء يوم استشهاد الامام الحسين عليه السلام ارجو من الاخوة المساهمة في هذا الموضوع من اجل احياء هذا اليوم الخالد يوم انتصار الدم علي السيف ولنقيم (نحن أعضاء المنتدي) مجلسا حسينيا يوميا نساهم به بالفكرة الواعية والشعر الهادف وتوضيح كل ما يتعلق بهذه المناسبة العظيمة


    راجيا من الاخ المشرف التكرم علينا بجعل هذا الموضوع في الصدارة الي نهاية اربعين الامام الشهيد ليتسني للاخوة المساهمة في هذا المجلس الحسيني فهو من شعائر الله ومن أحيا شعائر الله فانها من تقوي القلوب

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي شذرات من رسالة الامام الحسين ‏عليه السلام إلى شيعته‏

    * أما بعد، فاسألوا ربّكم العافية، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة والحياء، والتنزّه عما تنزّه عنه الصالحون منكم...

    * معاشر الشيعة، كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً، واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول وقبيح القول.

    * أكثر من الدعاء، فان اللَّه يُحبّ من عباده الذين يدعونه، وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة...

    * وأكثروا ذكر اللَّه ما استطعتم في كلّ ساعةٍ من ساعات الليل والنهار، فانّ اللَّه أمر بكثرة الذكر له، واللَّه ذكرٌ من المؤمنين.

    * وعليكم بالمحافظة على الصلوات، والصلاة الوسطى، وقوموا له قانتين، كما أمر اللَّه به المؤمنين في كتابه من قبلكم.

    * وعليكم بحبّ المساكين المسلمين، فإنّ من حقّرهم وتكبّر عليهم، فقد زلّ عن دين اللَّه، واللَّه له حاقرٌ ماقت...

    * إيّاكم والعظمة والكبر، فانّ الكبر رداءُ اللَّه، فمن نازع اللَّه رداءه قصمه اللَّه وأذلّه يوم القيامة.

    * إيّاكم أن يبغي بعضكم على بعض، فانّها ليست من خصال الصالحين...

    * إيّاكم أن يحسد بعضكم بعضاً، فانّ الكفر أصلُه الحسد.

    * إيّاكم أن تُعينوا على مسلمٍ مظلوم يدعو اللَّه عليكم ويُستجاب له فيكم، فانّ أبانا رسول اللَّه يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة...
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    490

    افتراضي

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام

    اعظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيد الشهداء وامام الاحرار ورمز التضحية والاباء السبط الشهيد وسيد شباب اهل الجنة ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
    مبادرة اكثر من رائعة من الاخ الفاضل قيصر الركابي من شانها ان تنتج ملفا فكريا وثوريا ضخما عن ثورة الامام الحسين عليه السلام من حيث المحتوى العقائدي والفكري والاجتماعي للثورة ومن حيث الاهداف المقدسة التي تحركت لاجلها وكذلك الشعارات التي رفعتها يمكن ان تكون مادة مفيدة ونافعة لخطباء المنبر الحسيني , او للمثقفين الاسلاميين بل حتى لغير الاسلاميين , وللشباب المسلم المتطلع الى فهم اصيل للثورة الحسينية بعيدا عن الطرح المتداول والساذج للثورة الذي يمارسه البعض عن عمد او عن جهل , مع طرح الاساليب المثلى في احياء الشعائر الحسينية , المنبثقة من عمق الاسلام الاصيل والمجسدة للحزن الهادف على الامام الحسين والمحركة للوجدان الديني والثوري الاصيل المنسجم مع القران والسيرة العطرة لاهل البيت عليهم السلام .
    ويمكن الاستفادة القصوى من البيانات والخطب الثورية التي رافقت مسيرة الثورة منذ انطلاقتها الاولى والتي القاها الامام الحسين عليهالسلام في مواقع مختلفة وفي مراحل متعددة من مسيرة الثورة لتكون المؤرخ الحقيقي لها والمعبر الواقعي عن مضمونها , ويكن ربط كل الاستنتاجات والمفاهيم عن الثورة المباركة بالواقع المعاصر لاسيما محنة العراق وشعبه الابي .
    سدد الله خطاكم ايها الحسينيون الاصيلون ولن يستطيع احد ان يزاود على حسينيتكم وولاءكم لاهل البيت عليهم السلام واجركم على الله .
    اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم
    اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    تساؤل
    شعار" كل يوم عاشوراء وكل يوم كربلاء" هل هو رواية صادرة عن احد الأئمة عليهم السلام؟
    ما هو مصدر هذا الشعار؟ وماذا يعني بالتحديد؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي مسـير الإمام الحسـين عليه السلام


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    490

    افتراضي

    تعقيبا على ما تسائل عنه الاخ الفاضل العقيلي اعزه الله بخصوص الشعار الحسيني المعروف
    كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء
    فالذي اعتقده حسب تتبعي للخطب والبيانات الصادرة عن الامام الحسين عليه السلام او النصوص الواردة عن اهل البيت عليهم السلام بشان الامام الحسين عليه السلام وكربلاء ان هذا الشعار ليس نصا واردا عن احد المعصومين عليهم السلام وانما هو مقولة مستنبطة من روح الثورة الحسينية تداولها الشيعة من قبيل الشعارات المعروفة (( عاشوراء يوم انتصار الدم على السيف )) او (( ان الحياة عقيدة وجهاد )) او (( ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني )) , ولعلها مقولة لاحد العلماء الاعلام , وقد اكثر الامام الخميني رضوان الله عليه استخدامها في خطاباته الثورية خصوصا ايام الحرب الظالمة التي شنها النظام البعثي المجرم على الجمهورية الاسلامية واليك نموذج من خطب الامام الخميني وفيه اجابة على سؤالك عن معنى هذا الشعار

    ((

    إن مقولة " كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء " مقولة كبرى لكنها تُفْهَم

    فهماً خاطئاً، فالبعض يتصور أنها تعني أننا ينبغي أن نبكي كل يوم، لكن محتواها غير هذا.

    لو نظرنا ما هو دور كربلاء، ما هو دور كربلاء في يوم عاشوراء، حينذاك ندرك أن على كل أرض أن تكون كذلك، أن تمارس دور كربلاء الذي يتلخص في أنها كانت ميداناً خاض فيه سيد الشهداء ( عليه السلام ) غمار الحرب ومعه ثلة قليلة من الأنصار، فصمدوا وقاوموا ظلم يزيد وتصدوا للحكم الجائر لذلك العصر وضحّوا وقتلوا، ورفضوا الظلم وهزموا يزيد ودحروه.

    هكذا ينبغي أيضاً أن تكون بقية البلدان، وينبغي أن يحصل هذا الرفض للظلم في كل يوم وعلى شعبنا أن يجسد ذلك في كل يوم ويشعر بأنه يوم عاشوراء، وينبغي لنا أن نقف بوجه الظلم ونعتبر أن هذه أيضاً أرض كربلاء وعلينا أن نعيد فيها دور كربلاء.

    فليست كربلاء محصورة في أرض معينة ولا في أفراد معينين، وقضية كربلاء لا تقتصر على جمع من الأشخاص لا يتجاوز الاثنين والسبعين شخصاً أو في رقعة جغرافية صغيرة، بل على جميع البلدان أن تؤدي الدور نفسه وفي كل يوم ينبغي أن لا تغفل الشعوب عن الوقوف بوجه الظلم والتصدي للجور. )) انتهى كلام السيد الخميني رحمه الله
    اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    شكرا على الرد الجميل اخي العزيز الفراتي.

    تساؤل آخر

    هل يتحمل شهيد الاسلام الخالد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه جزء من مسؤولية فشل الثورة وذلك عندما تقاعس عن اغتيال المجرم عبيد بن زياد؟ اذ ورغم الحجة والدرس الاخلاقي الذي قدمه بعدم اغتياله الا ان الجانب الأخلاقي تسبب في توجيه ضربة قاضية الى تحرك الأمام الحسين عليه السلام. هل كانت حسابات الشهيد مسلم غير دقيقة بعدم ضرب عبيد واتكاله على الجماهير الكوفية في التحرك؟ هل قلل الشهيد مسلم من اهمية عبيد الأستراتيجية ووضعه الأجرامي في الفتك ؟ الا يفتح تصرف الشهيد مسلم تساؤلات عن مشروعية تصفية امثال عبيد لما لهم خطر على المجتمع وكيانه مما يجعلهم هدفا مشروعا للتصفية دون الدخول في اعتبارات اخلاقية نظرية بحتة؟
    ام ان تحرك الأمام الحسين عليه السلام يمثل جانبا خاصا من تحرك الأصلاح في المجتمع المسلم. الأمر الذي اعتبره الأمام الحسين هدفا رئيسيا وهاما من تحركه.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    490

    افتراضي

    الاخ العزيز العقيلي سلام من الله عليكم ورحمة وبركات
    بخصوص الاثارة التي تفضلت بها عن موقف مسلم بن عقيل عليه السلام من مسالة اغتيال ابن زياد في بيت هاني بن عروة فأننا نواجه هنا مسالة الاثبات التاريخي القطعي واليقيني لهذه الحوادث كي يتسنى لنا بعد ذلك تسليط الضوء عليها بالتحليل والتمحيص والنقد او التوجيه الموضوعي , وبخصوص هذه الحادثة فانها كغيرها من الوقائع التاريخية غير المعززة بالنقل الاسنادي عبر طرق الرواة الثقاة بل هي مما تناقله المؤرخون من امثال ابن جرير الطبري وغيره وتناقله الكتاب والخطباء نقل المسلمات , والحال ان الانصاف يقتضي التاكد من صحة هذه المعلومة التاريخية قبل الحكم عليها , هذا اولا وثانيا اننا نتعامل مع هذا الحدث - على فرض حصوله - بعد مضي زمن طويل جدا عليه وهذا ما يجعلنا نفقد الكثير من المعلومات حول ظروف الحدث وملابساته الواقعية ومبررات حصوله .
    واما التبريرات الاخلاقية التي ذكرها بعض علمائنا رحمهم الله من قبيل ان الغدر ليس من شيم المؤمن فانها وان كانت حقائق لاتنفك عن سلوك المؤمن الاجتماعي والسياسي والثوري ولكنها لايمكن ان تكون التفسير النهائي لحدث خطير كهذا غيّرمسار الاحداث اللاحقة له وعلى فرض صحته فالذي اعتقده ان الموقف السياسي والاجتماعي ربما كان يتطلب ان لايبادر الامام الحسين عليه السلام او سفراؤه الى المناطق الى البدء في المواجهة العسكرية مع السلطة الاموية الغاشمة مما يعطيها المبررات الكافية لوأد الثورة في بداياتها وهي لما تكتمل بعد اهدافها وآلياتها وخطواتها المؤثرة والفاعلة , ومن جهة اخرى فأنه عليه السلام لم يرد للعامل العسكري ان يكون الوسيلة الاولى في مواجهة الانحراف الاموي في ثورة شعارها الاصلاح الاجتماعي وتغيير الواقع الفاسد عبر التوعية والتحريك وتحشيد الطاقات الكبيرة في كل ارجاء المجتمع الاسلامي استعدادا للانقلاب الكبير الذي يطيح بالكيان الاموي والذي يكون الحسم العسكري الوسيلة الاخيرة فيه عادة .
    هذا وان القصة كما نقلت فيها الكثير من المناقشات في تفاصيلها لانجد ضرورة للدخول فيها .
    ولزيادة الفائدة اليكم هذه الوصلة من كتاب للمرحوم عبد الرزاق المقرم يبحث هذه الحدث من وجهة نظره الخاصة ,
    http://www.rafed.net/books/tarikh/moslem/08.html
    اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    هل قتل الشيعة حقا الأمام الحسين عليه السلام؟
    وهل هم حقا من غدر بالأمام الحسين بعد ان وعدوه نصرهم؟ وهل نستطيع ان نعفي الجيش الأموي والمجاميع الأموية المختلفة من هذه الجريمة؟ ومن يتحمل القسط الأكبر من الجريمة
    الذين استدعوا؟ ونكثوا؟
    الذين سكتوا ولم يتكلموا؟
    الذين ضاقوا بالأمام الحسين عليه السلام ذرعا في مكة؟
    الحكم الأموي؟

    اننا نجد من يحاكم الشيعة بانهم هم من قتل الحسين ولهذا فانهم يبكون ويضربون انفسهم ليكفروا عن ذنبهم وجريمته. واننا نجد من يحاكم العراقيين واهل الكوفة على وجه الخصوص على انهم من خان وقتل وبذلك فانهم يستحقون اللعن ابا عن جد.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي مناسباتنا ومثلنا العليا والتسطيح

