 |
-
أهوار العراق .. صرخة الغضب في زمن الجفاف
د . كامل الشطري
[align=justify]الاهوار هي سحر الجمال وخفايا الطبيعة وعمق التاريخ وامتداد الحضارات لايعرف اسرارها الاٌمن عاش على ضفافهـــا ومارس الحياة’ فيها امضيت سنينآ متنقلآ بين هور الغمـــوكة و الحمار ايام’ للصيد وايام’ للزراعة وتربية الماشية وعــــادة ما يبدأ في الصيــــف موسم الصيد وتكاثر الاسماك . وسائل صيدها متنوعة بتنوع واختلاف احجامها و مناطف تواجدها كالفالة والشباك والسلٌية والهوار ومن اشهر الاسماك واطيبها في تلك المناطق الكطان والبني والشبوط و الحمري انتهاءآ بالصبر. كذلك الطيور لها انواعها و الوانها و مناطق تواجدها و اهمها البط البري والخضيري ودجاج الماء.
للزراعة والحصاد موسميهما ايضآ فتشم’ رائحة العنبر و النعيمه في فصل الصيف عن بعدٍ والاهوار موطن الجاموس حيـث الماء و القصب و البردي و القش (البوه) انها بيئته’ المفضله في العيـــش والتكاثر والحماية من الانقراض.
فالاهوار عالم فريد يعتمد الانسان في معيشته فية على ما تجود بة تلك ألبيئة التي تحيط بة فمن الجاموس يحصل على الحليب و مشتقاتة ومن الطيور و الاسماك لحومها و بيوضها و من التمن خبز الطابك و مايفض عن حاجة الانسان في الصيف يجففة و يخزنه لأيام الشتاء الباردة و هل هناك شيء في جنوب العراق الذ واطيب من المسموطة وخبز الطابك و التنور انة عالم غريب هذا عالم ألاهوار ..
للشتاء مع ألاهوار رحلة و للصيف رحلة اخرى. أنة سر الوجود تحركة الطبيعة بعيدا عن عبث الانسان و موءثراتة و يسيّره’القدر, كل شيء فية متناغم ومتجانس و متماثل انها دورة الحياة في الطبيعة. في تلك الايام كان لقاربي صولات وجولات اشق طريقي بصعوبة في زحمة كثافة نبات القصب و البردي مرة من اجل الصيد و مرة اخرىاجل القصب و البردي فهما وسيلة للبناء و الصناعة و وسيلة لاعلاف الماشية.
اثناء الذهاب و العودة يأتيك صوت الغناء الريفي من كل صوب و ناحية تنقلة اليك امواج المياة الهادئه و كأنة سمفونية سومرية تعود بنا الى سبعة الاف عام من العصور الغابرة فكلمات جواد وادي وصوتة الشادي أصداء ترن ذكرياتها و كأنها لوحة موناليزية رسمت بريشة’ فنان عبقري لتسطٌر لنا سرمدية و خلود الاهوار الابدي الذي يحكي لنا اسطورة عمق و عراقة الحضارة السومرية, ( مشحوفي طر الهور و الفالة بيدي)
أنها صور’حيه وشواهد من ألحضارة القديمة لتلك البيئة التي جمعت بين عمق التاريخ الحضاري للعراق و التاريخ النضالي الثوري لسكان الاهوار فالمشحوف واسطــــة نقل سومرية والاهوار ( البطحة) بيئـــة سومرية والفالة وسيلة صيد سومرية قديمة
لاتزال تستخدم في مناطق الجنوب اسطيع القول ان سكــــان الاهوار شعب بلا دولة و لاحقوق فأقتصادنا طبيعي وسائل عيشنا لاتزال أغلبها بدائية وهذا سر’صمودنا في تلك البيئة التــــي احتضنتنا منذ’ زمن الحضارات و نحن صامدون في ارضنا لاتفرقنا الازمات الفكرية و السياسية و لاحتى العواصف الاقتصادية .
احلامنا بسيطة وامكانياتنا متواضعة وعيشتنا هادئة امتدت ألجريمة الينا دون رغبة منا والماساة حدثت بحقنا نحن سكان الاهوار الابرياء بعد ان اصبحت اهوارنا ملاذآ آمنآ لكل المناضلين و المظلومين و المضطهدين من ابناء العراق الذين رفضوا الذل والركوع لا وامــــر الطغاة من حكام العراق واحلامهم اللاانسانية و العنصرية
بحجج واهيــة جففوا الاهوار وقتلوا كل الاحيــــاء فارادوا مسح الحضارة السومرية من الوجود وطمــــس معالمها و لكنهم فشلوا و لم يستطيعوا فارادة الشعــــوب اقوى من مغامرات الطغاة لقد ذهبوا وبقت الاهوار تتغنى باهلها وطيورها واسماكها وعادت الحياة اليها فامــتلأت بمياة دجلة والفرات وعاد اليها سكانها من جديد يمارسون حياتهم التي تعودوا عليها وغطت السماء طيورها بتشكيلاتها الجميلة.
تجفيف الاهوار كان فترة عصيبة لنا ولكن الزمن تجاوزها بالارادة القوية و العزيمة التي لاتهادن او تساوم مهما كانت التضحيات واساليب الطغاة , كانت تجربة قاسية لنا و درس من دروس التاريخ التي لاتنسى .
انها ماساة حقيقية عشناها نحن سكان الاهوار فقد قتل شبابنا وهجر شيوخنا واطفالنا و نساءنا و دمرت بيوتنا ننتقل من مكان الى اخر في اعماق اغوار الاهوار بحثا عن الماء فلم نجد الا برك آسنة من المياة الراكدة تحتضر فيها بقايا أسماك واحياء مائية اخـــرى وسماع اصوات تستغيث
وتصرخ انها اصوات نقيق ضفادع بحاجة الى الماء في ذلك اليوم القائظ من ايام صيف العراق الجاف اصلآ تمعنت تلك الكائنات الضعيفة بقلق و مضيت فــــي طريقي أمام صرخات الاستغاثـــة عاجـــزآ لم احرك ساكنآ فآلمني كثيرآ ذلك المشهد الحزين.
[/align]
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |