مرشح السقيفة .. ليس منها
عبدالله محمد
Abdul_mo@hotmail.com
القارئ للتاريخ بلا شك ان كان واعياً فلا تغمض عليه حقيقة ولا يتيه في خياله الذاتي لان في التاريخ معينا لا ينضب من الدروس والعبر. والحال بعد رحيل المصطفى (ص) افرز لنا مفارقات كثيرة كانت السبب المباشر في قصم ظهر العقيدة وبالتالي اوصلتنا لما نحن عليه الان فاني اتذكر مرة حينما كنا في سجن ابي غريب نال احد الجالسين من (ميشل عفلق) وقال انه سب كل ما نحن فيه فاجابه احد الجالسين .. بل فلان ولو لاه لما وصل هذا وامثاله الى سدة الحكم. والان وبعد ماتم لجماعة السقيفة (مرامهم) استذكرت الحال بعد وفاة الرسول(ص) وبالذات خطبة الزهراء(ع) والتي كشفت لنا الحقائق وكانت بحق وثيقة تعد بلا شك من اهم الوثائق التي كانت مرجعاً لمعرفة الحقائق التي دثرتها السياسة.
ولمعرفة مدى مصداقية المقابل وما يديعه.
فحينما عقدت (السقيفة المشؤمة) بعد رحيل النبي (ص) قال الانصار نحن لها. لاننا سبب قوام الدين. وقال قائل المهاجرين: نحن لها فنحن لحمة الاسلام ولبنة بناء العقيدة وصاح ثالث منا امير ومنكم امير.
وقال رابع بل هي لقريش خاصة لقربهم من رسول الله(ص) فتقدم الاول بمكيدة معروفة على هذا الاساس متذرعين بصحبة كانت له مع الرسول(ص) ولكبر سنة ولعمري لا الصحبة بمغنية ولا العمر..
والآن لنقلب الاوراق ونتصفح الصور لنقرأ (ما بين السطور) كما يقال..
ان من البديهيات المعروفة عند المسلمين انذاك ان عليا اقرب المقربين من رسول الله وانه من سنام قريش فعلام تآخر او اريد له ان يؤخر.
ان الاحتجاح بان قريش لم يروق لها ان تجتمع النبوة والامامة في بني هاشم هو لعمري احتجاج مبعثه الحسد ليس الا. ان الملاك ذاته العلم والتقوى والتفاني في الله. فمن زعم ان هناك من هو اعلم او اتقى او اكثر تفان من علي فهو كذاب بل ان المتصدين بشهدون له بذلك.
ولكن الجواب يأتي على لسان الزهراء (ع) (وما الذي نقموا من ابي الحسن؟) نقموا منه والله نكير سيفه وتنمره في ذات الله. هكذا ليس سوى هذا الامر. وفي موقف اخر توضح سلام الله عليها الامور وتضع النقاط على الحروف كما يقال فتقول: (كلما احشوا نارا للحرب او نجم قرن للضلاله او فغرت فاغرة للمشركين (فاها) قذف اخاه عليا في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطا سماكها باخمصه ويخمد حر لهبها بحده مكدودا في ذات الله (مجتهدا في امر الله قريبا من رسول الله) مشمرا ناصحا وانتم في رفاهية وادعون آمنون حتى اذا اختار الله لنبيه دار اوليائه ومحل انبيائه ظهرت حسكة النفاق واستهلك جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الافلين وهذر فينق المبطلين يخطر في عرصاتكم)... الى ان تقول: (فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة) وها هي السقيفة تجتمع من جديد وترفض قريش الامامة كعادتها. ولكن عزائنا انها قدمت هذه المرة مرشحاً ما كانت لتقدمه لو ان الامور مواتيه لها.
فيهود المدينة والمنافقين والطلقاء ليعرفون حق المعرفة من هو الجعفري حقاً ولكن في المالكي الكفاية ان شاءالله وليس في كل مرة تحكم السقيفة انها ارادة فاسخ العزائم وناقص الهمم.