    مناسباتنا ومثلنا العليا والتسطيح

    ها قد اتى محرم موسم الشيعة الثقافي وموسم الحزن والكمد وموسم الأعتبار والتفكر.
    محرم مدرسة كبيرة بحجم تاريخنا، تاريخ الأسلام الدامي التليد أسلام محمد وعلي وعمار ومالك وابي ذر وابي دجانة ومحمد بن ابي بكر ، أسلام سمية وخديجة وفاطمة واسماء بنت عميس وام وهب. الأسلام دين الله الذي ارتضاه لخلقه ولو كره الناس. ومع قدوم هذا الموسم تخنقنا نحن المسلمون غصة تتمثل في تذكر هذه الجريمة التي حصلت في صدر الأسلام، وكيف حولت المسيرة العظمى التي ضحى من بايعوا الله ورسوله بكل غال ونفيس عندهم مجاهدين وصابرين ليكون الدين لله الى لعبة بيد اناس اقل ما يقال فيهم انهم صبية منحرفون. ولست في هذا السياق في سرد تاريخي لحركة الأمام الحسين ولا تحليل لثورته الخالدة ولكن سأركز على اجواء محرم والممارسات التي يقوم بها الشيعة والمستشيعون تعبيرا عن ولائهم وحبهم للأمام الحسين عليه السلام.

    لا يخفى على احد الدور التربوي والطاقة التربوية العظيمة التي تختزلها ثورة الأمام الحسين والتي اعطت ومازالت تعطي ذلك الزخم لألتزام الناس والمسلمين بدينهم والمحافظة على خصوصياتهم الأسلامية. ولكن مع تشابك الثقافات المختلفة التي تكون انماط خاصة من اساليب الأحتفال بالمناسبة الحسينية. ومع كثيرالأسف تحولت هذه الأساليب الى تقاليد تقترب من ان تكون هوية لمن يمارسها وطريقة يعرف نفسه بها. وزيارة واحدة لمجالسنا العامرة بحب الحسين عليه السلام يكتشف ان مجالسنا الحسينية لا تتوفر على وعي يندفع بطاقة الحسين ليؤدي الى التزام الناس بدينهم. ولعل اهم نقطة غابت عن القائمين على اغلب المجالس ان الحسين عليه السلام انما هو مسلم تحرك للأسلام وتحرك للأصلاح في المجتمع المسلم من اقصى شرقه الى اقصى غربه. وان تحركه هذا املاه عليه التزامه بالحفاظ على الدين الأسلامي من ضربات الأنحراف والزيغ والتزوير وتحكم الطغاة الفاسدين. وهذه فكرة جوهرية ربما تغيب عن اغلب من يحب الأمام الحسين. الحسين عليه السلام لم يتحرك كشيعي يطلب مصالح طائفته ضد طوائف اخرى، ولم يتحرك كحجازي يريد انتصارا من العراقيين ضد الشاميين، ولم يتحرك كهاشمي يريد انتقاما من الأمويين. وهذه الفكرة الهامة والجوهرية اصبحت تغيب عن بال الكثيرين في خضم اجواء الحزن وتفجر العاطفة وطول الأمد. ولهذا السبب تداخلت الطقوس المختلفة في اجواء الأحتفال بأستشهاد الأمام الحسين. وهذه بعض الأمثلة.
    حضرت مجلسا حسينيا ايرانيا اقامه احد المراكز الأسلامية. وفي اجواء غارقة في الحزن وعلى صوت شجي للنائح الأيراني الذي ابكى حتى من لا يفهم لغته قام بعض الشباب يمارسون اللطم على الصدور. والذين كانوا يتصدرون اللطم والدق على الصدور هم لابسوا السلاسل الذهبية والشعر الطويل المصبوغ. الحالة ليست جديدة ولكنها تمثل في حد ذاتها فشلا للمركز لأنه لم يمنح هؤلاء الشباب فرصة بأن يفهموا ان رضا الأمام الحسين وحبهم له وحبه لهم هو بمدى التزامهم بدينه الذي استشهد من اجله لا بالدق على الصدور.

    شاهدت برنامجا وثائقيا على قناة آرته الألمانية الفرنسية الثقافية وقد عرضوا برنامجا عن مدينة اسبانية تحتفل بيوم يسمى يوم لوسيا الأسود. وهو احتفال تقيمه المدينة حزنا على قتل المسيح. حيث يجتمع شباب المدينة ليحملوا تمثالا اسودا للعذراء يطوف في المدينة بينما يتقدم اثنان ممن يلبسون قمصانا مخروقة من جهة الظهر يجلدون انفسهم بسلاسل حديدية دقيقة تتصل بقضيب. ويبدأ هؤلاء المخلصون للمسيح طقوسهم بأخذ البركة من ايدي القس وينتهي الطقس بالوصول الى الكنيسة وتطبيب ضاربي السلاسل. هذا المشهد ذكرني بالمسيرات الألوفية ان لم تكن المليونية في بلاد فارس في المحرم. وهو مشهد يعرضه التلفزيون الأيراني بكل تباه. وهو مشهد يتطابق مع المشهد الأسباني. أظن ان كلمة "بدعة" قليلة في شأن هذا الطقس لأنه ليس فقط شيئ دخيل على الدين الأسلامي بل انه تقليد لأمم كافرة. ونقول من جديد لنتذكر في كل لحظة نغفل فيها أن الأمام الحسين مسلم ثار من أجل الأسلام وليعيد الدين الى الأصل الذي اسسه الله عزوجل على يد محمد وعلي والثلة الصالحة المصلحة.

    نشرت أحد الصحف الغربية صورة طفل لا يتعدى عمره السنتين وقد شج رأسه بسكين مستطيلة بواسطة أبيه. وكان تعليق الصحيفة ان المسلمين الأرهابيين لديهم طقوس أرهابية تصل الى ضرب الأطفال بالسكاكين في اجواء المحرم.

