
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكثم بن صيفي
الأخ ديك الجن .
أسألك بالله هل في هذه المقولة ما يدل على تفضيل أحمد بن حنبل ابن عمر وسعد على علي بن أبي طالب ؟؟!
(قال أبو عبد الله (أحمد بن حنبل):
ابن عمر(بن الخطاب) و سعد(بن أبي وقاص) و من كف عن تلك الفتنة ,أليس هو عند بعض الناس أحمد ؟!؟)
أنا أفهم من هذه العبارة عدة أمور : الأول : أن ابن حنبل ينقل عن بعض الناس .
الثاني : أن المقصود بالأمر ما يخص تلك الفتنة تحديداً ، ولا يتعلق الأمر بالأفضلية المطلقة ، فعلي أفضل الصحابة عند أهل السنة بعد الخلفاء الذين سبقوه ..
الثالث : الأمر يختص بمن دخل في الفتنة سوى علي بن أبي طالب ، لأن علياً قد ابتلي بهذا الأمر ، وكان لا بد أن ينهض بأمور المسلمين وإن تخلل ذلك فتن وحروب ..
وأنا شخصياً لا أئبه بهذا الأمر كثيراً (أمر التفضيل)، فمن فضل علي على عثمان ، أو عثمان على علي ، بل على أبي بكر وعمر ، فإن الأمر عندي سيان ..
وهذا طبعاً لا يعني أني أفضل أحداً على أحد ، بل أعتقد بأفضلية السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على من سواهم ، وأرى أن لكل منهم فضله وسابقته .
كما أني لا أنكر على من فضل أحدهم على الآخر ، من غير قدح وهمز في الآخرين ..
وأعتقد أن الفضل المطلق لا يعلمه إلا الله ..
فيما يخص الأوصاف التي وصفها ابن تيمية علي بن أبي طالب فهي تدخل في معنى الإلزام لا الإيجاب ، وابن تيمية في رده على الحلي سلك هذا المسلك ، أما رأي ابن تيمية في علي بن أبي طالب فواضح جلي .
ولك أن تسأل نفسك لماذا ينقل أئمة أهل السنة تلك الفضائل الجمة عن علي بن أبي طالب إن كانت تشوبهم شائبة في علي ؟
أنت مني بمنزلة هارون من موسى ...
هذا حديث نقلته كتب أهل السنة ، ولو كان في أهل السنة نصب لعلي لما وجدت مثل هذا الحديث وغيره من الفضائل العظيمة ، وأهل السنة نقلوا مثل هذه الأحاديث في ظل الحكمين الأموي والعباسي ، وهما بيتان مناوئين للبيت العلوي ، وهذا يدل على الإنصاف والرؤية المعتدلة ..
أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، هو حديث في سلسلة ذهبية من أحاديث الفضائل ، وهي بالطبع تدل دلالة واضحة على فضل علي أولاً ، وعلى حب أهل السنة لعلي وموالاتهم له ثانياً ..
أما إن كنت تريد أن تأخذ من هذا الحديث دليلاً على أحقية علي بالخلافة ، فهذا مما لم يحتج به علي نفسه ..
وكذا حديث من كنت مولاه ، فهذا الحديث لم يثر إطلاقاً في السقيفة من قبل المهاجرين أو مخالفيهم من الأنصار ، ولا من علي نفسه أيضاً ، إنما أشار إليه علي بن أبي طالب أثناء خلافته في رحبة الكوفة ، لما رأى تخاذل الناس عنه ، رضي الله عنه .
إذاً أحاديث فضل علي لم ير فيها علي ولا المعاصرين لعلي إشارة إلى أحقيته بالخلافة ، والتي لا تساوي عفطة عنز كما نقل ذلك عنه صاحب نهج البلاغة ..