 |
-
عــند بــاب الــمــلك ....
الشاعر علاء منصور الريكان / محافظة البصرة
عــند بــاب الــمــلك ....
على سرير الظلام تلفني اللامبالاة والخيبة و الأمنيات، كنت على هذا الحال لسنين طوال ، لم اعرف أبدا ما تخفي لي الأقدار .
في ذاك اليوم لم تأتني لحظة الخروج من اليقظة إلى المكان السحيق؟. دققت في الفضاء ، إذ أشاهد شيئا عجيبا؟. رأيت من جهة الغرب في الأفق القريب نقطة حمراء تلتف حتى ملأت السماء بأسرها . بعدها خط الفجر بضيائه الأبيض. بعد الشروق بخمس وثلاثين دقيقة ابتهجت كثيرا فلاحت في وجهي ابتسامة صفراء تلتها اشراقة أمل تحمل سنا الإباء. أردت أن أنهض من سريري فإذا بهزة عنيفة قطعت عروقي وسكنت مفاصلي وتفجر بالجانب الأيسر من روحي بركان الحنين لازلت على هذا المنوال ، سقطت من سريري فأحسست بألم فضيع ، لاحظت جراء الهزة العنيفة الأرض منكسرة أصابتني الحيرة بما يحوم حولي ... باشرت بالاغتسال إذ أنبوب الماء تارة يصب دفقة دم تليها دفقة ماء .... يا الهي ما يجري حولي ؟!. تكررت العملية أكثر من خمس وثلاثين دقيقة، صعقت تماما . غرفت الماء لاغتسل من بقايا الدم . قررت الخروج لأسال أحد الأصدقاء عما يدور في الأفق . لم أشاهد أحدا في ذاك اليوم سوى الآلام وصدى صوت بعيد ، كلما اقترب من منعطف اضمحل فاردد :
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي القوافي الشاردات كأنها = سمط الجمان يقلد الأجيادا[/poem]
صدقني عزيزي كلما أردد هذا البيت تعود لي الحياة اتجهت نحو زاوية كبيرة فأحسست إني مازلت أرواح في مكاني . قلت لم لا اركض علـيّ أصل إلى الشيء ، فالتفت يمينا وشمالا شاهدت ممرات ضيقة ومتوسطة وأخرى عريضة.. توجهت نحو الأمام بتأن ودقة فانكشفت أمامي ممرات عدة ، بينما أنا كذلك بدأت قدماي تخطوان نحو ممر ضيق اتضحت لي كتابة على جدرانه باللون الأصفر اقتربت من بابه فانجلى عني غبار الدهشة فإذا بالمكتوب (التاريخ) قررت المسير ، بين خطوة وأخرى صيغت إيحاءات عدة مبهمة ؟. تأهبت ، فسكنت رؤاي هلعت نحو طيف النوى الذي تراءى على جدران الممر . تقدمت خطوة بعد أخرى في كل خطوة أبصر نفسي ابتعد ألف خطوة !! بدأت أنتقل من فضاء الدهشة والريبة إلى فضاء السكون والترقب ، واضعا كلتي يدي على جدران الممر نظرت إلى النور الذي بدأ يتخلل بين أصابعي يشق بفيضه فلوات أمنياتي . دفعني شعور غريب تجاه هذا الضياء ، حينها أحسست بان يديّ تنفذان إلى داخل الجدران ، أغمضت عيني وأنا أخطو قاصدا نيتي ارتطمت بشيء صلب أمعنت النظر إلى نجم ساطع فشج ضياؤه نصف جبهتي شاهدت أمرا أشسع من أن يكون في الفضاء وأبهى من أن يكون في الحياء ، جزؤه السفلي بعرض يمتد إلى ملايين الأجيال وطوله يخترق سبع طبقات نظرت إلى تلك الطبقات أصابني دوار كدت اهوي إلى بعده الخفي ، حاولت أن أكون من الأدريين ليتفق حدسي مع برهاني لكي أطلق الإدراك المباشر الذي يحقق لي صفوا تاما لاتصل بالمبادئ لأبرهن على إن كل ما تدركه نفسي (بالعقل) ناتج عن مخاض وتجربة . ظل شاخصي يمتد إلى أبعاد ذلك الشيء نظرت إلى أعلاه عرضه كعرض أسفله... وطوله يمتد إلى سبع طبقات غير متناهية البعد . دققت النظر فإذا بالشيء الجاثم أمامي باب فيه زخارف توحي إلى قدم طرازه ، مددت كلتي راحتي لفتح الباب تساءلت ما خلفه ... فإذا به يفتح علي مصراعيه وإذا بالنور فاق مشارق الأرض ومغاربها لم استطع الصمود أمام تكالب الحزم علي جسدي وضعت يدي علي عيني متجنبا الضوء الساقط . بعدها أحسست ببرودة يد لامست يدي وصوت شجي حرك أحاسيسي كلها ، رفع يدي عن عيني قائلا ـ أبصر ...
