أسامة مهدي من لندن: اكد مصدر عراقي مطلع ان آية الله الشيخ محمد اليعقوبي قد عزل الامين العام لحزب الفضيلة والمرشح السابق لرئاسة الحكومة العراقية نديم الجابري من زعامة الحزب على خلفية خلافات حول ترشيح إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة. وابلغ المصدر "إيلاف" في اتصال هاتفي الليلة ان اليعقوبي وهو المرجع الديني والمشرف العام لحزب الفضيلة احد مكونات الائتلاف العراقي الشيعي قد امر الجابري الذي انسحب من السباق على رئاسة الحكومة الجديدة في شباط (فبراير) الماضي امام الجعفري والقيادي في المجلس الاسلامي الاعلى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي .
واضاف المصدر ان المرجع منع الجابري ايضا من أي محاولة للترشح ضد الجعفري او الوقوف ضده وذلك ضمن محاولات تسود البيت الشيعي من خارج المجلس الاعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم لدعم الجعفري واشار الى ان اتصالات بين القوى السياسية تجري حاليا لانعقاد مجلس النواب من اجل اختيار اعضاء الرئاسيات الثلاث للجمهورية والحكومة والمجلس . وكان الجابري تعرض لحملة هجوم عنيفة من بعض اعضاء الائتلاف واجهزة اعلامه عقب ترشحه لرئاسة الحكومة متهمين اياه بنشر مقالات في صحافة النظام العراقي السابق خلال فترة التسعينات يشيد فيها بالرئيس السابق صدام حسين .
وفي تصريح له قبل ايام قال الجابري إن المفاوضات الجارية حالياً بين الائتلاف العراقي الشيعي وباقي القوائم الفائزة في الانتخابات تهدف الى ذر الرماد في العيون مرجّحاً فشلها في تجاوز الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد . وأضاف ان المفاوضات الحالية تغفل مناقشة العلة السياسية وجوهر الأزمة الحالية وهي اختيار الائتلاف لمرشح جديد لرئاسة الوزراء بدل الجعفري ولهذا السبب رفض المشاركة في المشاورات الجارية حالياً لأنها "غير جدية" على حد قوله. وحذر الائتلاف من الاحتقان الطائفي لان خيارات هذا المنصب يجب أن تكون "موضوعية وإلا فستحول الصراع من سياسي الى اجتماعي في ظل عدم التوزيع العادل للسلطة والثروة بين مناطق العراق المختلفة". وأوضح أن الائتلاف لم يعر هذه التحذيرات أي إهتمام كما لم يأخذ برأي حزب الفضيلة عرض أسماء المرشحين لرئاسة الوزراء على رؤساء القوائم الأخرى للحصول على إجماع بشأنها والذي يجب أن يكون مقبولاً من الجميع على اقل تقدير مشددا على ان هذا خطأً استراتيجي ارتكبه الائتلاف .
والجابري من مواليد بغداد عام 1959 واسس حزب الفضيلة الاسلامية في ايار (مايو) عام 2003 وكان حصل على الدكتوراه وألف عدة كتب بينها: الفكر السياسي لثورة العشرين و الأصولية اليهودية والنظام السياسي الاسرائيلي والمرجعية الدينية العليا في إسرائيل وجدلية الارهاب بين الطروحات الغربية والإسلامية ونظام الحكم المناسب في العراق واشكالية المقاومة والاحتلال وملاحظات جوهرية حول قانون ادارة الدولة .. اضافة الى نشر العديد من البحوث .
وكان قال عن اولويات برنامجه اذا اختير رئيسا للوزراء حين ترشح للمنصب ان اهمها مسألة الارهاب و قال "لدينا خطة مدروسة ومستمدة من اصول اكاديمية واعتقد انها قادرة على معالجة هذه المسألة ولو اتيحت لنا الفرصة بقيادة الدولة سننجح حتما بتطبيقها لان هذه المشكلة لا تفسر على انها مسألة عسكرية ولا نتعامل معها بالطرق العسكرية فقط، وانما لها ابعاد متعددة يجب ان نعالجها وفق ابعادها الشاملة والشيء الاخر نعتقد ان المنهج الاقتصادي في العراق هو منهج غير صحيح ولذلك لدينا رؤية اقتصادية متكاملة لمعالجة الاختلال الاقتصادي في العراق وعموما نحن ضد هذه النقلة السريعة من الاقتصاد الشمولي الى اقتصاد ليبرالي وهذا تحول خطر وربما يؤدي الى نتائج اجتماعية سيئة .
ايلاف