الضاري: لسنا ناطقين باسم المقاومة.. لكننا نسعى للحصول على الاعتراف الرسمي بها
رئيس هيئة علماء المسلمين لـ«الشرق الأوسط»: لا صلة لنا برموز نظام «البعث» السابق
الدار البيضاء: محمد الشياظمي
نفى الشيخ حارث الضاري، أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق، ان تكون الهيئة «ناطقا» باسم ما يسمى «المقاومة». كما نفى أن تكون هناك حرب طائفية في العراق بين السنة والشيعة، قائلا إن من يستهدف أهل السنة هي جهات تسعى إلى تعكير الجو بينهم وبين الشيعة.
وقال الضاري في حديث لـ«الشرق الأوسط» في الدار البيضاء، حيث حضر اخيرا المؤتمر القومي العربي «صوت الهيئة ليس صوتا ناطقا باسم المقاومة، وإنما هو صوت ناطق باسم كل العراق، وباسم كل الرافضين للاحتلال، ولما كان هذا الرفض للاحتلال يتمثل في الرفض باللسان واليد والقلب، فنحن نعبر عن هذه الأصوات السالفة الذكر». لكنه اكد انهم يسعون «جاهدين من أجل الاعتراف الرسمي بالمقاومة، لأنها أصبحت واقعا ظاهرا، والاحتلال يوسع اليوم اتصالاته من أجل لقائها والتحدث مع قادتها، ولذلك لا ينبغي أن تهمل هذه المقاومة، بل يجب الاعتراف بها كطرف مؤثر له وزنه في العراق، الذي لا يمكن أن تسوى مشاكله دون الاستماع إلى المقاومة وإشراكها في شأن البلد».
وعما اذا كانت «المقاومة» تعمل انطلاقا من فتاوى واضحة من العلماء أم أن لديها اجتهادات خاصة وفردية، قال «المقاومة متعددة الفصائل والاتجاهات، منها من يستشير العلماء وهم يشكلون الاكثرية، وهناك من لا يستشيرون العلماء، ويسيرون على منهجية يؤمنون بها ويطبقونها في أعمالهم. ونسأل الله أن يوحد كلمتهم».
وعن الاتهامات لهذه «المقاومة» بأنها تستهدف المدنيين الأبرياء من خلال السيارات المفخخة والتفجيرات في الأسواق والشوارع، قال الضاري ان هذا «ليس صحيحا، إنما المراد من هذا الكلام هو التشويش على المقاومة، وهذا أمر بدأ منذ انطلاقتها في مقاومة المحتل، الذي كان يظن أنه ليس للاحتلال ضريبة تدفع. نحن هيئة علماء المسلمين ننظر اليها باعتبارها مقاومة شريفة تؤدي دورها الوطني والجهادي بشكل صحيح، ولا تستهدف إلا الاحتلال وعملاءه الواضحين مائة في المائة، أما الحديث عن إرهاب يطال الأبرياء، أقول إن هذا الإرهاب له مصادر عديدة، ومن مصادره الاحتلال بالدرجة الأولى، وهناك الحكومات التي شكلت في ظل الاحتلال والمكلفة السياسة الأمنية، وتخدم في إطار هذه السياسية قواتها وإمكاناتها في متابعة المناهضين للاحتلال بتعاون معه أو بمفردها، ولذلك نحن نعتبرها جزءا من هذا الإرهاب الموجود في العراق. ومن مصادر هذا الإرهاب أيضا هناك الميليشيات التابعة للأحزاب المشاركة في تشكيل الحكومة، وأيضا المخابرات الأجنبية العاملة في العراق، والمتمثلة في المخابرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية وغيرها من مخابرات الدول الإقليمية التي تعيث فسادا في الساحة العراقية، وهي التي تقوم بمثل هذه المهام الخبيثة».
وردا على اتهامات البعض له بأنه على علاقة ببعض رموز حزب البعث السابق، قال الضاري «من يقول هذا الكلام يعلم علم اليقين موقفنا من النظام السابق وما هي علاقتنا به، بل الصواب هو أن لهؤلاء الناس الذين يتهموننا علاقات وطيدة بالنظام السابق، ولهم معه اتصالات منها ما هو ظاهر ومنها ما هو سري. لكن كما يقول المثل: رمتني بدائها وانسلت».
وحول ما يتردد عن وجود حرب خفية بين السنة والشيعة، قال الضاري «يتساءل الكثير من الناس هل فعلا توجد حرب خفية بين الشيعة والسنة في العراق. وأنا أقول لا توجد حرب بين السنة والشيعة وإنما هناك حرب من نوع آخر تشنها قوى لها مصلحة في تمزيق العراق ووحدته بإثارة الفتنة بين أهله، وهي قوى سياسية لها مصالح وأجندات منها ما هو مصلحي بحت، ومنها ما هو مؤطر من الخارج ومطلوب منها أن تقوم به، ولذلك فهي تلجأ إلى إثارة الفتنة فتستعدي هذا الطرف على الآخر بغرض خلق نوع من الصراع والحقد، وهذا واضح في عدد من المدن العراقية، سيما في بغداد والبصرة، وبعض المدن الأخرى».
وبسؤاله عن حقيقة ما يتعرض له أهل السنة في العراق من طرف عناصر محسوبة على جماعات شيعية، اجاب الضاري «الإرهاب لا يفرق بين شيعة وسنة، وإن كان ما يتعرض له أهل السنة منذ مدة طويلة هو الطاغي على المشهد العراقي، ولما عجز الاحتلال عن ضرب المقاومة لجأ إلى شغل البعض بالبعض الآخر، من خلال إقدامه على الاعتداء على هذه الطائفة أو تلك ليُثير لديهم ردود فعل ربما في نظرهم يمكنها أن تخلق فتنة واشتباكا بين أبناء الوطن الواحد حتى يتحقق الغرض المقصود، أي تفتيت العراق من ناحية، وإطلاق يد الاحتلال من ناحية أخرى».
http://www.asharqalawsat.com/details...article=362929