نجاح رايس في شق «الائتلاف» الشيعي يمهد لتحجيم نفوذ إيران في العراق... قياديون في «المجلس الأعلى» يدعون الجعفري الى التنحي والصدر يهدد بالانسحاب من العمل السياسي
بغداد الحياة - 03/04/06//
أسفرت زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو للعراق عن شق «الائتلاف» الشيعي، ففيما طالب قياديون في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» بزعامة عبدالعزيز الحكيم بتنحية مرشح «الائتلاف» إبراهيم الجعفري عن رئاسة الحكومة، هدد تيار مقتدى الصدر بالانسحاب من العملية السياسية إذا تمت تنحيته.
وعلى رغم أن ارتباط الحكيم و «المجلس الأعلى» بإيران لا يقل عن ارتباط الجعفري، إلا أن شق «الائتلاف» يعتبر تمهيداً لضرب نفوذ طهران، حتى لو نجح المجلس في تسمية مرشح لرئاسة الوزراء من صفوفه.
الى ذلك، دعا جلال الدين الصغير القيادي في «المجلس الأعلى» الجعفري إلى التنحي ليفسح المجال «أمام قادة العراق كي يمضوا قدماً في جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية». وقال إنه يدعو الجعفري الى التنحي لأن المرشح «لا بد أن يحظى بالتوافق على المستوى الوطني وايضاً على المستوى الدولي».
وجاءت الدعوة متزامنة مع سلسلة من اللقاءات عقدتها رايس وسترو مع طالباني والجعفري والحكيم، أكدت مصادر انها طرحت خلالها عدم قدرة الجعفري على جمع القوى العراقية حوله في حكومة وحدة وطنية.
واستغرق لقاء رايس وسترو مع الجعفري 45 دقيقة بدت رايس خلالها بمظهر «من يبتسم بتكلف»، فيما كانت أكثر انفتاحاً خلال لقائها الحكيم وعادل عبد المهدي خلال تناولها الغداء الى مائدتهما، وأجرت معهما محادثات استمرت ساعة و45 دقيقة.
وعلى رغم تصاعد الدعوات لإبدال الجعفري، عبر البرلمان او تنحيه طوعاً عن الترشيح لولاية جديدة، وهذا ما تدعمه القوى الرئيسية (السنّة والأكراد وعلاوي)، بالاضافة إلى نسبة لا يستهان بها داخل «الائتلاف» الشيعي، قال العضو المستقل فيه قاسم داود إنها تصل إلى 60 في المئة من الكتلة، إلا أن أي استجابة رسمية لم تصدر عن الجعفري، فيما قال رضا جواد تقي القيادي في «المجلس الأعلى» لـ «الحياة» ان كتلة «الائتلاف» لن تستبدل مرشحها. وأكد رياض النوري الناطق باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لـ «الحياة» ان انسحاب الجعفري يعني انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة، و «الائتلاف»، مؤكداً وجود أطراف داخل الكتلة الشيعية تسعى إلى تنحي الجعفري.
وفي انتظار ردود الفعل عن نتائج زيارة رايس وسترو التي لم يتبعها مؤتمر صحافي، قال مراقبون إن رايس أكدت للجعفري ان الولايات المتحدة مقتنعة بأنه سياسي جيد وطيب، إلا أن شروط تولي منصب رئاسة الوزراء تحتاج إلى جمع وتوحيد القوى العراقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية»، ملمحة بذلك الى أن هذه الشروط غير متوفرة فيه.
على صعيد آخر، دعا الجنرال الأميركي المتقاعد انتوني زيني، الذي يحظى باحترام واسع في الجيش أمس وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الى الاستقالة. وقال الجنرال الذي تسلم قيادة القوات الاميركية في الخليج بين 1997 و2000 في تصريح الى شبكة التلفزيون الاميركية «ان بي سي» ان «سلسلة من الأخطاء الكارثية ارتكبت» في العراق. وبعدما ذكر أن رايس اعترفت قبل أيام بارتكاب «آلاف» الأخطاء التكتيكية منذ بدء الحرب، اعتبر ان هذه الأخطاء «لم تكن تكتيكية». وتابع: «كانت اخطاء استراتيجية نتيجة سياسات خطط لها هنا» في واشنطن، مضيفاً «لا تتهموا العسكريين، لقد كانوا رائعين. واذا كان هناك من انقاذ فسيكون على يدهم».
http://www.daralhayat.com/arab_news/...0e5/story.html