    الحسين عليه السلام خرج للأصلاح في امة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا الخروج للأصلاح عملية مستمرة سواء في سنة 61 للهجرة ام سنة 1424 للهجرة. وانها جريمة ترتكب بحق الأمام الحسين ان نقوم بأعمال بأسم الأمام الحسين هي ابعد ما تكون عن دين الحسين وخلق الحسين.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي الظاهرة الحسينية بين الفكر والعاطفة

    تُعتبر ذكرى إحياء سيد الشهداء عليه السلام في مقدمة المظاهر التي يتخلخل فيها التوازن بين الفكر والعاطفة، وذلك لما تختزنه هذه الثورة الحسينية من حسٍّ جيّاش في الوجدان الشيعي الشعبي وما اكتنفها من مشاهد (درامية) وبطولية تستفز العاطفة وتُحرّك المشاعر. فهي من ناحية عَبرة دامية تتحول فيها الدموع دماً، ومن ناحية أخرى عِبرةٌ ودرس عظيم لثوار المبادى‏ء الذين يجسّدون إمكانية انتصار الدم على السيف، ويؤكدون كيف يكون الانسان‏مظلوماً بل شهيداً وينتصر..
    ففي أجواء هذا التدافع المقدس بين العِبرة والعَبرة، وبين فيض العاطفة الفائرة وتدفّق الفكر الواعي يتأرجح الانسان تارة إلى‏ هذه الكفّة وأخرى إلى ‏تلك، ويستمر هكذا حسب ظروف الزمان والمكان، ومتطلبات المرحلة وما يقرّره الأمر الواقع، أو الظرف المنفتح على الواقعوهذا يعني، باختصار شديد أيضا، أن ظاهرة الوعظ والإرشاد ينبغي أنْ تتراجع أمام ظاهرة التحدّي والثورة في المرحلة الحسينية - أي مرحلة الدم والشهادة - ولكنّ هذا لا يعني أن تتحول ‏أيام الحسين عليه السلام أو ذكرى‏ استشهاده الى عبرات متكسرة وزفرات مبحوحة بلا فهمٍلا إدراك ، أو الى حوافر خيل وقعقعة سيوف ودق طبول وضرب سلاسل‏وعزف بوقات ومزامير دون النظر في قيم الحسين ومبادى‏ء الحسين واستيعاب ‏أهداف ثورته ورفضه وإبائه وسبب إصراره على القتال حتى الموت.
    إن الذي يصنع الثورة بالتأكيد، هو العاطفة المقدسة الفائرة، أو كما يسميها السيد الشهيد الصدر (الطاقة الحرارية)، ولكن الذي يصونها ويحفظها من الانحراف والضياع والانكفاء ، هو الفهم الواعي، والعاطفة الواعية، والحماس المدروس والاندفاع المخطّط، وإلّا فإنها تتحول الى فورة عاطفية، وليس ثورة، وإلى‏ حماسة عابرة تعيش لحظةً حرارية عابرة يعود بعدها الثائر الى‏أصله ومعدنه، وربما يكون معدنه على ضوء المعادلة المذكورة ثورة بلا هدف أو انفجار عاطفي ثائر و (هستيريا) وجنون تنتهي كلّها بانتهاء الدفع العاطفي الفائر، وفي أحسن الأال تستسلم ؟ تحت ضغط الردع الشرس‏ المُضادّ الذي يُتقن إستخدامه الأعداء في دائرة الردع والردع المضادّ..
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي حقيقة النهضة الحسينية

    إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي
    أن من الظلم العظيم والتصور الواهي، أن نسبغ على القضية الحسينية توباً طائفياً أو إقليميا، أو حتى مجرد حدثاً تاريخياً جرى في حقبة من الزمن ثم تلاشى.

    فالمنصف والمتمعن بموضوعية لا يرى في مسيرة الحسين (ع) إلى كر بلاء إلا قضية إسلامية أصيلة تمثل فريضة من فرائض الإسلام ضمن نظامه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحيث جسد فيها الإمام (ع) الإخلاص والحب والتفاني للرسالة الإلهية، ورسم بدمه الشريف صورة مشرفة ونموذجاً رائعاً لأمتنا اليوم في صراعها مع الباطل.

    فالقضية الحسينية ستبقى خالدة ومستمرة مع استمرار أي انحراف في خط الرسالة والتي اختلط منهجها جده محمد رسول الله (ص) الذي خاطب الأمة بأن ( حسين مني وأنا من حسين ).

    ومن الغبن أيضاً أن لا نرى في القضية الحسينية إلا جانباً واحداً فقط، الجانب المأساوي الحزين - رغم قدسيته - دون أن ندع جانب الفكر والموقف والقدوة ينطلق ليشكل تفاعلاً منسجماً بين الفكر والعاطفة. فهدف الإمام الحسين (ع) من واقعة الطف كان إصلاح هذه الأمة والعمل على تغيير الواقع السيئ إلى واقع الإسلام المبارك

    ,ومحاضرة الشهيد مطهري هذه القيت في حسينية الارشاد ضمن محاضرات كثيرة عن نهضة الامام الحسين عليه السلام سنحاول نقل بعضها في مجلسنا هذا عسى ان يستفيد منها الملتزمين بنهج وفكر الحسين عليه السلام ليعوا طبيعة هذه النهضة ويتعلموا الدروس الحقيقة منها ومن صاحبها عليه السلام .

    القسم الاول :

    كما أن للظواهر المختلفة حقائق مختلفة فإن كل نهضة أو ثورة بما أنها ظاهرة لها حقيقة خاصة بها تختلف عن حقائق مثيلاتها.
    ولأجل إدراك شي‏ء معين - يجب التعرف على علله الفاعلة والغائبة، وكذلك الإحاطة بالعلل المادية لذلك الشي‏ء، أي بأجزائه وجزئياته المكونة له وأيضاً معرفة علته الصورية وشكله وخصائصه التي حصل عليها في الكل، وتوضيح ذلك كما يلي:
    1- العلل التي أنتجت الثورة أو النهضة والتي توضح حقيقتها تسمى بالعلل الفاعلة.
    1- أن نوع النهضة وأهدافها يشكلان العلل الغائية لها.
    2- والنشاطات والأعمال المنجزة في النهضة هي عللها المادية.
    3- ويكون الشكل الذي أخذته النهضة لنفسها في المجموع العلة الصورية لها.
    × × ×
    أما نهضة الحسين عليه السلام فهل هي وليدة الانفجار النفسي؟ كماء يغلي في قدر مقفل إذا لم يلق البخار المتصاعد منه منفذاً للخروج يؤدي إلى انفجار القدر بتأثير ازدياد درجة الحرارة؟

    إن الإسلام اختلف عن بعض النهضات التي جاء نتيجة انفجارات خاصة، فالفكر الدياليكتيكي يوصي بتصعيد التناقضات وإثارة الاستياء وتعميق الخلافات أكثر فأكثر وإبداء المعارضة للإصلاحات الواقعية لدفع المجتمع إلى الثورة بمعناها الانفجاري لا الثورة الواعية.

