سكان الأهوار الحاليون هم من القبائل العربية القادمة مع الفتح العربي

و التي ذابت مع الأراميين الأنباط و العرب المناذرة أي سكان العراق قبل الاسلام ... فيما بعد ...

ويعتبر المعدان...أو ((عرب الأهوار)) هم أحفاد لكبرى قبائل العرب و ينتمون لأرومات قبلية عربية معروفة

كالمنتفق ، وخفاجة ، وشمر ، وتميم ، وعنزة ، وأسد وغيرهم ...

و هذا لا يمنع اختلاطهم منذ القديم بالسكان الأصليين للأهوار....و أقصد سكان ما قبل الفتح الاسلامي...

وبقاء وسائل العيش القديمة التي عرفها السومريين و البابليين القدماء ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد دليل على ذلك...


هذا الاختلاط لم يتناقض مع حفاظهم طبعاً على الخصوصية العشائرية العربية المعروفة

و السمات البدوية الشبه مستوطنة في التركيبة الاجتماعية عندهم ...

...و تظهر بالمقابل بعض تللك السمات ((المحلية العراقية الأصلية )) عند عرب الأهوار التي تختلف عن أقرانهم في البادية العربية

في طرق سكناهم و صيدهم و التي لها أصول و موروث ((عراقي )) مغرق في القدم

كاستخدام وسائل الموصلات النهرية القديمة كالمشاحيف وسكن البيوت القصبية عوضاً عن الخيام ....

أو صيد السماك عبر استعمال الفالة البابلية ...و اتخاذ الجاموس عوضاً عن الابل

و مضايف قصب الأهوار عوضاً عن خيمةشيخ القبيلة و التي استخدمت هذه البيوت القصبية منذ العصر السومري القديم ...

طبعاً هذا الموروث القديم لم يؤثر على التركيبة الاجتماعية ((العربية)) و الخصوصية العشائرية...

و السمات البدوية الظاهرة عند عرب الأهوار...كحب الغزو و السلب....وعادة الثأر و الشرف...

و الرقصات الحربية ((الهوسات))...و التفاخر بالانساب...و التبعية الفردية للمشيخة في العشيرة الواحدة ...

و النظرة الفوقية للزراعة ...و حب التسلح ...واقتناء السلاح ..

و الرغبة الفطرية للتمرد على القانون ..أو السلطة المحلية...و كذلك الأعراف الأخلاقية المتوارثة عند العرب...

مثل اعراف الزواج...والموت...وأحكام الزنى و القتل و الديات الخ...

و للاستزادة في ذلك...



أهل الأهوار عرب أقحاح هم ليسوا بزط غجر أتى به الحجاج مع جواميسهم وطرق معيشتهم عراقية محلية موغلة في القدم

و ليست مستوردة من بلاد الهند أو السند وهي نفسها التي عرفها المسلمين الأوائل عند قدومهم في الفتح الأول...

ويروي الطبري أن أهل الكوفة اسأذنوا في ما كان استأذن فيه أهل البصرة, بالبناء في القصب كسكان الأهوار في العراق

فقال عمر: العسكر أجد لحربكم وأذكى لكم, و ما أحب أن أخالفكم,

وما القصب؟

قالوا: العكرش اذا روي قصب فصار قصباً...

قال: فشأنكم...

فابتنى أهل المصرين (البصرة والكوفة) بالقصب...

ثم ان الحريق وقع بالكوفة و البصرة...وكان أشدهما حريقاً بالكوفة

فاحترق ثمانون عريشاً...ولم يبق فيها قصبة في شوال...فما زال الناس يذكرون ذلك

فبعث سعد نفراً الى عمر يستأذنون في البناء باللبن....

قال: وعهد عمر الى الوفد وتقدم الى الناس أن لا يرفعوا بنياناً فوق القدر...

قالوا: و ما القدر ؟؟

قال: ما لا يقربكم من السرف و لا يخرجكم من القصب...

و جاء في كتاب( فضل الكوفة) ص 292 نقلاً عن الشعبي :

((كتبوا الى عمر...فكتب اليهم ابنوا بالقصب و اتقوا النار تدنوه منه...

فوقع بالكوفة حريق عظيم...

فبلغ عمر...فكتب اليهم: ابنوا باللبن و لا تطبخوه....

كانت الأهوار ملاذاً آمناً للثوار لاتساعها وكانت عصية على الدخلاء لأنها كانت أشبه بمتاهة مائية لا نهاية لها

ومن بين بطائحها خرج القرامطة ونشروا الرعب في أرجاء الدولة العباسية....

ولم يكن ابطال الانتفاضة الشعبانية في الأهوار آخر ثوارها ولن يكونوا آخرهم



ولمن أراد الاستزادة عليه بمراجعة كتاب عرب الأهوار للمستشرق و الرحالة الانكليزي ولفرد ثيسجر- منشورات دار الجمل...

فهو عايشهم في خمسينات القرن الماضي و بشكل دقيق و قريب لمدة ثماني سنوات تقريباً ...

و سجل عاداتهم و تقاليدهم و طرق معيشتهم الى حد دقيق ...

و بشكل موضوعي الى حد ما ...


صورة لأحد الأثار القديمة و التي ترجع للعصر السومري و يظهر فيها المضيف أو البيت القصبي في الأهوار:












صورة معاصرة لأحد الأكواخ القصبية من الأهوار-قبل تجفيفها:






مقارنة بين الماضي و الحاضر -قبل التجفيف الاجرامي الأخير:








حيوان الجاموس ذو القرون المعقوفة و البيئة المائية -حيوان عراقي قديم

ظهر في الأختام البابلية قبل أن يولد الحجاج بن يوسف الثقفي

و قبل أن يظهر الأمويين و الزط وجواميسهم على الساحة بآلاف السنين!!؟:





صورة المشحوف السومري-البابلي في الأختام و اللقى الأثرية السومرية -البابلية منذ القدم :















قارب فضي من مدينة أور من الألف الثالث قبل الميلاد (2600ق.م) :










صورة تمثال صغير لمشحوف سومري صغير مصنوع من القار وجد في القبر الملكي - من مجموعة المتحف البريطاني:





و صورة للمدن الحضرية العراقية((الدائرية)) من قبل أن يبتكرها الفرس الخرسانيين في بغداد

لا الأعرابي أبا جعفر المنصور كما هو شائع عند السنة العراقيين :


مدينة أور السومرية ويتوسطها المعبد بشكل مركزي ...وتتوزع الأحياء السكانية حوله ...

[img][/img]



مدينة الحضر العربية (القرن الثاني ميلادي) ويتوسط المعبد بشطل مركزي وتتوزع الأحياء بشكل شعاعي...