هذا المثل العراقي الشهير ويعني أن الذي لا يعرف كيف يتصرف بحكمة ستكون نتائج تصرفاته وتداعياتها السلبية عليه أولاً قبل الآخرين . لا أدري لماذا تذكرت هذا المثل الشعبي بعدما قرأت اخباراً لأكثر من مصدر مفادها أن السيد محمد باقر الحيكم رضخ أو سيرضخ للأمريكان ويعتزل العمل السياسي ويكتفي بوجود أخيه في المجلس الأعلى .. السيد الحكيم الذي تدعمه دولتان عظميتان الأولى العظمى في المنطقة ايران والثانية في العالم كله أمريكا فضلاً عن دعم الكويت وبعض الدول الاخرى , هذا الدعم الذي انتهى وسينتهي بالسيد الحكيم أن يحصل على شروط من أجل يدخل الى العراق آمناً (الف علامة استفهام وتعجب) ..
مالذي أوصل السيد الحكيم الى هذه النهاية المفجعة وما هو آت سيكون أعظم ولا شك ؟
السبب الأول برأيي أنه القى بكل حبيبات عنبه في سلة الايرانيين في أول الأمر , وانتهى الأمر بأن تهدد المجلس الأعلى للاغلاق وفعلاً كاد يُغلق حين وصلت أيام التطبيع بين ايران وصدام الى أوجها بعد انتهاء الحرب وقبيل حرب الخليج الثانية .
والسبب الثاني هو أنه القى ببقية البيض الذي عنده - بعد نفاد العنب - في سلة الامريكيين .. وبين العنب والبيض جامع واحد كلاهما اذا تلف لا يمكن الاستفادة منه والمقصود بالتلف "ينمرد العنب" "وينكسر البيض" .. والايرانيون أصحاب خبرة رهيبة في مرد العنب ! ولا يضاهي الامريكان أحد في كسر البيض .. فضاعت عنبات وبيضات سماحة السيد الحكيم بين الايرانيين وبين الأمريكان .. وصار يريد العودة للعراق معتزلاً السياسة المجلسية بشرط الأمن والأمان .

وتبقى الكلمة العراقية الشهيرة ذات أعمق الدلالات هي الفصل في هذا المقام . نعم تبقى :

الحـوبـة

والناس يا جماعة لها حوبة !