 |
-
رساله الى السيد الجعفري :ليس فيما خسرته كثير بأس وندامة فالذي آتي اثمن مماهو ماض!!
رساله مفتوحه الى السيد الجعفري
أرض السواد : عبداللطيف االحرز
افتتح القول ايها الاخ الكبير بما رواه ابن الاثير عن الامام الحسن بن علي حينما تم اجباره على التنحي عن منصبه فقال :
{يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاثٌ: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي.}
واني لاراك قد انُتبهتَ انتهابا فلله الامر من قبل المنصب وبعده .
سيادة الاخ الكبير ابراهيم الجعفري , اصلح الله خطأك و سدد خطاك :
الا وان الصديق من صدقك لا من صادقك , الا وانه كثر المصادقون وقل الصادقون , فاذا باسمك يستراق بين القواطع واللوامع , وانك ايها الاخ لتعلم قول النبي ((شيبتني سورة هود )) لكونها لم تكتفي بان يستقيم هو وانما ان يستيقم الاخرون معه ايضاً .. وعليه فالثبات على خط المعارضة العراقية ضد كل بعثي وشر , حدان : حد مع المبدأ , وحد بالاستقامة عليه . ولعمري ان صمد قوم في الاولى فانهم تساقطوا في الثانية فيا لله وللسياسه ,حيث كل شيء ُسلّم للوصول لاغراض في الصدور تصول .
فاذا بك ايها الاخ الكبير : حسرة تشيخ مابين خاتم ومسبحة , وقلب يتأمل مابين رجل عشق المثقفين ولم يكن منهم , ورجل افدى نفسه للمعارضة والسياسة فلم يحبوه , فاخذ يضرب بالكفاف على الكف فما بالقوم من التكاره من كفايه.
فكان الجعفري في مؤتمر القاهرة يذكر باننا نحن لاغيرنا الاجدر بحمل اسم المقاومة , بينما الاصدقاء في بغداد يمدون خيوط المآرب للمقاسمة ,فلا العدو ارتعب ولا الصديق احتسب . فعدتَ كاتماً الغيظ خوف الشماتة , وتأملت بالعدو ان ينفضح وبالصديق ان يتعظ فاطلت الامساك بجمرة المنصب والسلطة قائلا من العيب على الرجل الغيور الانسحاب من ساحة القتلى في المواضع المهلكه وترك الامور على غاربها في المآزق المتلفه .
لكن هيهات هيهات فالذي كان يغطي الحفيرة الصديق , والذي كان يدير رُحا الامر ادارة احتلال اجنبية , والاول يغيضه اسم ينافس اسمه , والثاني يتصبب غضباً من شخص لم يتحول عصا تضرب كل الاطراف العراقية على السواء من اجل الابقاء الدبابة الامريكية هي العليا , او البغية الايرانية هي النافذة
وكيف المخرج وانت الذي يريد استخدام السلطة بلا عصا واتلاف , ويريد عصيان الغرض الامريكي لكن من دون جيوش عصابة لاتفقه سوى الهوسات والهتاف , في زمن تعيش فيه جميع الاطراف العراقية روح انكشارية حولت الوطن الى محجر للكره و للجنون .
وانت اصلح الله ما تقدم من خطأك كأنك مافطنتَ انه من الخطأ الفادح المراهنة على مشاركة الضبع والحية والشاة , في قائمة واحدة , او فتح باب المشاركة السياسة لهذا التناقض , فسرت بركبان منهج الاتلاف الشيعي الذي يمشي مترنحاً كمثل الذي يغدر بنفسه !
وحيث انك لم ترتض ان تنهج نهج الافتراس فكنت اول لقمة سائغه , لمعدة ضباع لاتعرف الشبع فاذا بها تنبش حتى المقابر الجماعية عل عظم هناك قد بقي .
لذا كانت لكبيرة ان تصلح شأن الاخ مقتدى الصدر وتعيده الى رشده , بينما القوم باجمعهم ارادوه زر للجنون يتسترون بالضغط عليه كلما ازفت ساعة الفضيحة او فوتان الامر من ايديهم .
الاصدقاء كانوا يريدونه هو ومن معه في حالة الهستيريا تلك , كي تبقى كرة السلطة مابينهم تتلاقف , والاعداء كانوا يريدونه هو ومن معه غصة من داخل البيت تهدم كل بنيان وشيك , وهكذا كان اهم انجاز فعلته في انقاذ دم اخوتنا هولاء واعادتهم الى البيت العراقي الكبير , هو في نظرهم : افدح غلطة فعلتها انت , فالسياسة تريد ورقة غش تُبيت ساعة الخسران , بينما انت تحاول تنظيف الطاولة ووحدت بالزيارة مابين تركيا وايران .
بهذا لم يكن غريباً ان تتفق جميع الاطراف على انتباذك , فلم يبق لك من العامة سوى ضباب ومن الخاصة سوى العتاب
هنا وبعد ان مضى قلم الاكراه بما كان ,فاننا لانمتلك سوى ان نلتمس من الجعفري المحب للثقافه ان يلتفت الى مؤسسة ومشهد ثقافي عراقي بلغ من الرثاثة مبلغ فادح فكان الامر كما قال الراحل الجواهري :
وينهد ذا على فزع _ويقنص ذاك من نهدا
ويلتقيان في شبح _يمج البؤس والعقدا
ويغدو الفكر بينهما_ذليلا يخدم المعدا
وهذا الالتماس يأتي طمعاً بما اعنته به بعض المثقفين افراداً والتي نتمنى ان تكون الرعاية للجماعة والمؤسسة , خصوصا وان الخطاب و الاعلام العراقي, لازال بائساً امام اعلام عروبي وبعثي يمتمتع بالدعم والرعاية ,بالاضافة الى فقر ثقافي يرزح تحته المجتمع العراقي الذي بات لايفقه ما الكتاب بعدما فقد صوابه جوع الرغيف والحصار العقلي زمن الصنم البعثي. وقد آن الالتفات الى الكوادر المعطلة خصوصاً وان المشهد الثقافي العراقي فقد الكثير خلال السنوات الثلاث الاخيرة , بين مثقف قتيل الحسرة في المنفى , وصريع الجمرة في الوطن
وكذلك التمس من الجعفري العالق بالسياسه , ان يلتفت الى تجديد حزب الدعوة واعادة احيائه بشكل يليق ومرحلة العراق الجديدة ومافيها من تغيرات بالغة التعقيد والاختلاف عن تلك المرحلة التي بنى حزب الدعوة الاسلامية افكاره ومنهجه , خصوصا وانك مارست السياسة عملياً وبالتاكيد انك شخصت اختلاف التنظير عن التطبيق , وبُعد القول عن العمل .
وايضاً نلتمس من الجعفري الذي كان رئيس وعرفه اهل العراق , ان يلتفت الى واقع اقتصادي متردي لعوائل مسيحية وصابئية وسنية وشيعية , ليس لها من السياسة شيء ولم يصل لها من الواقع العراقي القديم والجديد سوى نيران القصف والتصفية والموت في الحروب
هذه العوائل تعرضت للتهجير الطائفي والقمع الامني وباتت تعيش اختناقاً مريراً خصوصا وان بعض هذه العوائل لاتعرف التملق لمشايخ حوزة دينية, ولا الارتماء لملشيات احزاب مسلحه , وهي عوائل همها رزق اطفالها وستر نسائها ,وليس في قلوبها سوى حب الله والانسان والوطن
وانت ايها الاخ الكريم لديك علاقات بتجار اخيار الضمير , وشخصيات لها ثقل في الجيوب, وهولاء ابناء جلدتك ووطنك حري ان تكون زعيم في القلوب خير من مترئس على ضباع متقاتله . هذا واتمنى ان يلتفت سيادتك على عوائل شهداء مدينة اطويريج خصوصاً, تلك العوائل التي استبسل اولادها في كربلاء وكانوا آخر من بقي صامداً في انتفاضة شعبان فتم تصفيتهم في ضريح سيد الشهداء والمتمردين الامام الحسين بن علي . حيث هناك ووالله عجائز لايسد لهن بعض دنانير المرتب اليسير , ان تسد ثمن عباءات بناتها, حيث لم تبقي لها السياسة العراقية (سلطة ومعارضة) رجل واحد في البيت
فكم هو امر غريب ايها الاخ الكريم , ان لايلتفت احد من هذه الاحزاب لهولاء الشهداء وعوائلهم , رغم ان شعار هذه الاحزاب هو مظلومية اولئك الابطال الذين هم رمز الوطن المشترك والمقاومة الحقه , بل هنالك ممن هو مسؤول في هذه الاحزاب من يدون اسماء قوائم كبيرة حقة ومزورة ويضع الرواتب في جيبه الخاص , فاذا بكل رفيق يتاجر حتى بدم رفيقه بعد الموت , ولبئس منهج وطريقه كهذه سوء عاقبة وقبح سريرة وخاتمه
وبكل تاكيد ان تحقيق امور كهذه سوف تعيدك الى منصب السياسة باكثر كفائة وشعبية
ولايروعنك تهديد امريكي بالقتل , ولا بغض طائفي بالتصفية , فان الطبخة لم تنضج بعد , و انك لمتعرض لمثلها ولو بعد حين , خصوصا وانك ايها الاخ الكريم لامخرج لك من السياسة الا بها , لذا وانت السائر في غابة الراهن العراقي الجديد وبحر سياسي لم يعرف الاستقرار , ان تسلم من الغرق فانك لن تسلم من المخاوف .وليس فيما خسرته كثير بأس وندامة فالذي آتي اثمن مماهو ماض , فراعي عيون فقراء تتطلع اليك , ومؤسسة ثقافية بقيت الطرف الوحيد الذي لم يتزعزع ثقتها بك , وانه لحري بمن هو مثل منزلتك ان يختار نوع الماء الذي يعوم فيه فان السباحة في الماء مع التماسيح تغرير وتهلكة ومضيعة للامور وتنصيب للشر منتصر على كل حال
هذا وانت اعرف بمن وما حولك .. و دمت برعاية حب الوطن والسلام .
اخوك : عبداللطيف الحرز
سدني_ استراليا
ليس فيما خسرته كثير بأس وندامة فالذي آتي اثمن مماهو ماض
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |