 |
-
رضا الله ... من رضا (أمريكا) حتى عند ابناء بعض المراجع
رضا الله ... من رضا (أمريكا)!!
أرض السواد : مبدر الأحمدي
أن من يستقرأ الأحداث في العراق ينتابه شئ من الخجل أحيانا أو ربما شئ من اللامبلاة على مايجري من وقائع واحداث مليئة بالسخرية وحبلى بالأزمات ..حيث أصبح الناس بين فريقين ، فريق ينعى نفسه وحاملا كفنه بين كفيه.. وفريق آخر يقف في طابور طويل وطويل جدا ينتظر دوره ليحصل على نصف مايريد أو ربما يخرج من الطابوربخفيّ حنيّن..فترى الناس في حيّص بيّص كأنهم في مزاد علني يبيع ويشتري نفسه..ويحاول الآخرون أن يتذمروا حتى على الذات بوابل من اللعنات وعلى اليوم الذي جاءوا فيه بالسب والشتيمة وعلى الساعة التي ولدوا فيها..حيث يترقبون هؤلاءساعة الحسم، أيّ المنقذ والمخلّص حتى ولو كان يحمل بيده شيئا من الخرافة أو الشعوذة أو الدجل السياسي.. هذه الصراعات ولدّت في الشارع العراقي شيئا من الأحباط واليأس من أدامة حياتهم الطبيعيّة في خضّم هذه الأحداث الجارية .. لكن هناك أطرافا خفية ومعلنة تقف خلف الحائط وخلف الباب لا تبالي بأيّ شئ يخسره الشعب مادام الصراع قائم وقاعد والحكومة في سبات مرة وفي صراع في كيفية تشكيل هرم الدولة الجديد .. هذه الأطراف مستفيدة من تشابك وتعثر خطوات الحكومة نحو سلّم (المجد)..هذه الأطراف تعمل جاهدة لطمس أيّ معلم ينهض به العراق بحجج واهية، منها أنها فكرة من أفكار (المحتل والغاصب)..هذه الأحزاب والهيئات هي من المشاركين وبعنف في العملية السياسيّة الجارية في العراق .. وأن من ينظر اليها تجدها يوما بعد يوم في خلاف حتى مع نفسها قبل أيّ أستفتاء يقوم به الخصم أو أستفتاء تقوم به هي أيّ أحزابهم وشخصياتهم التي تشارك في صنع القرار، هؤلاء نراهم يغضون البصر عن كل الأحداث الجارية وكأنهم في غير عالم أو كوكب.. ويبتعدون كل البعدعن شعاراتهم التي يريدون بها بناء ( مستقبل العراق وأنقاذه من محنته)، هذه اللعبة التي يراد بها أولا تعطيل وتضليل العملية السياسية الجارية في البلاد وثانيا ليس من مصلحتهم أدامة الحياة في هذا البلد وأستقراره لأنه وبصراحة أستقرار البلاد وأفشاء الديمقراطية فيه وأنتعاش البلد من النواحي الأقتصادية والسياسية وحتى الأجتماعية هي خسارة لهم وأفشال مشروعهم الآتي به من الجيران وحتى الأصدقاء وهو فسخ الهوية العراقية وتدمير المشروع الديمقراطي وأسقاط العراق في هوّة سحيقة ومظلمة لا تقوم لأجله قائمة.
هذا الحزب أو هذا الشخص ألتجأ سرا أو علانية في الليل أو في النهارلمنقذ الأمة من الغمة لعدو البارحة.. حيث تشابكت الأذرع وتصافحت الأكف مجتمعة لدحض أيّ قرار يتبناه مخلصي العراق من اجل اخماد أيّ مشروع يدعوا الى الفتنة أو التفكك والأنقسامات داخل المجتمع العراقي.. أمريكا هذا السيف الذي يقطع شرايين العراق بأيدي الخاسرين والفاشلين من بقايا شراذم البعث وفلول طالبان القادمة من حدود الجيران العرب.. أمريكا هذه التي أستفادت من هؤلاء المتسكعين وشيوخ الأرهاب وسخرتهم لنفسها من أجل وضع الخشبة بين اسلاك عجلة ومسيرة رفاه العراق وشعبه.. أمريكا هذه التي تحاول الضغط بهذه الآلة الممسوخة لجعلها الورقة الرابحة التي تهدد بها أيّ جميل في العراق وأيّ شئ يسمو به شعب العراق.. أمريكا هذه اللعنة القادمة من بين بيوتات هؤلاء المجتمعون سرا وعلانية..فأيّ رذيلة تمارسها أمريكا وأيّ غدر يمارسه المجتمعون.. امريكا هي الأب الروحي لهؤلاء المجتمعون وهي الأبن البارالشقي ضد كل بلسم يراد به لملمة جراحات الوطن..
لن ننسى طبعا دور أمريكا الرئيسي في أسقاط أعتى دكتاتور عرفه العصر.. ولن نكون ممن تناسى الدور الأمريكي في أذلال طغمة البعث وتحطيم مدرسة البعث التي بنيّت على جماجم الناس(ولو مو لخاطرسواد عيون العراقيين ) ..لكن الدور الأمريكي بدأ يستفحل ويشارك في أتخاذ أيّ قراريتبناه العراقيون ويستخدم أحيانا حق الفيتو ان لم يروق له القرار، بل أحيانا يسقطه من اللائحة والدستور..لكن قادة بعض القوائم تفهمت الوضع والموقف ، وحاولت أن تتدارك الأمر وتنجوا بالقرار وتعبر به الى شاطئ الأمان. مثل الأنتخابات والدستور والبرلمان وغيرها من القرارات التي أنفردت به حكومتنا الوطنيّة ووقفت بوجه كل اللاءات الأمريكية..لكن أمريكا وجدت نفسها في مأزق شديد وخوفا من أن تذهب هيبتها وجبروتها أمام الأصدقاء والأعداء وأحسّت أنها في شبه انعزال، أدارت ظهرها لأصدقاء الأمس وأتجهت للبحث عن صديق (ودود ومطيع بدون أيّ لا) فوجدته في الطرف الآخر والمنعزل والمنبوذ والذي لعبها صح (كما يقولون) مستفيدا من هذه المعمعة الدائرة داخل مؤسسة (رئاسة الوزراء) ، وأنفردت بعدو البارحة وتلاقفته بين أيديها وتركت المتصارعون على الخلافة يلهثون وراء الكرسي..نعم أختارت أمريكا حليفا جديدا وبثوب خاشع خانع وبدون أن يوجع لها رأسها، وأستفادت منه في تأجيج غبار تمزيق وحدة الأئتلاف والقوائم الفائزة وأحداث شرخا عظيما في جدار وحدة القوائم الفائزة بمباركة أمريكية واضحة للعيان.. نعم حتى وقعنا في فخ التفرقة حينها أستغاثت الجموع بأمريكا وتخلت عن بعضها البعض ونست قوتها في وحدتها وطلبت العفو والرحمة من سيدة المقام .. وأندارت قبلة أخواننا المؤتمرون صوب أمريكا بدلا من شرفاء الوطن وتناسيّنا قبلتا الأولى بحجة للضرورة أحكام .. وأتخذنا من أمريكا هي الفارس والجواد ، ولكن بعد فوات الأوان لأن (أعداء الأمس لعبوها صح وبالعافية عليهم).
هذه تداعياتهم وهذه ايماءاتهم..وهكذا هم المؤتمرون بزيّهم وثوبهم القديم الجديد..حيث أصبحت سيدة الكون هي المبّشر الحادي عشر بالجنة وهي الأوحد الأجل وبيدها(الحل والربط)،وهم تحت سقفها وحضنها الدافئ..هؤلاء المستفيدون من ضوضائية العراق التي هم أفتعلوها أساسا، تركوا الله والمخلصين للدين والوطن والتجأو للشيطان ليحل مشاكل العراق وآلام العراق ويرشدهم بل ويرجوه النصيحة والغفران والمرحمة.. كل هذا من أجل لعنة الكرسي التي تطاردهم حتى غرف النوم والحمامات المزركشة.. كل هذا من أحلام الماضي بالتسلط والعبودية للشعب.. كل هذا من أجل كذبة وفتنة أمريكية بأنكم ياشيوخ المؤتمرات في خطر!.
كفى رقصا على جراحاتنا وكفى تطبيل للوحدة المزعومة..أيعلم الناس بأنهم تحالفوا وأمريكا من أجل وضع العراق على حافة بركان سينفجر؟ أيعلم الناس بأنهم أتفقوا علىأخراج شيوخ الأرهاب وتلاميذهم من زنازين الحق؟.. نعم ها هم ضباط أمريكيون متخصصون بتخريب البيوت الآمنة يعملون ليلا ونهارا على تخريج دفع أرهابية تحت أمرتهم في كيّفية صنع العبوات الناسفة والسيارات والبهائم المفخخة وتفجيرها بين الحشود الآمن والبريئة..نعم أنهم (أيّ الضباط الأمريكيون) يدّربون هؤلاء المجرمون في سجون أبي غريب وسجن بوبكا في البصرة وعندما يتجاوز هؤلاء المجرمون الأمتحان وبدرجة جيد جدا يخلى سبيله بحجة أنه لم تثبت أدانته بأيّ أعمال أرهابية ضد الجيش الأمركي ليمارس مهنة القتل والأجرام ضد المدنيين والعزّل بمباركة وضوء أخضر أمريكي ملعون.. هاهي السياسة الجديدة التي يتزعمها شيوخ الأرهاب من جهة وبين (قوات التحالف) من جهة أخرى وقادة العرب المستفدين من وضع العراق المتأزم.. ثالوث قذر همه تعطيل المشروع الديمقراطي في العراق وأفشال أيّّ مشروع يراد به أعادة العراق للمنظومة الدولية في كامل عافيته وقوته.
تخاصم القوم في أمريكا عندما وقعت عمامة الشيخ المبجل..وسقط الشرف الرفيع عندما أنهزم عقال (عجيد القوم) فقالوا علينا بأمريكا .. هي الحلاّل والقاضي والحكم ..فأستغاثوا بالمنقذ والمفتش العام لكل ما يجري تحت الخط الأحمر من ساتر العورة.. فلها الحق في أن تصول وتجول ..هكذا أتفقوا أصحاب الهيئة.. فهي وحدها أن تلعب وتفتش في الممنوع..ولأجل ذلك بصمنا وأتفقنا.. نعم لقد طرقوا كل الأبواب فلم يحصولوا على المغيث والمستغيث ،الاّ المعبود الجديد..فمن جهة يسبون ويلعنون الأحتلال ومن جهة أخرى يسكنون ما بين الأضلع .. هذه سياستنا وهذا شرفنا الأبيّ..ولانبالي بالذي يجري.. مات العراق أو مات الناس جميعا فرضانا رضا الله .. ورضا أمريكا من رضانا وسواء عليكم أن تفهموا اللعبة أو تذهبوا للجحيم .. فكلاهما سيّان!.
Mobder14@hotmail.com
http://www.iraqsawad.net/april_2006/351.htm
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |