النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    افتراضي تدريسي في مأدبة غداء

    أمضيت ليلة البارحة منهمكا وعلى ضوء شمعة في أعداد المحاضرة الأخيرة محاولا فيها أختزال ما تبقى من مفردات المقرر لهذا الفصل الدراسي بعد فترات التوقف و الأنقطاع الكثيرة التي حصلت خلاله بسبب الحالة الأمنية و السياسية التي يمر بها البلد. كنت قد بذلت جهدا جهيدا في أقناع الطلبة بضرورة (التفضل) لحضور تلك المحاضرة لأهميتها.. بعد ما قرروا الأنقطاع للتهيوء للأمتحان النهائي. شرد ذهني لبرهة لأستذكر حالة الأحباط التي شهدتهاعندما عجزت عن الحصول على وقود لسيارتي بسبب طابور محطة الوقود الذي أمتد عدة كيلومترات ألا أني شعرت بنشوة الأطمئنان عندما تذكرت أني قد (غنمت!) وبعد التي و اللتيا ..عشرة لترات من الوقود مقابل عشرة ألاف دينار على أمل أن توصلني تلك اللتيرات الى موقع الجامعة في اليوم التالي و تعيدني الى مسكني. ولتذهب المولدة الكهربائية الى الجحيم وليتحمل أفراد عائلتي الظلمة و الحرولدغات البعوض لهذه الليلة.
    أنطلقت مبكرا متوجها الى الجامعة سالكا نفس طريقي المعتاد.. (الخط السريع!!) محاولا تجنب زحمة المرور في وسط المدينة.. أثار أنتباهي أزدحاما غير أعتيادي على هذا الخط..أمتد نظري الى الأمام ليستطلع السبب و أذا برتل أمريكي يتبختر في مشيته.. ما هي ألا ساعة حتى وصلت الى مقتربات جسرذي الطابقين ليلوح لي برج الجامعة..كنت أعتبر نفسي قد وصلت الى مبغاي لولا تلك الحشود العسكرية المدججة و الأسلاك الشائكة التي تقطع السير مانعة المرور على الجسر لهذا اليوم.. أختصارا لوقت قد يطول في أنتظار فتح الجسر.. تجرأت و عيني على مقياس الوقود الذي بدأ بملامسة المنطقة الحمراء على الأستدارة و العودة الى الخط السريع متوجها الى جسر الجادرية رغم معرفتي بأن هذا الجسر مزدحم حتى في الأيام الأعتيادية. وأذا بنفس الرتل لا زال يتنختر..لا بديل لدي سوى الأنقياد مع الأخرين في الموكب الذي يسير خلف الرتل مع هاجس وحذرمن أنفجار عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة أو سقوط قذيفة هاون على هذا الحشد سيما و أن هذا الخط يخترق منطقة (الدورة) الساخنة. وبعد أكثرمن ساعة وصلت الى مقترب جسر الجادرية و أذا به مغلق هو الأخر.. راودتني أفكار مرعبة عما يجري في الجادرية.. هل هي غزوة جديدة لأميرالشر(الزرقاوي) أم ماذا.. لا أحد يعرف.. لا يوجد مايشير الى مواجهات أو أشتباكات..هنا لا خيار عندي سوى أطفاء محرك السيارة و الأنتظارمع المنتظرين.. حاولت الأتصال ببعض الزملاء لأخبرهم بسبب تأخري ألا أنهم لم يكونوا بأفضل من وضعي..الجسر العتيد على مرمى بصري ومركبات الدفع الرباعي ذات النوافذ المظللة تطوي الأرض طيا عليه بينما أقف أنا و سط تخبط المركبات أستنشق الغبار المتطاير منها..بدا اليأس من الوصول الى الجامعة يدب في تحديدا عندما لمحت أحد العسكريين يلوح بيده أن لا أمل لفتح الجسر لحركة السيرالعامة. هنا و بعد أكثر من ساعتين أدرت محرك السيارة و عيني على مقاس الوقود ..هل سيوصلني الى أقرب بائع على الطريق أم لا..وصلت الى البيت متلهفا لقراءة شريط الأخبار على شاشة التلفزبون لمعرفة ما يجري في الجادرية بعد أن يأست من مذياع السيارة الذي لم تشر محطاته الى شيء غير أعتيادي. وأذا بنشرة الأخبار وفيها أن السيد عبد العزيز الحكيم قد أقام مأدبة غداء للحكومة العراقية..
    سؤالي هنا.. هل يجوز شرعا أو عرفا أن تشل الحركة و التنقل في الربع الجنوبي الغربي لمدينة بغداد ويقطع السير على جسرين من أهم جسور المدينة المتبقية لعبور المستضعفين بعدما قطعت ثلاثة جسور أخرى، أثنان منها تلك الموصلة للمنطقة الخضراء ويتوقف طلب العلم في جامعتين من أهم الجامعات العراقية و..و.. لكي يقيم السيد الحكيم وليمة غداء في بيته المعمور لملء بعض الكروش النتنة..
    أقتراحي للسيدين وزير التعليم العالي ووزير الأسكان و التعمير أن ينقلوا مواقع جامعة بغداد و جامعة النهرين و أحد الجسرين الى منطقة بعيدة عن بيت السيد الحكيم لأن هذه الحالة لم تكن الأولى ولا ستكون الأخيرة.

    بغداد 25/5/ 2006

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    404

    افتراضي

    اخي ابو تراب00 هل انت تدريسي في جامعه بغداد ؟؟
    وما هو اختصاصك؟؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    شاهدت المؤتمر الصحفي الذي نقل على الهواء مباشرة على قناة حبيب الصدر. وقد التفت إليه مصغياً، فقد خلت أن مؤتمراً صحفياً يضم قيادات نوعية سيعلن أمراً هاماً جداً. وأثناء متابعتي للمؤتمر الصحفي رأيت ابتسامات الموناليزا وهي تتوزع يميناً ويساراً مع بروز غير طبيعي لبطن السيد، واكتشفت أن الرجال قد أكلوا طعاماً دسماً جداً بحيث برزت بطونهم إلى الأمام وعلى وجه الخصوص الموناليزا والمهرج مشهداني أما الجحش فلم تبد عليه سوى أنه أشاد بالطعام اللذيذ الذي قدمه الموناليزا. ومع بروز البطن بدأوا يوزعون التشجؤ على الصحفيين.

    ومع بدء الحديث اكتشفت أنهم دعوا الصحفيين وكاميرات التلفزيون ليعلنوا أن موناليزا دعاهم لمأدبة طعام كي يتعارفوا حسب المهرج مشهداني، وكي يتشجأوا حسب الجحش. ويبدو أن السياسيين يعانون من أزمة أكل وانعدام شهية، وأنهم لا يستمرئون الطعام إلا من خلال مائدة موناليزا التي تصيب من يأكلون عليها بانتفاخ البطن والتشجؤ والتبلد بالشعور، الذي يؤدي إلى عقد مؤتمر صحفي بهذا الخصوص.

    لا أدري كم قوزياً سيقدم موناليزا كي يتم حل المعضلات التي تعصف بالعراقي من ذبح وفقر وجوع ومرض؟ وقديماً قالوا طريق الرجل إلى قلبه يتم عن طريق معدته، نسأل الله أن يديم عليه ابتسامته وانتفاخ بطنه وتشجؤه،

    الغريب أن هنالك علاقة طردية بين زيادة وزن السياسيين والمستعممين والوضع في البلد. فكلما ازداودا وزناً تدهورت الأمور أكثر، لذا فإنني طالب أن تمنع هذه الولائم لأنها يساهم في زيادة أوزان السياسيين والمستعممين مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع في العراق.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  4. #4

    افتراضي

    أخي الخاقاني. الجواب واضح من موضوع المشاركة التي لم أحد فيها قيد أنملة عن حقيقة ما جرى.
    أخي العقيلي.. ليأكلوا ما لذ و طاب من قوزي و قيمة و سفنجون..ولترتفع كروشهم الى أنوفهم .. وليدعوا المجتمع الدولي بأكمله و..و...ولكن ليدعوني في شأني أذهب الى طلابي دون عوائق..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    اتمنى أن ينقلوا العاصمة السياسية الى منطقة اصغر و لتبقى بغداد عاصمة البلد الاقتصادية و الثقافية...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني