مرثية الحمام الزاجل
إلى أرواح شهداء صوت الحقيقة .. ( امجد حميد ).. ( أنور تركي)..
( أطوار بهجت ) !!
إلى .. الزملاء في شبكة الأعلام العراقية.. والأسر الصحفية
جواد المنتفجي
قتلى الضمير ،
ممن اغتال صوت الحقيقة...
فالقلوب حيرى!!
مستغربة سر سفركم المبكر ...
عن المدن التي أشرقت فيها الشمس !!
وثمة أسئلة مع العبرات تتكسر ،
وبضع من الآهات في الصدور تتخثر ...
- لم استعجلتم الرحيل ،
عن وطنا ظل شامخا أبدا ..
مرفوع الجبين والرأس ؟
وثمة هديل لحمامه الزاجل ..
يناغينا كلما تمايلت السنابل ...
- هنا.. صوت الحق !!
- ومن محطات فوق جنح الريح ..
ننقل إليكم الحقيقة بكل صدق...
1- في زحام الرشيد ،
وبين مآقي بغداد الجميلة ..
فجر البغاة عبوة ناسفة ،
فوجدوا وطني العتيد ..
بين العيون هناك مشتولا
2- وفي مدينة الصدر ...
دمر الإرهابيون برتقالي ،
وعلى جسر الأئمة ...
عبثوا بالجثث ،
وقتلوا الأسماك في انهاري !!
وعلى حين غرة ،
وبينما كانت أمنياتنا ..
بين الجفون تتدلى ،
يفاجئنا نبا رحيلكم هكذا بغفلة !!
ولأنكم عصافيرنا الصديقة
ولأنكم صفو آمالنا العريضة
ولأنكم تأتونا..
بالملح.. والزاد.. والأخبار ،
ولان كلماتكم ستبقى صوت الحقيقة ...
فلتخسأ سموم نواياهم ،
ولتموت كل آمالهم البغيضة
فكلماتكم في الضمائر دوت !!
وذكراكم في أعماقنا أمست ،
كنجمة الصبح ..
كلما في سماء العراق شعشعت !!
-2-
سامراء ،
وفيما حولها من كل الأشياء...
رفات أئمتنا الطاهرة ،
ووهج القبب المذهبة الباهرة ..
ومنائر أئمتنا الشاهقة ،
والممتشقة في نفوسنا منذ أزمان ،
والصلاة.. والذات
البخور .. والنذور
الملح.. والماء العذب
الحجر .. والزهر
وجهادكم ...
الذي كتبه بريق عيني ( أطوار )
على بوابات ( سر من رأى ) ،
وعلى تيجان زهور ضفاف دجلة
وبين ألواح قرى الجنوب الصغيرة ...
كان هنالك أثرا لخطواتكم الواثقة
كانت تنز فينا تراتيل كلماتكم الخالدة ...
- هلموا معنا..
لنكتب نشيدنا للعراق الأغر !!
- هيا من اجل حرية العراق ..
هيا من الحياة إلى الخلود ..
سوية لننعتق!
-3-
سامراء ...............
يا من إطالتك الأيادي الأثيمة
وبغداد ...............
يا ردح وجع القلوب الأليمة
يا لخفوت شدو حمائمكم الزاجل
الذي فجأة عنا رحل !!
يا لنوح اليمام الذي هاجرنا ..
لما شاع الخبر !!
يا غيوم بغداد ..
خبري حبات المطر،
وساعات المغيب وقت السحر ..
قولي لورد الربيع ..
أن ينبض بأنفاسه ،
بين طيات تلك الضفيرة..
كي لا يتهدل شعرها
فقد غفت ( أطوار ) الأميرة
خبري ( امجد ) البطل ...
أن لقتله صار صدى
قولي لـ ( أنور ) ...
أن موته راح يهز
زنازين الطواغيت اللئيمة
هذا الدعاء المتصاعد
كل يوم من حر أنفاسنا...
يا ليته يمطر على لحودهم شهد!
يا ليته في أخرى...
يمطر من دمنا !
-4-
ذات مرة قالت (( أطوار ))
للذي سبقها ...
-لا تحزنوا .. لا تيئسوا ..
ففي يوم ما بين النجوم
هناك سنلتقي!!
وبخطوات كبيرة واثقة ،
وقبل أن تدور
الكواكب دورتها ،
وفي مكان ما ..
قرب بوابات مدينتها
صلب المغول التتر
أوراس جثمانها
وعلى صواري أشرعة دفئها ،
وفي غبش يوم حزين ..
مشت إلى الخلود كالسفن المهاجرة
آه.. يا لكركرة الأطفال ..
على أوتار حنجرتها
كم هو جميل ذلك الصدى
كدفء حنان ( امجد ) البطل
تنط آهاته للعراق الأغر
يا لعطر جثمانه
كلما جسته برودة الندى
كنثيث حبات المطر ..
كانت دموعنا تنز قبل خطواتنا
للّحد الذي سبقونا أليه
ليصل عصورنا ببعضها
يا لا رواحهم التي رفرفت
كأجنحة السلام لتودعنا
ويوم تواروا عن أنظارنا
لاح خبز وشعار الوطن
في عيون بغداد الخالدة