    إن الإسلام لا يؤمن مطلقاً بمثل هذه الثورة، وقد كانت الثورات أو
    النهضات الإسلامية كلها وليدة وعي وإدراك كاملين للواقع الذي جاءت لتغييره، وإن ثورة الحسين عليه السلام لم تكن وليدة الانفجار ولم تكن عملاً بعيداً عن الوعي ولم تنشأ نتيجة نفاذ صبر الحسين علية السلام بسبب الضغوط الكثيرة التي كانت تمارس من قبل الأمويين وعمالهم أيام معاوية وابنه يزيد بحيث تؤدي به إلى أن يثور ويقول: فليكن ما يكن ! كلا لم تكن نهضة الحسين عليه السلام بمثل ذلك، ويدل على هذا الرسائل المتبادلة بينه وبين معاوية وابنه يزيد من بعده. بالإضافة إلى الخطب التي أوردها في مجالات مختلفة خاصة تلك التي خاطب بها صحابة الرسول (ص) وهم مجتمعون في منى. وقد نقل حديث هذه الخطبة بصورة مفصلة في كتاب تحف العقول، إن الأدلة المشار إليها كلها تبين أن الإمام الحسين عليه السلام ثار وهو مدرك كاملاً سبب قيامه ولم تتدخل في نهضته عوامل الانفجار النفسي مطلقاً، بل كانت ثورة إسلامية محضة.

    والحسين عليه السلام إذا نظرنا إلى كيفية تعامله مع أصحابه أثناء عزمه على القيام نرى أنه يتحاشى الاستفادة من أي عامل من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الانفجار النفسي والعاطفي ولا يسمح بأن تنطبع نهضته بالطابع الانفجاري من ذلك محاولاته العديدة في مناسبات مختلفة لصرف أصحابه عن الاشتراك معه في نهضته التي كان على علم مسبق بنتيجتها، فكان يكرر عليهم قوله أن لا منافع مادية أمامهم في مسيرتهم تلك وأنه لا ينتظرهم غير الموت المحتم، وفي ليلة العاشر من محرم نراه عليه السلام يمتدح أصحابه فيقول بأنهم خير الأصحاب، ويكرر عليهم بأنه هو المطلوب من الحكم الأموي وليس غيره، ويؤكد لهم بأنهم لو تركوه لوحده فلن ينالهم سوء من الأمويين ويخيرهم بين البقاء والذهاب وأخذ أهله لإبعادهم عن الصحراء التي هو فيها.

    لا نجد زعيماً يريد استثمار استياء وتذمر قومه لدفعهم إلى النهوض والثورة يتكلم بما قاله الحسين عليه السلام لأصحابه، صحيح أن مسئوليته هي إشعار قومه بأنهم مكلفون شرعاً بالنهوض بوجه الحكم الجائر، وبالتأكيد أن مكافحة الظلم والجور من واجب الناس، إلا أنه عليه السلام كان يهدف أن يقوم أصحابه مخيرين بأداء ذلك التكليف عن طوع إرادتهم غير مرغمين عليه، لذلك نراه يؤكد عليهم باستغلال سواد الليل وترك ساحة المعركة والابتعاد عن العدو الذي لا يرغمهم على القتال إن هم فعلوا ذلك أنه هو عليه السلام لا يريد إجبارهم على البقاء معه، وأكد الحسين عليه السلام على أصحابه أيضاً بأنهم في حل من بيعته إن هم أرادوا تركه ووضعهم أمام ضمائرهم، فإن هم شعروا بأنهم على حق فعليهم اختيار الحق دون إكراه من جانبه عليه السلام أو من جانب العدو، إن اختيار شهداء كربلاء الأوائل البقاء مع الحسين عليه السلام بالرغم من تكرار الإمام عليهم لعدة مرات مسألة الذهاب، هو الذي منح هؤلاء الشهداء المنزلة الرفيعة التي هم عليها الآن، أما في الحرب التي شنها طارق بن زياد ضد الأسبان نراه يبادر فور عبوره بأسطوله المضيق، المسمى الآن باسمه، بإعطاء الأوامر لجنده بإبقاء ما يكفيهم من الزاد لأربع وعشرين ساعة فقط وإحراق الباقي وإحراق سفن اسطوله معها ثم يجمع الجند والقادة فيقول لهم بأن العدو من أمامهم والبحر من ورائهم والفرار يجعل مصيرهم الغرق وهم لا يملكون الطعام إلا لسويعات فلا نجاة لهم إلا في قتال العدو والفوز عليه وإبادته، إن الذي فعله طارق بن زياد هو عمل قائد سياسي، بينما الإمام الحسين عليه السلام لم يخوف أصحابه بالبحر والعدو ولم يرغمهم على دخول الحرب بجانبه كما أن العدو نفسه لم يكن ليجبرهم على القتال لو أرادوا تركوا المعركة، لقد خير الحسين عليه السلام أصحابه بالبقاء أو الذهاب دون أي إكراه.

    حقاً لقد كانت ثورة الحسين عليه السلام قائمة على الوعي والإدراك الكاملين بضرورتها سواء عنده هو أو عند أهل بيته أو لدى أصحابه، ولا يمكن لمثل هذه الثورة أن يقال عنها بأنها وليدة الانفجار النفسي أو العاطفي مطلقاً، ولمثل هذه الثورة الواعية حقائق وماهيات متعددة ومختلفة وهي ليست أحادية الكنه والحقيقة.

    ومن الفوارق الموجودة بين الظواهر الطبيعية والاجتماعية أن الطبيعية منها تكون أحادية الحقيقة فالمعدن الواحد، والذي هو من الظواهر الطبيعية لا يمكن أن يكون ذهباً أو نحاساً في آن واحد، ولكن في الظواهر الاجتماعية يوجد احتمال استيعاب الظاهرة الواحدة لعدة حقائق أو ماهيات، و الإنسان بذاته هو إحدى العجائب التي يمكن أن تجتمع فيه حقائق متعددة.
    وفي هذا يقول " سارتر " الفيلسوف الوجودي المشهور، بأن وجود الإنسان يسبق حقيقته أو ماهيته، وهو صادق في هذا القسم من كلامه، بالإضافة إلى ذلك فإن الإنسان يمكن أن يمتلك ماهيات متعددة في آن واحد، كأن تكون له ماهية الملاك وماهية الخنزير وماهية النمر، كل ذلك في وقت واحد ولهذا قصة عظيمة في الثقافة والعلوم الإسلامية.

    ومن هذا المنطلق، يمكن القول بأن الظاهرة الاجتماعية، يحتمل أن تكون لها حقائق وماهيات مختلفة، وثورة الإمام الحسين - عليه السلام - من هذه الظواهر ذات الحقائق المتعددة، لأن عوامل عدة شاركت في إنضاج وتحقيق هذه الثورة، فمثلا هناك ثورة يمكن أن تكون رد فعل على شي‏ء معين، وأن تكون ثورة بدائية في نفس الوقت. وقد تكون الثورة ذات رد فعل إيجابي على تيار معين وآخر سلبي بوجه تيار آخر، وقد توفرت كل هذه الحقائق في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وهي بذلك نهضة ذات ماهيات متعددة.
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي حقيقة النهضة الحسينية (2)

    إن العامل الأول في نهضة الإمام الحسين عليه السلام من حيث الزمان كان طلب الأمويين البيعة منه ليزيد. فقد بعث معاوية رسولاً إلى المدينة المنورة بهدف الحصول على بيعة الحسين لإبنه يزيد، وأراد بذلك أن يضمن له ( أي ليزيد ) بيعة المسلمين قبل أن يوافيه الموت. لقد أراد معاوية أن يسن بذلك سنة لكي يتسنى لكل خليفة تعيين الخليفة القادم في حياته، فالبيعة معناها القبول بالخلافة والإذعان بصحتها لذلك بعث يطلب من الحسين عليه السلام البيعة لكي يبارك خلافة إبنه بها.

    ولكن ماذا كان رد الحسين عليه السلام على هذا الطلب؟ وطبيعي أن يكون الرد بالرفض، فالحسين سبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة والمعروف بالتقوى والزهد وبديهي منه أن يقول " لا " لبيعة يزيد.

    لقد طلبوا من الحسين عليه السلام أن يبايع لكنه أجابهم بالرفض، فهددوه فقال لهم بأنه يفضل أن يقتل على أن يعطي يده لبيعة يزيد. وإلى هذا الحد تكون نهضة الحسين رد فعل من النوع السلبي على طلب غير مشروع أو بتعبير آخر رد فعل أساسه التقوى وحقيقته نابعة من كلمة " لا إله إلا الله " التي توجب على المؤمن بها والمتقي أن يقول لا أمام كل طلب غير مشروع.

    إن ذلك الرفض لم يكن العنصر الوحيد للنهضة الحسينية، بل كان بازائه عنصر آخر يظهر حقيقة النهضة الحسينية بأنها رد فعل من نوع إيجابي في هذه المرة. ويتوضح هذا العنصر في هلاك معاوية إذ تعود إلى أذهان أهل الكوفة ذكريات مضت عليها عشرون عاماً فتتجسد أمام أعينهم حكومة على عليه السالم في تلك الفترة، وفي هذه المدينة، فها هي آثار تعاليمه وتربيته ما زالت ماثلة، ولو أن الكثير من أصحابه قد شملتهم التصفيات الأموية وبالأخص العديد من رؤوس هؤلاء ورجالاتهم
    البارزين من أمثال حجر بن عدي وعمرو بن حمق الخزاعي ورشيد الهجري وميثم التمار، فلقد قضى الأمويون على كل هؤلاء بهدف إخلاء المدينة من فكر علي ومن مشاعر علي وأحاسيسه، ولكن ما زالت هناك آثار تعاليم علي باقية بحيث سرعان ما يهلك معاوية يجتمع أهل الكوفة فيتفقون على رفض تقديم الخلافة إلى يزيد ويقولون: ما زال الحسين عليه السلام موجوداً فلنوجه له الدعوة ولنستعد لنصرفه حتى يقدم إلينا ليقيم الخلافة الإسلامية، إنهم يوجهون الكتب إلى الحسين عليه السلام وكلها تشير إلى استعداد القوم التام للترحيب بمقدمه، تستعد الكوفة، مقر جيش المسلمين، لاستقبال الحسين عليه السلام فلم يكن الذين دعوه شخصاً واحداً أو شخصين أو عشرة ما وصلته ثمانية عشر ألف رسالة احتوت كل رسالة منها على تواقيع العديد من الأشخاص وصلت إلى عشرين توقيع في بعض الرسائل. وهذا يجعل مجموع الذين دعوا الحسين عليه السلام في حدود المائة ألف شخص فما عساه أن يفعل أمام كل هذه الدعوات، لقد أتموا الحجة عليه، هذا هو رد الفعل الإيجابي، وحقيقة حركة الإمام حقيقة متوازنة، أي أن أعداد من المسلمين بدءوا هذا العمل وعلى الحسين عليه السلام أن يعطيهم الرد بالإيجاب.

    كان الواجب في البداية يحتم على الإمام الحسين عليه السلام أن يعلن رفضه القاطع لبيعة يزيد وأن يجنب نفسه الطاهرة من ذلك الدنس الذي أرادوا تلويثه به، لذلك فلو أنه عليه السلام كان يقبل باقتراح ابن عباس ويلجأ إلى جبال اليمن للعيش فيها لكان يصبح بعيداً عن أن تطاله أيدي عساكر يزيد ولكان أيضاً قد أدى الواجب الأول. أن تقوى الإمام عليه السلام كانت توجب عليه أن يرفض تقديم البيعة ليزيد، وكان من الممكن أن يتحقق الرفض باختياره عليه السلام الذهاب إلى جبال اليمن، الشي‏ء الذي اقترحه ابن العباس وغيره عليه، وكان ذلك كافياً لأداء الواجب الملقى على عاتقه، ولكن وبما أن المسألة هنا تتعلق بالدعوة الموجهة إليه عليه السلام من قبل ما يربو على المائة ألف شخص مسلم وهذا يشكل واجباً جديداً على الحسين عليه السلام الالتزام بأدائه، لذلك كان لزاماً على الإمام أن يلي الدعوة ويتم الحجة ولو أن الحسين عليه السلام كان منذ الوهلة الأولى لحركته يعلم بأن أهل الكوفة ليس لديهم الاستعداد وأنهم أناس خاملون ويستولي عليهم الخوف. لكنه كان يرى نفسه مسؤولاً بأن يعطي للتاريخ الجواب الصحيح. فلو أنه عليه السلام كان يترك أهل الكوفة لحال سبيلهم دون أن يرد عليهم لأصبحنا نحن اليوم نقف معترضين عليه بالقول: لماذا لم يجب الحسين هؤلاء.

    كان يجب أن يتحمل أهله جزءاً من أعباء الثورة في نقل نداء الحسين عليه السلام، فاختار هو أن تكون القضية أشد إثارة وحرارة ما زال الأمر وصل إلى ذلك الحد، وكان الهدف هو أن يكون غرس الثورة غرساً مثمراً ويستمر في الإثمار الدائم لكي يعم خيره العالم أجمع. فأي مشاهد رأت كربلاء؟ وأية ساحات ظهرت في كربلاء؟ إنها جميعاً مثار للعجب وباعث على الحيرة والدهشة.
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    10

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخوين الفراتي و العقيلي
    من الغريب جداً ان نلغي الاخلاق من قاموسنا فهل نسينا ان النبي ص قد بعث ليتمم مكارم الاخلاق؟ و هل اصبحت الغاية تبرر الوسيلة ؟و هل سنسمع اقوالا أخرى عن الانسان العظيم غير التقاعس؟ هل فكرة اللامقدس ستؤدي بكم مس شخصية الإمام الحسين نفسه أو لربما الحسن ثم ترفعون الحجاب كما رفعه احمد الكاتب.

    انني لأعجب من أنكما لم تفهما نهضة الحسين ع و من الحري بكما ان تتحدثا بما تعلما.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي حقيقة النهضة الحسينية (3)

    عوامل النهضة الحسينية:

    لقد ذكرنا سابقاً أن دعوة أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام للقدوم إليهم وتولي مقاليد أمور البلاد هناك، كانت تشكل العامل التعاوني في نهضته عليه السلام، أما طلب الأمويين من الإمام تقديم البيعة ليزيد ابن معاوية فكان يشكل العامل الدفاعي لتلك النهضة، وقلنا أن الحسين عليه السلام انبرى لمقارعة السلطة الجائرة التي كادت أن تجر العالم الإسلامي إلى الفساد الشامل، وتحمل - عليه السلام - مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة تلك السلطة، وكان هذا الأمر هو العامل الهجومي لثورة الإمام عليه السلام.

    فلنرى الآن أي من هذه العوامل الثلاث يشكل الأهم والأكثر قيمة في نهضة الحسين عليه السلام بديهي إن كل عامل من عوامل الثلاث يختلف عن مثيله من حيث القيمة والأهمية وبقدر ذلك يضفي أهمية وقيمة على النهضة المعنية في هذا المكان، فتلبية الإمام عليه السلام لدعوة أهل الكوفة لها أهميتها وقيمتها الخاصة بها وكذلك العوامل الأخرى لها الأهمية والقيمة الأكبر بحسب ترتيبها وأثرها في النهضة الحسينية، فالعامل الثالث أضفى على الثورة الحسينية أهمية وقيمة أكبر وسنتحدث عن ذلك، إن من العوامل ما يضفي قيمة على نهضة معينة، لها دخل في إيجادها، كما أن رائد النهضة أيضاً له تأثير في قيمة العامل نفسه، فالإنسان يعرف الكثير من الأشياء التي لها قيمة لديه، فالزينة هي قيمة لديه كما أن المجوهرات يعتبرها الإنسان ذات قيمة أيضاً، ومن الأمور المعنوية والمادية في العلم ما هو زينة للبشر، ومما لا ريب فيه أن الجاه والسلطان بالأخص المناصب الإلهية تشكل زينة للإنسان وفخراً له وقيمة، وحتى الأشياء المادية الظاهرية التي تدل على هذه القيم تضفي هي بدورها قيمة على الإنسان أيضاً، فمثلاً يرتدي الفرد لباس عالم الدين الروحاني ( وطبيعي أن اللباس لا يدل على روحانية الشخص ذاتاً، أي لا يدل على أنه قد كسب العلوم والمعارف الإسلامية وحاز على درجة من التقوى )، فالروحاني هو الإنسان العارف بالعلوم والمبادئ الإسلامية العامل بالتعاليم التي نص عليها الإسلام، وارتداء لباس الروحانية يضفي المتزيي به الطابع الذي ذكرناه، أي معرفة صاحبها بالإسلام والعمل بتعاليمه، كذلك يكون المرتدي لهذا اللباس محطاً لاحترام وتقدير الآخرين ولهذا يكون اللباس موضع فخر صاحبه، كما أن لباس أستاذ الجامعة يفتخر به الأستاذ وكما أن المجوهرات تضفي الزينة على المرأة وغير ذلك.

    وفي الثورات أيضاً هنالك من العوامل ما يضفي القيمة عليها. ولهذا نشأ الاختلاف المعنوي بين ثورة وأخرى، فمنها ما هو خاو من المعنويات وتتميز بطابع التعصب أو بأنها مادية بحتة وهذه لها قيمتها الخاصة بها،
    وإذا امتازت نهضة بالروح المعنوية والإنسانية والإلهية فلها قيمة متميزة عن الأخريات.

    فالعوامل الثلاثة المذكورة التي تدخلت في إيجاد النهضة الحسينية قد أعطت لها أهمية وقيمة، وعلى الخصوص العامل الثالث، ويحصل أحياناً أن يضفي الشخص الذي له علاقة بقيمة معينة في نهضة معينة، أن يضفي هو قيمة على هذه النهضة، أي يضفي على القيمة قيمة وأهمية خاصة، فكما تكون لقيمة العامل أثر في قيمة الشخص فإنه هو ( أي الشخص ) أيضاً يرفع من شأن هذه القيمة، فأحياناً يكون لباس الروحانية أو لباس أستاذ الجامعة زينة وقيمة لصاحبه وفخراً وقد يكون صاحب اللباس هو الزينة والفخر للباس لما يمتاز به من فضل وتقوى وعلم، أن صعصعة بن صوحان كان أحد الأفراد اللذين تربوا على يدي على بن أبي طالب عليه السلام، وكان مشهوراً بالخطابة والفصاحة وشهد بفضله الأديب المعروف " الجاحظ "، إن هذا الشخص حينما أراد أن يهنئ الإمام على عليه السلام بالخلافة قال شيئاً لم يقله المهنئون الآخرون، فقد قال في تهنئته للإمام علي عليه السلام: " يا على أنت زنت الخلافة وأنت فخر لها وهي لم تزنك ولا زادتك فخراً، فالخلافة احتاجتك دون أن تحتاج أنت إليها، وإني مهنئ الخلافة لأن اسمك يا علي اقترن بها ولا أهنك لأنك أصبحت الخليفة ".

    لذلك كله نرى بأن عنصر أو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أضفى قيمة على الثورة الحسينية، وإن الإمام الحسين عليه السلام قد رفع من شأن المبدأ بدمه الزكي ودماء أهل بيته وأصحابه الطاهرين عليهم السلام، هناك الكثير ممن يدعون التصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسين عليه السلام هو أيضاً قال كلمته المشهورة: " أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسيره بسيرة جدي وأبي ". إن مثل ذلك مثل الإسلام فقد يكون فخراً للكثير من الناس، ولكن هناك مسلمون أيضاً ممن يفتخر الإسلام بهم ويعتز، وما الألقاب التي حظي بها البعض من مثل " فخر الإسلام "، و" عز الدين " و " شرف الدين " إلا دلائل لهذا المعنى، فأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وابن سينا، هؤلاء رباهم الإسلام فأصبحوا فخراً له، إن الإسلام ليعتز بأبناء رباهم فأصبحت الدنيا تحسب لهم حسابهم لأنهم تركوا آثار جليلة في حضارة الدنيا، وثقافتها. فالعالم لا يستطيع التنكر للخواجة نصير الدين الطوسي لأنه مدين لهذا الشخص بقسم من الاكتشافات الخاصة بالقمر، إن الحسين بن علي عليه السلام يمكن أن يقال عنه بأنه أضاف بحق قيمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحين نقول بأن هذا المبدأ يرفع من قيمة المسلمين وأهميتهم فإننا لا نأتي بحديث من عندنا، بل إن ذلك جاء في صريح القرآن الكريم إذ يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ }(آل عمران/110).

    فانظروا أية عبارات جاء بها القرآن، والإنسان حين يدقق فيها تصيبه الحيرة والدهشة، إن الذي يضفي القيمة على هذه الأمة الخيرة هو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    ولكن في النهضة الحسينية نلاحظ أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي شرف هذا المبدأ بدمه الزكي الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه الميامين. أما نحن المسلمون فبالإضافة إلى عجزنا عن إيفاء هذا المبدأ الواجب، تحاول أن نكون شيناً عليه، ومما يثير الأسف أن الناس تعودوا على الالتفات إلى القضايا البسيطة التي يشملها هذا المبدأ مثل الأمر بإطلاق اللحى والنهي عن لبس الذهب، ونسوا الأمور الكبيرة الهامة التي تكون ضمن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا يكون المسلمون شيناً على هذا المبدأ بالتزامهم بالقضايا البسيطة ونسيانهم أو تجاهلهم للقضايا المصيرية الهامة، كما يفعل البعض في تظاهرهم بالالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التزاما لا يتجاوز التوافه من الأمور، ولكن انظروا الحسين عليه السلام الذي اهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وثار لأجل تحقيق هذا المبدأ في كل مجالات الحياة صغيرها وكبيرها إنه كان يقول بأن يزيداً هو أول منكر يجب أن يزول من عالم الإسلام، ويقول أيضاً بأن إمام المسلمين وقائدهم هو ذلك الذي يعمل بكتاب الله ويقيم العدل ويدين بدين الحق، لقد ضحى الإمام الحسين عليه السلام بكل ما يملك في سبيل هذا المبدأ وتحقيقه، لقد أضفى الإمام عليه السلام زينة على الموت في سبيل هذا المبدأ شرفه ووهبه الشموخ والعظمة، فمنذ خروجه من المدينة المنورة كان يتحدث الإمام عن الموت الشريف العزيز، الموت الجميل ما أروع هذا التعبير، وما كل ميتة جميلة، بل إنه الموت في سبيل الحق والحقيقة والعدل، إن موتاً كهذا يشبه القلادة الجميلة التي تزين جيد الفتاة، وكان الإمام عليه السلام يردد من بيتاً من الشعر وهو في طريقه إلى الاستشهاد فكان يقول ما مضمونه: ولو أن الحياة كثيرة العذوبة والجمال ولكن الآخرة أكثر جمالاً وعذوبة منها.

    وإذا كان الإنسان سيترك في النهاية ما يملك من مال ويذهب فالخير يأتي في إنفاق المال لا الاحتفاظ به. فلماذا لا يفعل الإنسان الخير؟ ولو كان مصير هذه الأبدان الفناء، فلماذا لا يموت الإنسان ميتة حلوة جميلة؟ وإن موت الإنسان بالسيف في سبيل الله، لأعظم وأجمل من كل شي‏ء.

    وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أبو سلمه الخلال الذي كان شخصاً يلقبه الناس بوزير آل محمد في بلاط آل بني العباس، نراه حين تسوء علاقته بالخليفة العباسي، حيث قتل بسبب ذلك سريعاً نراه يبعث فوراً برسالتين أحدهما إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام والأخرى إلى محمد بن عبد الله المحض، ويدعوهما في آن واحد قائلاً: لقد كنا وأبو مسلم لحد الآن نعمل من أجل هؤلاء (يعني بذلك بني العباس) ونريد منذ الساعة أن نعمل لكما، فلو كان لديكما الاستعداد،
    إننا سنقضي على هؤلاء.

    إن الدلالة الأولى المستخلصة من هذه الرسالة هي أن صاحبها ينقصه الإخلاص لأنه كتب رسالته إلى شخصين وذلك بعد أن ساءت علاقته بالخليفة العباسي. وحالما يتسلم الإمام الصادق عليه السلام هذه الرسالة نراه يحرقها أمام الرسول الذي سأل الإمام: ما هو جوابك؟ فيرد عليه الإمام بأن الجواب نفس ما رأى أمام ناظريه!

    وقد قتل العباسيون أبى سلمه قبل أن يتمكن من الالتقاء برسوله، ومع هذه الحالة نرى السنة الاعتراض تمتد لتساؤل الإمام لماذا لا يرد على "الخلال" الذي دعاه إلى النهوض في رسالته ولماذا أقام عليه السلام بإعطاء رد سلبي عليها؟ في حين أن أبا سلمة لم يكن يخلص النية في رسالته وأنه كتبها ساعة وقوع الخلاف بينه وبين الخليفة العباسي الذي أيقن بأن لا خلاص يرتجي بعد من الخلال، لذلك نراه يقوم بقتله بعد أيام قليلة، وبالرغم من هذه الأمور فإن الحسين عليه السلام لو كان هو أيضاً يمتنع عن الرد على كل تلك الرسائل لأصبحت الدنيا تقف بوجهه معترضة، لو أن الإمام كان يذهب تلبية لتلك الدعوات لاجتثت بذهابه جذور يزيد وأمثال يزيد. أو تقول بأن الحسين عليه السلام ترك أهل الكوفة، الكوفة التي تشكل معسكر المسلمين وفيها أولئك الرجال الشجعان الذي كان علي عليه السلام خليفة عليهم لخمس سنوات، الكوفة التي ما زالت تحتضن الأيتام الذين رباهم علي عليه السلام وفيها النساء الأرامل اللواتي كان علي عليه السلام يشملهن برعايته وعطفه وما زال صوته فيها يدوي في آذانهم، فكيف خشي الحسين عليه السلام ولم يذهب إلى هؤلاء؟ وكان يمكن في ذهابه أن تنجح الثورة. إن هذا هو ما جعل الأمر واجباً، ولذلك يعلن الإمام استعداده حين يلمس الاستعداد عند أهل الكوفة، ومن هذه الزاوية بالذات وليس من الزاوية السابقة.
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني