الاخ العزيز ابو الياس
أهلا وسهلا بك في هذه الشبكة .
بالنسبة لشكل الحكومة العراقية المقبلة وحتى تكون مقبولة . لا أعتقد أن أمريكا التي تهيمن على العراق بكل مفاصله وقد بدأت فعلا تصدير نفطه والتعاقد حول اصلاح آبار النفط وعقود الاعمار , وتنتشر في كل مدينة عراقية , لا أعتقد أن أمريكا تفكر في مقبولية نوع الحكومة من عدم هذه المقبولية , الشيء المهم والوحيد عند أمريكا أن تكون الحكومة مقبولة عندها وعند اسرائيل فقط . طبعا هذا لا يعني أنها لا تفكر في وضع بعض الرتوش لاضفاء شيء من المقبولية عند العراقيين .
أعلن بوش أن الجيش الامريكي سيبقى في العراق لما لا يقل عن عامين .. وهذا يعني فيما يعنيه أن الجيش يبقى لتأمين وضع حكومة موالية بالكامل لأمريكا ولتأمين مصالح أمريكا . نعم ستتضمن الحكومة بعض المعممين وبعض رجال الدين ومن الشيعة والسنة وهؤلاء ممن تثق فيهم أمريكا وتثق في ولائهم لها من خلال تحقيق مصالحهم وما أسهلها على أمريكا فالمناصب في الوزارات كثيرة والعراق بلد كبير . الحكومة المقبلة على مراحل
الاولى هي المؤقتة الامريكية برئاسة جي غارنر وهي لا تقل عن سنة ثم ستكون بعدها حكومة انتقالية يدعون أنها عراقية وستكون مزيجا من أشخاص تعبت عليهم أمريكا كثيرا وتعاونوا معها كل هذه الفترة المنصرمة ومن أشخاص من الداخل تعمل أمريكا الآن على اكتشافهم . وستستمر الحكومة الانتقالية الى ما لا يقل سنتين . في هذه الفترة وهي الحكومتان المؤقتة والانتقالية ستعمل أمريكا على هندسة الحكومة العراقية وشكلها ودستور الدولة الدائم وستصيغها بشكل يحفظ لها مصالحها ويقف حائلاً امام أي احتمالية لوصول من لا يعجب أمريكا .
فلا وجود برأيي لمقبولية أو عدم مقبولية من قبل المجتمع الدولي , فالأمر يعود لأمريكا وحدها فهي تأمر الجامعة العربية من التعامل مع هذه الحكومة وكذا مجلس الأمن ..
الشيء الوحيد الذي تفكر فيه أمريكا هو تحييد وسكوت الشعب العراقي وهذا ما تعمل عليه من خلال التالي :
الاول : كما قلت ستدشن الحكومة ببعض الاشخاص لهم وجاهات نوعا ما عن الشعب لتاريخ معين أو لزي معين أو لأي سبب طائفي أو قومي من أجل أن يسكت الناس ولو للفترة الأولى كي يتم ترتيب الأمور بدقة .
الثاني : استغلال جوع الشعب وفقدانه لأدنى مقومات الحياة المواكبة للعصر , ستعمل على الهاء الشعب باقتناء الفضائيات والاشتراك بالانترنت ودخول خدمة الجوال من جانب ورفع القدرة المعيشية للناس من خلال زيادة الرواتب وتوفير العمل الذي ينجم عن شركات الاعمار من جانب ثاني وفتح باب الحرية الشخصية من مثل الشعائر كالتطبير والزنجيل والدروشة وبالمقابل صالات الرقص والحانات والمباغي من جانب آخر بالاضافة طبعا الى شيء من الحرية في الجانب المدني كتأسيس النقابات والمؤسسات وحرية الطباعة بشكل يتناسب والمقام . كل هذه الأمور ستجعل من الشعب ينبهر وينسحب من الميدان لأنه سيقارن بين هذا وبين 35 سنة من القهر والظلم المنقطع النظير . عندها ستجد الناس تقول ماذا نريد ؟ ألم يحكمنا صدام بالنار والحديد 35 سنة , فلنجرب هذه الحكومة 10 سنوات !! .
تحياتي
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم
رد مع اقتباس
