 |
-
حذاري يا بن الصدرين، من دعوة من غدر بالجعفري مرتين، والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين
حذاري يا بن الصدرين، من دعوة من غدر بالجعفري مرتين، والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين
أرض السواد : زهير الزبيدي
نعم نحذر من الاعيب السيد الطالباني بدعوته السيد مقتدى الصدر، بعد الذي قرأناه وسمعناه منه ضد الجعفري خلال تقديم المرشحين لرئاسة الوزراء، وما سبقه من ضغوط عليه لدمج كركوك بحجج وطنية واهية، بقصد ذاتي مشكك أحيانا ، وبطلب من قيادات المحتل أحيانا أخرى، حسب ما تعذر به السيد الطالباني نفسه، من أنه تلقى ضغوطا من الامريكان والأنكليز، للتهريج ضد السيد الجعفري لعزله، كونه لايليق للبيت الأسود، وكأن العراق صار محمية أمريكية، وكأن الطالباني ليس سياسي عراقي مخضرم كما يدّعي، وحليف وطني للجعفري كما يذكره في كل المناسبات.
قبل يومين اذاع لنا راديو دجلة، ووكالات الانباء والفضائيات العراقية، نبأ الاتصال التلفوني من قبل السيد رئيس مجلس القيادة الطالباني، بالسيد مقتدى الصدر، طالبا منه
تعاون التيار الصدري مع التحالف الكوردستاني (ودعا الطالباني خلال إتصال هاتفي أجراه أمس الأثنين مع الصدر ــ بعد أن طلب منه دعم السيد المالكي في تشكيل الحكومة ــ إلى تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز العلاقات بين التحالف الكردستاني والتيار الصدري. من جهته اكد الصدر حرصه على دعم خطوات تشكيل الحكومة الجديدة وتقوية العلاقات بين التحالف والتيار الصدري، قائلا "انه ينوي إرسال وفد إلى إقليم كردستان من اجل تعزيز العلاقات بين الجانبين... راديو دجلة )
لقد قطعنا شوطا من التحالفات زمن الطاغية وزمن الاحتلال، بينت لنا الكثير من النيات ، وأفرزت لنا من يتحالف من أجل العراق، ومن يتحالف من أجل تمرير مخطط يحقق له هدفا مناطقيا، أو قوميا، أو عنصريا،أو فئويا، وما أن يحقق مبتغاه، يرفس الحليف ليأتي بعد ذلك معتذرا بحجج واهية لمسح آثار نقض الوعد، والجفاء غير المبرر لتشويه المشهد السياسي، بعد أن نال ما خطط له من جراء هذا التحالف والتآلف أحيانا.
انها ليست اتهامات نسوقها للسيد الطالباني، انما هي وقائع عاشها العراق والعراقيون، وسمعنا تصريحات السيد الطالباني من على شاشات الاعلام، وتلمسنا بكل حس وطني ذلك التنقل بمواقفه مع وضد الآخرين بمشهد ميكافيلي مقيت ، لكن رغم هذا لانريد فك الارتباط بين قوانا الوطنية، ولانريد الأبتعاد عن العمل بالمشتركات الوطنية، لاسيما القوىالتي ذاقت مرارة الاضطهاد معنا من نفس اليدالمسمومة الآثمة. وحملنا معها السلاح ايام المحنة ، لكننا نريد من الآخرين تقديم الدليل الملموس لاعادة بناء الثقة، والاعتراف بالحقوق لكل مكونات هذا الشعب وفق المصلحة الوطنية العليا.
انما حدث من مشاكسات غير مبررة من قبل السيد الطالباني ووفد المجلس الاعلى، ضد الحليف الأصيل والتأريخي مع التحالف الكوردي، والمؤتلف الأخوي مع المجلس الاعلى، لايمكن أن تسمح للآخرين اعادة الكرة ضد المالكي، ومن يدري لعل فشلهم ضد الجعفري يصور لهم، أن التيار الصدري هو الكفيل بفك عرى الا ئتلاف، وبالتالي يتحقق هدف المحتل لديمومة آلية التوافق التي دعم بها قائمة التوافق ـ الحليف الجديد له بعد علاوي ـ لترسيخ مفهوم ديمقراطية التوافق، التي يشير الى مشروع الاحتلال بفرضه للعراق المستقبلي، وبالتالي التأثير على الدستور والغاءه. لانهم يعلمون علم اليقين حجمهم، وبأنهم لايمثلون اليوم ووفق حصيلة الانتخابات، الا
أقل من حجمهم بقليل لما مارسوه من ارهاب بحق شعبنا من السنة العرب أثناء الانتخابات، وما يجري عليهم اليوم من ذبح وقتل وتدمير، من قبل أؤلائك القادمين من خارج الحدود، وما هم الا عناصر حزب البعث الذي أسس بملايين الأموال العراقية، وقت كان الشعب يرزح تحت القتل والتشريد والتجويع والمطاردة والنفي بكل اشكاله البشعة.
من أجل هذا كله ينبغي على كل سياسيينا الشيعة تقليل حجم الثقة بالآخرين، فنحن لانظلم حق أحد، لكننا ونحن تحت الظلم، حفظنا حقوق الآخرين عبر القرون الغابرة ولازلنا وكأننا خلقنا أن نكون هكذا .
ربما وجد السيد الطالباني، أن المجلس الاعلى أضعف من أن يفكك جسد الأئتلاف، وعرف كذلك، بأن التيار الصدري استطاع أن يكسب الرهان ضد من راهن على تصفيته وتفكيكه، فعاد هذا التيار أصلب عودا، وأوسع صدرا من الآخرين الذين أرادوا بلعه فأفشل كل مؤامراتهم.
وبعد دراسة متأنية، وتحالف خفي جديد، يجري البحث من قبل الفرقاء المتحالفين لكسب مغانم فئوية عنصرية ضيقة للحكومة القادمة، نعم البحث عن عناصر فشلها، فتوجهوا صوب الصدريين، وهم لايعلمون طبيعة التحولات التي حدثت لهذا التيار، بعد أن استفاد من التجربة المرة مع علاوي والنقيب، فأكد للجميع، أنه اذ يؤكد السعي حثيثا لبناء الوحدة الوطنية، فهو بنفس الوقت يحدد مساراتها الأصيلة، وبنفس الوقت يحدد حركت الآخرين والأتجاهات السليمة لهم.
لدغنا ألف مرة من جحرنا، والتزاماتنا بعقيدتنا قيدت أيدينا، والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين، اذن دعونا نترك العواطف، دون أن نتجرد من الحلم والفكر والعقيدة، في الحوار والتحالفات والأئتلافات، والا سوف ننحر ألف مرة، ويدمرالآخرون عراقنا بتقسيم جسده كالأضحية في عيد الأعداء له، ومأتم الطيبين العقلاء، فالاحتياط واجب أكيد فرفقا بالعراق من الأدعياء بهويته.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |