[align=center]أليست هذه ميليشيا أمريكية ويجب القضاء عليها؟[/align]

[align=center]أرض السواد : بقلم المحرر[/align]

ما انفك المندوب السامي الامريكي في العراق زلماي خليل زاد ومن فترة سبقت الانتخابات ببضعة اسابيع , ما انفك يطلق التصريح تلو التصريح , بين مهدد وموبخ وملوح بقطع مساعدة ما .. وكل تصريحات المندوب السامي زلماي نجدها تصب باتجاه واحد فقط وهو الضغط من أجل الالتفاف على الاستحقاقات الانتخابية التي خرج الشعب العراقي متحديا كل الصعاب من أجل أن يقول كلمته الفصل فيها .

ولعل آخر التصريحات قبل العمل الارهابي الاجرامي الذي استهدف حسينية المصطغى في حي اور بأربع وعشرين ساعة فقط , التصريح الذي هدد المندوب السامي من خلاله بشن حرب على الميليشيات ملمحا الى جيش المهدي وفيلق بدر فقط ! بالرغم من أن ميليشيات البيشمركة لا زالت موجودة أيضا .. وكذلك ميليشيات تشكلت حديثا في الانبار ومناطق غرب بغداد وهي الميليشيات التابعة للعشائر التي يُقال أنها تجابه الارهابيين الاجانب في تلك المناطق ! . وأخطر ما في تصريح المندوب السامي قوله أن من يفقدوا حياتهم على يد الميليشيات الشيعية أكثر من الذين يسقطوا بأفعال الارهابيين .. والمتأمل في هذه الفقرة من تصريحه يجده تحريضا صريحا على الحرب الاهلية أولاً , وانه تصريح تفوح منه روح طائفية ثانيا , وضغطا واضحا على القائمة الفائزة في الانتخابات من أجل اعطاء تنازلات أكثر لحشر من يريدهم المندوب السامي حشراً في الحكومة العراقية على طريقة مجلس الامن الوطني ! ..

لم تمض 24 ساعة على تصريح المندوب السامي ( أبو عمر) حتى هاجمت القوات الامريكية واثناء صلاة المغرب حسينية المصطفى في حي أور وأعدمت 25 مصليا أعزلاً بدم مثلج ! واعتقلت آخرين ولم تكف بذلك , بل أحرقت وهدمت الحسينية ومكتب أحد الاحزاب الاسلامية بجوار الحسينية . لسنا هنا بصدد الحديث عن هذه الجريمة الارهابية , فهي جريمة ارهابية بكل ما للكلمة من معنى ومن نفذها هو الارهابي بعينه سواء كان أمريكيا أم عراقيا .. لكننا بصدد التنويه لأهم حقيقة كشفتها هذه الجريمة الارهابية . والحقيقة هي أن أمريكا تمتلك ميليشيات في العراق !! قد تسألون كيف ؟

اعترفت أمريكا في محاولة من أجل التنصل عن فعلتها الارهابية - كالعادة - بأن من نفذ العملية هم جماعة تابعة للجيش العراقي ! , ولكن الذي تبين أن من رافق القوات الامريكية البارحة هم قوة خاصة عراقية غير مرتبطة بوزارة الدفاع العراقية وغير مرتبطة بوزارة الداخلية !! .. بل أكد بعض المسؤولين أن هذه القوة أختارتها أمريكا ودربتها وثقفتها وهي تحت القيادة الامريكية في العراق ولا يوجد أي ارتباط لهذه القوة بالمؤسسات الحكومية !! .. فماذا تعني هذه القوة الخاصة التي يستعين بها الامريكان على العراقيين ؟

هناك احتمال واحد فقط وهو تبعية هذه القوة الى جهاز المخابرات الذي أسسه بريمر على أساس طائفي وبعثي !! , ولا يختلف الامر كثيرا لأن هذا الجهاز ورئيسه لا زال ارتابطهم مباشرة بالقوات الامريكية في العراق , ومن هنا الأمر واحد في الحالين , فلا معنى لوجود مثل هذه القوات العراقية الخاصة التي ترتبط بالقوات الامريكية مباشرة سوى أنها ميليشيات مسلحة , تفعل ما تشاء وتوشي بمن تشاء وتقتل من تشاء لمجرد ابلاغ كاذب تقول به هذه الميليشيا الامريكية لترافقها قوات الاحتلال الى أي هدف تريد , وخاصة أن هذه الميليشيا الامريكية متشكلة فعلاً من نماذج خاصة طبقا للمواصفات الامريكية ! .

من هنا ومن أجل أن تكون دعوة حل الميليشيات صادقة ومثمرة لصالح الوطن لابد من حل كل الميليشيات في العراق بما فيها البيشمركة وميليشيات أمريكا الخاصة في العراق .. ويجب أن لا يوجد فصيل مسلح واحد في العراق غير مرتبط بالحكومة العراقية المنتخبة .. لا أن يطالب المندوب السامي بشن حرب على الميليشيات الأخرى من أجل يخلو الجو لفرق الموت الخاصة التي دربتها وأعدتها أمريكا طيلة السنوات الثلاثة الماضية .

محرر أرض السواد