النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي تقرير : : أهوار العراق تسأل: من القاتل؟

    [align=justify]
    [align=center][/align]


    أهو صدام حسين بعناده.. أم سدود سوريا وتركيا الحصينة؟.. هل هي الحرب حيثما تدق طبولها تبلع الأخضر واليابس.. أم التلوث وسمومه.. أم أن هؤلاء جميعاً كلهم قتلة؟






    لحقيقة أن الإجابة لا تهم كثيرًا، فالمقتول قد بات ترابًا.



    مكان الحادث.. جنوب العراق، عند نقطة التقاء نهري دجلة والفرات ليشكلا معًا شط العرب.



    [align=center][/align]


    المجني عليه.. أكبر منطقة مائية في الشرق الأوسط، يطلق عليها منطقة الأهوار أو المستنقعات Marshlands، وكانت واحدة من أكبر مراكز التنوع البيئي حول العالم.



    توقيت الحادث..

    اختلفت عليه الأقاويل حوله، لكن يمكن القول إنه منذ بداية السبعينيات.. عندما بدأت الأهوار في التضاؤل والانكماش، فبعدما كانت تغطي
    15000 إلى 20000 كم2 قديمًا، وصلت إلى 1000 كم2 فقط لا غير (أي قلت مياهها بنسبة 90%).



    وتمثل مدن البصرة، والناصرية والعمارة أركان مثلثها.. ورغم هذا الانكماش المرعب فما زالت تضم الأهوار آلاف الأنواع من الطيور، والأسماك والحيوانات النادرة وغير النادرة.



    تتكوّن الأهوار من:



    أهوار دائمة حيث القصب هو النبات الأكثر انتشارًا هناك.



    أهوار موسمية يغطي البردي أقسامًا كبيرة منها وتجف في الخريف والشتاء.



    أهوار وقتية تغمرها المياه خلال الفيضانات، وتنمو فيها الأحراش بكثافة فيما بعد.



    ويمكن تقسيم منطقة الأهوار بشكل واضح إلى: الأهوار الشرقية شرق دجلة، الأهوار المركزية غرب دجلة وشمال الفرات، والأهوار الجنوبية جنوب الفرات وغرب شط العرب. هناك أيضًا أهوار دائمية أسفل الشطرة على شط الغراف، النهر الذي يتفرع من دجلة عند الكوت ويجري إلى الجنوب الغربي باتجاه الناصرية، وأهوار موسمية في السهول الممتدة إلى الشمال الشرقي من العمارة، حيث تتدفق مياه الفيضانات من (الطيب ودويريج) عبر السفوح الفارسية.



    المعدان.. شهود الحادث الأليم

    [align=center][/align]
    احتضنت هذه المنطقة حضارة يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة ألا وهي حضارة المعدان Ma,adan أو ما يسموا بـ"عرب الأهوار"، وهم ينحدرون من السلالتين السامرية والبابلية، وهي أول حضارة عرفها الإنسان على حد تقدير العلماء.

    بيوت عرب الأهوار احتضنت هذه المنطقة حضارة يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة ألا وهي حضارة المعدان Ma,adan أو ما يسموا بـ"عرب الأهوار"، وهم ينحدرون من السلالتين السامرية والبابلية، وهي أول حضارة عرفها الإنسان على حد تقدير العلماء.


    ولمدة ألف عام كانت هذه المنطقة تفيض بخير وفير يفي باحتياجات عرب الأهوار، بل وحتى التسعينيات.. كانوا يستخدمون قصب المنطقة الشهير لبناء بيوتهم الطافية على المجاري المائية واليابسة والتي لا تغرق مع الفيضان، بل تطفو فوق مائه لتهبط مرة ثانية بعد زواله.



    عاش المعدان على صيد الأسماك وجاموس البحر والحيوانات.

    كما كانوا يعيشون على الزراعة وصناعة المشغولات اليدوية.. حتى قرّر صدام الانتقام من مسلمي المعدان الشيعة واستطاع بعد عام 1991 أن يشرد ويقتل الآلاف حتى وصل عددهم في الآونة الأخيرة إلى نحو 20000 عربي بعدما كان عددهم قبل التسعينيات يقدر بـ 250000 إلى 300000 نسمة حسب إحصائيات جمعية حقوق الإنسان الدولية (إبريل 2003).



    وخلال هذه السنوات العجاف على المعدان.. رصدت الأقمار الصناعية جفاف منطقة الأهوار والذي حوّل مناطق شاسعة منها إلى صحراء جرداء مع أراضٍ شاسعة مغطاة بطبقات من الملح.. وتقلصت الأهوار إلى ما يسمى بمنطقة الحويزية بجانب الحدود العراقية الإيرانية.



    هذه الكارثة البيئية التي لحقت بتلك المنطقة جعلت برنامج الأمم المتحدة البيئي يعدها في تقرير له نشرته جريدة واشنطن بوست (إبريل 2003) أسوأ كوارث العصر مثلها مثل كارثة بحر الآرال وغابات الأمازون الاستوائية.



    تعددت الأسباب.. والموت واحد



    الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية بالعراق

    الآن وبعد الحرب.. يتحرك العلماء باتجاه جنوب العراق في محاولات لإنقاذ ما تبقى وإحياء بعض الخراب الذي ألمّ بالمنطقة، في محاولة جادة لتفسير الكارثة وأسبابها من القديم والحديث، وقد عددوا في ذلك بعض النقاط كان من أهمها:



    1-بداية.. السدود التركية والسورية التي بدأ تشييدها من الخمسينيات، كانت هي بداية الخيط لحلول الكارثة، حيث تؤدي السدود إلى ملوحة المياه التي تتغذى عليها النباتات والطيور والأسماك، وأدت إلى نقص حاد في

    الانسياب الطبيعي للمياه عن المنطقة بشكل ملحوظ.



    2-زاد الأمر بشكل خطير في التسعينيات بعد حرب الخليج حينما بدأ صدام يحفر القنوات ويشيد السدود ليحول مجرى الأنهار والجداول الأساسية عن منطقة العمرية العملاقة ليقطع -مع سبق إصرار وترصد- مصادر المياه الرئيسية عن المنطقة فيصيبها الجفاف ويضطر أهلها للرحيل.



    3-وتأتي الحروب التي شهدتها المنطقة سببا مباشراً لتفاقم الأزمة.. ففي الحرب العراقية الإيرانية أنشأت القوات العراقية طرق الإمدادات والوحدات العسكرية؛ وهو ما أدى إلى جفاف الثلث الشرقي من المستنقعات.

    وجاءت الحرب الأخيرة هي الأخرى لتزيد من الطين بله على عكس ما يدعي الأمريكيون من محافظة قواتهم على البيئة هناك.


    4-المشاكل العالمية الكبرى التي تواجه معظم مناطق العالم مثل التلوث، والتصحر والتي طال المنطقة نصيب منها.



    وقد فصلت منظمة حياة الطيور الدولية Bird life international في تقرير لها صدر فبراير 2003 أضرار الحرب على البيئة العراقية، وحذرت الأمم المتحدة وسكرتيرها العام من الكوارث البيئية التى قد تصيب المنطقة بها ومنها:



    تحطم مباشر للبيئة من جراء استخدام الأسلحة الثقيلة وتحرك الوحدات.


    التلوث بالسموم من آبار النفط المحروقة أو النفط الغارق في المياه.

    فقد ذكرت المنظمة أن حرب 90- 91 حدث فيها أكبر تلوث مائي بالنفط في التاريخ، حيث لوث 560 كم من الشواطئ هناك؛ ومن ثم جعلت طائر الفلامنجو الذي أغرقته الزيوت رمزاً لهذه المأساة.



    التلوث من آثار الجيش ونفاياته وصناعاته.



    التلوث الكيميائي والإشعاعي من جراء استخدام أسلحة الدمار الشامل.


    تحطم الحياة البرية بسبب نزوح اللاجئين.



    انقراض أنواع لا حصر لها من الطيور والنباتات والحيوانات.. والذى ظهرت جليًّا في كارثة الأهوار الجنوبية.



    جولة من الخيال



    والآن تخيل نفسك في جولة بين هذه الأهوار منذ وقت بعيد محاطاً بالنباتات الغزيرة.. والطيور المغردة والحيوانات تتجول من حولك.. ملايين الطيور كانت تطير بهذا المكان.. إلا أنه وحتى بعد المأساة ما زال هناك ما يقرب من 278 نوع من الأنواع الرائعة من الطيور نصفهم من الطيور البرمائية.



    هنا المكان الوحيد لطائر القصب المغرد reed warbler والطائر الثرثار Iraq babbler، زيادة على أنواع مختلفة أخرى نادرة للطائر المغرد والتي تعد هذه المنطقة موطنها الوحيد في العالم.



    وتتميز المنطقة بهجرة أنواع عديدة من الطيور المهاجرة في الربيع والخريف أمثال طيور الغاقه (بجرابها المشهور تحت المنقار) وأنواع الأوز المختلفة، مثل الأوز ذو المقدمة البيضاء، والأوز أحمر الصدر.. وأنواع رائعة من البجع واللقلق وغيره، ولا بأس أن ترى فوقك البلابل والغربان والنسور زيادة على طائر الطيهوج ( من رتبة الدجاج).



    المنطقة أيضاً تعد واحدة من أول خمسة مناطق في العالم تحوي أنواعا من الطائر المخوض wader bird، ويرصد العلماء 42 منطقة هامة ورئيسية للطيور في الجنوب، فهناك أنواع لم تحصر انقرضت من هذه المنطقة، وهناك 40 نوع آخر يهدده خطر الانقراض.



    والأهوار هي بيت لثعلب الماء otters والمنوه (سمث أروروبي الصغير)، كما أنك تلمح هناك الخنازير البرية، اليقنة طويل الساق، قط الغابات الهندي والضباع والنمس على أنهار الجنوب، أما البند قوط ( فأر هندي ضخم ) وبعض أنواع ثعلب الماء فقد انقرضت بالفعل عن آخرها.


    أنواع عديدة من الأسماك تجدها في مياه الأهوار، وبكميات هائلة، مثل الحريث المعروف بشوكته وسمك القط وغيره... أما الزقة الأفريقية (طويلة العنق)، وأبو منجل فهما تحت خطر الانقراض بين لحظة وأخرى، وانقرضت في هذه المنطقة 7 أنواع من الأسماك على الأقل، كما تشتهر المنطقة بالضفادع والسلاحف.



    وفي الأهوار ترى أكثف تجمعات نباتية في العراق.. أنواع عملاقة من القصب يصل طول بعضها إلى 25 قدم كانت، وما زالت عنصراً أساسيا للبناء عند عرب المعدان.. كما يشتهر هنا نبات التيفا والمعروف بعشبه البرك.



    والآن من يعيد الحياة لكل هذا التنوع.. الأمر ليس بالسهل اليسير أمام هؤلاء العلماء الباحثين عن قاتل الأهوار الأساسي ومساعديه، بل وعن سبيل لإعادة الحياة لها، فهناك عوائق عديدة وأبحاث مضنية تنتظرهم، أولها الدعم المادي كأساس للبداية.



    وتبقى الكارثة رمزاً للعالم، وما حل فيه من دمار تؤرق مضاجع العلماء في يوم التنوع البيئي العالمي لهذا العام ، وربما لأعوام عديدة قادمة.




    *كاتبة في الصفحة العلمية بموقع "إسلام أون لاين.نت
    [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    الا لعنة الله على صدام والظالمين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني