المجلس والدعوة ... حكايات مريرة (3)

سليمان الفهد

كاتب وسياسي عراقي

Sulaiman_alfahd@hotmail.com



لم يتوقف الصراع عند هذا الحد , تقدم في العمق ودخلت مرحلة الكر والفر بين الطرفين وهي مرحلة تصفية الحسابات :

أفضل المستفيدين من صراع الأخوة الأعداء هما طرفي الصراع في الحرب . إيران والعراق . فالنظام العراقي عمل خطة محبوكة للاختراق . فأرسل إلى إيران كثيرا ممن كان يعول عليهم من رجال مخابراته الدارسين في الحوزة العلمية في النجف ومن الطائفة الشيعية طبعا ومن بيوتات معروفة للعراقيين .. إضافة إلى قيادات مخابراتية أخرى لازالت قابعة في سجون النظام ايران حتى كتابة هذه السطور . إذا كانوا فعلا أحياء . ( نقل لنا والعهدة على الراوي إن في إيران سجن على الحدود الروسية يدعى (....) يقبع به مساجين عراقيين لا يرون الشمس إطلاقا ورجال لهم من الأهمية الكبيرة في الجانب ألمعلوماتي ) . ذهبوا إلى إيران أيام الحرب العراقية الإيرانية طوعا للنصرة ولم يعودوا لهذه اللحظة واعتبروا في عداد المفقودين . ( لدينا رسالة خطية من احدهم ( ...) هربت من داخل السجن . يخبر اهله برسالته المهربة بأنه لازال حيا يرزق .) وعندما تمت مراجعة الجهات الرسمية من قبلنا وشقيق المفقود بهذا الخصوص في طهران عبر القنوات الرسمية نفوا نفيا قاطعا وجود هذا الشخص في سجونهم علما أن الرجل الذي أعطانا الرسالة إيراني الجنسية ومن حراس ذلك السجن . وقد اكد لي شقيق السجين انه خط يد اخيه بلا جدال . اختفى حتى هذه اللحظة .

كانت عمليات الاغتيال في قم وطهران والاهواز قائمة على قدم وساق من قبل المخابرات العراقية حتى وصلت عمق أجهزة الدولة الإيرانية . لم تمر إلا حوالي سنه أو اثنتين حتى ظهر لنا نائبا لقيادة المجلس الأعلى من العمائم السوداء ( يعني الرجل الثاني بعد السيد محمد باقر ) , اتضح فيما بعد انه عقيد في المخابرات العراقية جمع كل سجلات المجلس وهرب بها إلى العراق ليكرمه صدام ويخرج على التلفزيون العراقي وأمام الملاْْ لينشر الخبر الفضيحة وتفاصيل اختراق المجلس ووصول الرجل سلم القيادة. وقتها كانت الدعوة تحذر الحكيم من مغبة دخول الرجل في المجلس خوفا من اختراقه وبعثت رسالة وقتها تخبرهم بعدم نزاهة الرجل وان الشكوك تحوم حوله , لكن السيد محمد باقر لم يبال هكذا تحذير وحدث المحضور فعلا , ولن ينفع الندم .

حادثة أخرى بنفس السياق ... اتصل احد رجال المخابرات الإيرانية في حوالي الثانية عشر منتصف الليل بالقيادي (....) من حزب الدعوة الإسلامية فارتعب الرجل ( يا الهي شنو المصيبة السوده بها الليل ) قال رجل الأمن مولانا هل تعرف فلان (...) ؟ أجاب القيادي : كلا لا اعرف أحدا بهذا الاسم . سأله ثانية : هل تعرف فلانه (...) ؟ أجاب بعد وقفة صمت محرجه . نعم اعرف البنت أو بالأحرى اعرف والدها ... قال رجل الأمن هل تكفل دخولهما إلى إيران ؟ ( طبعا كل عراقي يدخل إيران أو حتى سوريا يجب توثيقه من احد مكاتب الأحزاب العراقية المتواجدة هناك ) أجاب القيادي : إني اعرف أب البنت ولا اعرف الرجل الذي معها ويجب الاتصال بوالدها المعارض للنظام العراقي ويسكن الآن النمسا , أمهلوني ليلة للاستفسار , ابقوا الرجل وزوجته عندكم بالحجز ريثما اتصل بوالدها هناك .... حسنا ذهب رجل المخابرات من حيث أتى وترك رقم هاتفه ... فعلا اتصل القيادي في والد البنت وسأله عن ابنته وهل هي متزوجة من شخص يدعى فلان (....) شاط الأب غضبا بصديقه القيادي وطلب منه تسفير الاثنين أو كفالة ابنته فقط ليستفسر عن الأمر الذي لا يعلمه الأب إطلاقا... وما السبب أخي العزيز ... السبب وما أدراك ما السبب . أن زوج الخاتون ضابط في المخابرات العراقية ويجب إخراجه وإبلاغ السلطات الإيرانية بذلك لتتخذ اللازم .... فعلا لم ينم الرجل تلك الليلة وذهب لدائرة المخابرات وابلغهم الأمر وطلب من الدائرة الأمنية بعدم السماح لهما بالدخول وشرح الأسباب ... انتهى .

يقول القيادي في حزب الدعوة ( ....) ذهبت في اليوم التالي لمدينة قم لزيارة الشيخ الاصفي (قبل خروجه من حزب الدعوة طبعا) بما جرى . حيث إني كنت مستهدفا حقا . وفي الطريق التقيت الرجل ومعه البنت يتجولان في قم . يقول : صعقت لهول الكارثة . كيف خرجا من دائرة المخابرات الإيرانية وقد أخبرتهم بالقصة ليلة البارحه؟؟؟ سؤال لم نجد له إجابة .

أن رجل المخابرات هذا تكفله حجة الإسلام والمسلمين ( .... ) من الجهة ( ....) . مبروك هذا الجهد لكل العاملين من اجل الوطن .

عذرا للقراء الكرام لاختصار هذه الحلقة لأسباب خارجة عن إرادتنا حيث رد على حكاياتنا هذه احد المناضلين . أردنا الرد بهدوء أدناه وكي لا تكون الحلقة طويلة أكثر مما ينبغي ولنكمل الحديث إن شاء الله في الحلقة القادمة رغم التهديد والوعيد .



حكايات مريرة للمناضل علي العبودي



الأخ المناضل علي العبودي مع التحية الخالصة من الأعماق لشخصكم الكريم .. قسما يا أستاذي العزيز لو إني وجدت عنوانك البريدي . لما اضطررت أن أرد على تعليقك لمقالتي عبر صوت العراق الصحيفة الالكترونية غير المستقلة , التي رفضت نشر ردي كونها صوتا للرأي الواحد وليس كما تدعي . الرأي والرأي الآخر . إضافة لكونك تكتب متخفيا لا اعلم السر بهذا أبدا , لكي اختصر الطريق عليك أقول:

1 – إني لم ادعي النضال أبدا حتى تشتمني . وتنعتني بنعوت ( الكذب وووو )وان غربتي القاسية هربا من الفاشية أكثر من 30 عاما لم تكن من اجل لقمة العيش ولا نزهه أبدا الى جزر البهاما . صدقني لا املك شيئا لحد اللحظة , سوى الصحة والعافية والحمد لله رب العالمين على هذه النعمة التي لا خير سواها . تكفيني الإجابة على الرد .

2 – حشانا وإياكم من الكذب والله بيننا هو الحكم . وكأني أراك منجما بعلوم قراءة الطالع وسايكلوجية البشر عن بعد .

3 – ركز معي جيدا عنوان مقالتي ( حكايات ) لماذا استخدم حكايات ولم اقل دراسة ؟ الإجابة عندكم أيها المناضل .

4 – ذكرت في مستهل الحلقة الأولى باني سأتحاشى الغوص في الأسماء والتواريخ وتسلسل الإحداث . العاقل بالإشارة يفهم.

5 - إني لم أنزه الدعوة وقيادتها وذكرت ذلك , سوف افرد مقالا خاصا للموضوع أو بالأحرى حكاية... لا تستعجل الحكم أبدا هدئ من روعك .

6 – أما بخصوص دراستي التي شككت بها . فهي كتبت عام 1975 وأنت المناضل تعرف الحرب متى بدأت ؟ ومتى اندلعت الثورة الاسلامية في ايران ؟

وكانت خلاصة الدراسة التي يعرفها طلاب القانون والسياسة آنذاك , وليس جنود الجيش العراقي كما ذكرت ولا علاقة لها بالحكايات . وإنما لها علاقة بالعراق وإيران كدولتين متجاورتين ( دراسة أكاديمية ليس إلا ) .

7 – حتى لا ادخل بسجال معك لا يغني ولا يسمن من جوع . أرجو منك مطالبة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بإرسال نسخة من اللقاء بيني وبين الشهيد محمد باقر الحكيم في طهران إبان ألانتفاضه الشعبانية ( حديث إذاعي مطول على الهواء مباشرة ) طالبهم بالتسجيل الكامل وياريت يكون قبل التقطيع ( لدينا نسخة للأرشيف ) وكذلك إرسال نسخة من اللقاء الصحفي لي معه لإحدى مجلات المعارضة وهذا الحديث قبل سنة من الانتفاضة المباركة وبالضبط شباط 1990.. .. وكذلك تصريحي لمجلة نيوز ويك عام 1991 أبان الانتفاضة الشعبانية المباركة وقتها اشترى عميلهم السري في أوربا ( .... ) أكثر من 100 نسخة ليقول انه كان وراء ذلك التصريح ( أرشيف المجلس يحوي كل صغيرة وكبيرة للمعلومات فقط ). ( عمي أبو حسين العبودي ومن دار في فلككم مو كلنه خليهه مستوره احسن ) ....... انتهى





وللحديث بقية







سليمان الفهد

كاتب وسياسي عراقي

Sulaiman_alfahd@hotmail.com