رسالة مفتوحة الى
فخامة رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني المحترم
نهاية طاغية العصر.. شَرّعت لنا الأبواب لنلملم جراحاتنا.. ونعمل بيد واحدة وقلوب متحدة بنظرة مستقبلية ستراتيجية متفائلة من أجل بناء عراقنا المثلوم المجروح في صميمه، فالعراق لجميع العراقيين دون تمييز أو تفريق بين عربي،كردي، تركماني، آشوري، كلداني، سرياني، ارمني، صابئي، يزيدي، شبك، وحتى الفرس الذين تم اقرار حقوقهم ضمن الدستور العراقي الجديد الذي ولد من مخاض عسير ضمن فترة التحدي والصمود للعراقيين المضحين الشجعان الذين لم ترهبهم ماكنة القتل والسلب والاغتصاب والاختطاف التي قادها الارهاب الدولي المتمثل باللا مسلمين والكفرة ممن يسمحون لأنفسهم بقطع الرقاب وقتل الأطفال وخطف النساء، متذرعين بالدين الاسلامي الحنيف والاسلام منهم براء، ولم ولن تستطع ماكنة الارهاب ان توقف مسيرة العراق نحو الديمقراطية والوحدة الوطنية..
سيادة الرئيس: أنا يوسف داود كاتب ومؤلف آشوري عراقي يعيش في لوس انجلوس/ كاليفورنيا كنت أول كاتب ولا اعلم ان كنت الاخير في عموم كاليفورنيا ان لم أقل أميركا.. من قدم التهاني بفوز السيد جلال الطالباني "الكردي" برئاسة الجمهورية والدكتور ابراهيم الجعفري "الشيعي" برئاسة الوزراء، وعلى صفحات جريدة "العرب" الصادرة في كاليفورنيا/ أميركا بعد انتخابكم رئيساً للجمهورية العراقية في 15/12/2004 وتكليفكم الدكتور الجعفري بتشكيل الحكومة "رغم كونها حكومة محاصصة طائفية والتي لم يشارك فيها العرب السُنة" نعم قدمت التهاني ثانية ومن خلال الفضائية الآشورية في لقاء على الهواء، وأجبت أحد الأخوة عندما سألني أنك تهنيء الطالباني (الكردي) والجعفري (الشيعي) وحكومته وجميعهم جاؤوا على ظهر دبابات الاحتلال.
قلت لهم نعم ان الانتخابات العراقية هي طريقنا نحو الديمقراطية، والسيد الطالباني والدكتور الجعفري جاؤوا عن طريق الانتخابات ولكل واحد تأريخه النضالي ضد الطاغية، فلنمد لهم الأيادي ونؤازرهم، وعليهم ان يعملوا خلال الفترة الانتقالية "وهي سنة واحدة رسمياً والحقيقة كانت أقل من عشرة أشهر" والانتخابات القادمة في 15/12/2005 هي التي ستقرر من الذي سيفوز عن طريق الانتخابات الديمقراطية وخاصة بعد مشاركة الأخوة العرب السُنة فيها،بشروط اعادة النظر في بعض فقرات الدستور وخاصة المادة 3(العراق بلد القوميات والاديان والمذاهب،وهو جزء من العالم الاسلامي،والجزء العربي فيه جزء من الامة العربية)، والملاحظ ان العراق ليس جزءا من الامة العربية والذي كان منذ تاسيس الحكومة العراقية في 1920 والسبب الاكرادو((القومية الكردية))فكما انتم "الاكراد"فخورين بقوميتكم،فنحن الآشوريون نتشرف بانتمائنا الى ملوك الامبراطورية الآشورية، اجدادنا العباقرة اصحاب ارقى الحضارات واقدمها على الارض، والتي لا زالت آثارها شامخة في عموم المتاحف العالمية.فالقومية الآشورية ايها الرئيس الطالباني يعود تأريخها الى اكثر من سبعة آلاف سنة،ولن تستطع انت ان تتجاوزها، كما لم يستطع قبلك الطاغية صدام ان يفعلها رغم دفعه ملايين الدولارات لبعض العملاء من الذين باعو انفسهم وامتهم وقوميتهم الآشورية من اجل حفنة من الدولارات .
وقد مازحني بعض الأصدقاء من خلال المناقشة وخاصة في ندوات المنتدى العربي الامريكي في كاليفورنيا، فمرة يقولون أنت تحب الأكراد ومرة أخرى أنك تميل الى العرب الشيعة "وبين لحانه والمانة ضاعت لحانا" وكان جوابي للجميع أنا آشوري مسيحي ولدت في الحبانية/ محافظة الأنبار (الدليم) وكانت المدينة في الخمسينات منظمة الامم المتحدة لانها جمعت العرب السُنة والشيعة مع الآشوريين والارمن والاكراد السنة والفيلية الشيعة وحتى الهنود والباكستانيين وأنا فخور بنشئتي وتربيتي وتعلمت الكثير من العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ولكني لم ولن أنكر قوميتي طالما فيَّ عرق ينبض.
واليوم سيادة الرئيس: مرة ثانية يتم انتخابكم رئيساً للجمهورية العراقية ونائبيك الدكتور عادل عبد المهدي والدكتور طارق الهاشمي، ورغم تضحية الجعفري وتنحيه عن منصب رئاسة الوزراء "وأنت خير عالم بالأسباب" هيأت مقالتي مستبشراً خيراً للعراق والعراقيين وخاصة بعد مشاركة الأخوة من العرب السُنة في الحكومة الجديدة. وأنا جالس أمام شاشة العراقية، اتابع أخبار العراق والحكومة، ولمحتك مع النائبين المحترمين، وأنا أطلب من زوجتي وأولادي السكوت لأسمع خطابك الأول بعد انتخابك وأنت تقول "ان العراق يتكون من العرب الشيعة والسُنة والأكراد والتركمان والصائبة واليزيدية والشبك" وتناسيت او تعمدت نسيان الآشوريين والكلدان والأرمن وأنت خير عليم بأن الأسماء الثلاث قد ورد ت في الدستور العراقي الدائم في أكثر من موقع وأذكر لك فقط المادة (126). وأنت أول من هنأت الشعب العراقي بالدستور.
والسياسيون من أبناء أمتنا الآشورية في العراق والعالم أجمع يحللون ذلك: اما انك نسيت أن تذكر الآشوريين والكلدان والأرمن عن طريق الخطأ غير المتعمد أو من شدة فرحك بانتخابك أول رئيس للجمهورية العراقية ولمدة أربعة سنوات بعد سقوط الطاغية. فنحن نعذرك على أن يصوب ذلك ببيان من مكتبكم الخاص (مكتب رئيس الجمهورية). أو انك: لم تذكر الآشوريين والكلدان متقصداً،وهذا ما نخشاه لانك بهذا لا تعترف بالدستور العراقي وتحاول ان تبث التفرقة بين ابناء الشعب العراقي، وهنا سيجمع العالم أنك لا تصلح كأب للعراقيين اجمع ولن تكن اهلا في ان ترعاهم برعايتك الأبوية النابعة من تاريخك النضالي الطويل واذكرك بانك من وعدت الآشوريين في لندن وفي اربيل في لقاءات مع قادة الأحزاب الآشورية، قبل سقوط الصنم بان للآشوريين الحق في العيش الكريم مع كل الأطياف العراقية، فإذا كنت تفكر في التخلي عن وعودك والنكث بها بعد استلامك السلطة، فأنا أتصور بانه لن يكون هناك فرق بينك كرئيس للجمهورية العراقية وبين من سبقك.
وسيبقى العراق مهلهلاً مفككاً،لا ولن تستطع يوماً بناؤه، وسيأتي يوما تندم على ذلك،عندما يكون انتخابك من قبل العراقيين مباشرة. والمثل يقول "الحجارة اللي ما تعجبك تفشخك". ونحن بانتظار رد واضح من سيادتكم، وتقبلوا خالص تقديرنا يا سيادة الرئيس جلال الطالباني.
يوسف داود
كاتب عراقي/مقيم في امريكا