قلت – أين النفاذ ؟
- إلى السبيل ...
- كم من الوقت ؟
- سنين .
بعدها فتحت عيني فأدهشت مما رأيته هل أنا في حلم أم في يقظة حاولت لم شتات أفكاري شاهدت شخصا كث الشعر طويل اللحية متوسط القامة وضع يده على كتفي شعرت بإعياء ...... قال ـ هل اكتفيت ؟؟
قلت ـ مما !!
ـ من سفرك نحو اللاشيء ..
ـ ماذا ! أرجوك ، ما الآثار التشكيلية في بناء البعد الحي للمنظومة الحاصلة في وقتنا الراهن ، وما تأثير الأشياء على هيكلية واقعنا ؟؟ .
أجابني قائلا ـ لو أضرمت نارا وسط بحر فما يجري ؟؟ .
أجبته ـ ستنطفئ !!
ـ دعنا من الاستنتاجات . فلنطبق نظرية الوجود على الذات ، في عصرنا هذا كل شيء يساعد على الاحتراق ما إن يمسه الدخان يذوب وينتهي حتى الورود في ذبولها حيلة ومكر .
ـ إذن ما هو إثبات حقيقة النظرية في هذه الظروف .
أجابني ـ (الجواب الأول نفسه) .
سألته ـ من أنت ؟
أجاب ـ أنا الضمير ، الصحوة ، الدفين ، الغموض ، الواقع المرير ، ما إن تصفحت طياتي تر غبار السنين ينفث مني وما إن أمعنت أساس هيكلية نوادري، تعش الحقيقة أنا الكل وأنت الجزء ؟ أعرفتني؟ في الحقيقة كل تغير هو ناتج غير مضمور نهائيا عن عوارض الماضي مازال امتداده في ذاكرتنا بلون الحقد هذا ما خلف الفانون للباقين .
قلت ـ إذا أنت متفق معي على النص (لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
قال ـ جيد ، أنا معك ...
قلت ـ دعني أدخل ...
قال ـ أين !! هنا ، أنت مجنون هذا مستحيل . ليس بالإمكان أن تطأ قدماك ذرة من هذا الممر لن تجتازه ما لم تجد حرفا في هذه البقعة السوداء لتضع النقطة المضيئة المناسبة فوق الحرف المناسب لتخلّد ، خذ بنصيحتي (( من جد وجد ومن زرع حصد )) .
حتى غطاه الضباب أوصد الباب حاولت أن افتحه لكن دون جدوى . الغريب الذي لفت انتباهي كأن شيئا لم يكن . النقطة الحمراء والتكسرات والخسف الذي أصاب الكون تلاشى . لكن مازلت أكابد ، وأكابد متشبثا عنده محاولا بشتى الظروف دخوله ، لكن اقسم يوما ما سأدخله ........
:Iraq:من بريد شبكة العراق الثقافية:Iraq:
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |