النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    000
    المشاركات
    1,930

    افتراضي الإعتراف الأخير...

    الإعتراف الأخير...

    قصة البرنامج النووي العراقي يرويها المسؤولان عن انشائه وتطويره



    نشرت "الحياة" سبعة حلقات من كتاب جديد للمسؤولين الأبرزين في البرنامج النووي العراقي في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وكتاب "الاعتراف الأخير" الذي كتبه جعفر ضياء جعفر و نعمان النعيمي سيصدر قريباً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت في اواخر الشهر الجاري.





    هكذا بنينا «مفاعل تموز-1» وهكذا دمره الاسرائيليون واغتالوا علماءنا في أوروبا
    ( 1 من 7) الحياة 2005/05/9
    www.iraqsnuclearmirage.com/_last_confession.html - 977k -
    لمن يريد التكملة

    رأينا أن من واجبنا تسجيل الحقيقة كما نعرفها ولا سيما في مجال التسلح النووي فقد كنا على مدى تسعة أعوام نطوي الليل بالنهار مع مجموعة طيبة من العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين نسعى لإنجاح برنامج نووي عراقي بجهد وطني خالص ثم قضينا أربعة عشر عاماً أخرى نتصارع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (وهي واجهة من تنظيمات الأمم المتحدة أوكل إليها أن تكون شرطي مراقبة للبرامج النووية التي تضطلع بها الدول التي وقَعت على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لتتحقق من عدم سعي تلك الدول لامتلاك السلاح النووي ولكي يبقى هذا السلاح حكراً على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن) ولقد سعينا جاهدين لإثبات عدم امتلاك العراق لسلاح نووي قبل عام 1991 ولنوضِّح للوكالة الدولية حقيقة البرنامج النووي العراقي السابق ونؤكد بالأدلة الدامغة عدم إعادة النشاط لهذا البرنامج مطلقاً بعد عام 1998 ولكن الوكالة أبت أن تتقبل الحقيقة إرضاءً لضغوط الجبروت الأميركي وعلى رغم توصلها للحقيقة إلاّ أنها لم تعلن ذلك صراحة لمجلس الأمن الدولي الذي استمر في عناده وعدم رفعه للحصار الجائر الذي ضربه على الشعب العراقي إثر غزو صدام للكويت إذ كان مجلس الأمن قد وضع في أعقاب حرب 1991 شروطاً قاسيةً لرفع الحصار ضمن قراره المرقم 687 (لسنة 1991) ومنها ضرورة اقتناع المجلس بأن العراق قد نزع أسلحة الدمار الشامل وتخلى عن جميع برامجه في ذلك المجال... واشترط أن تتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجنة الخاصة (الأونسكوم) التي شكلها المجلس بموجب هذا القرار الإعلان صراحةً عن إغلاق ملفات أسلحة الدمار الشامل العراقية... وبذلك وضع المجلس مصير الشعب العراقي كله بيد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويد الرئيس التنفيذي للأونسكوم.



    عشنا والمعنيون ببرامج أسلحة الدمار الشامل السابقة مرارة علاقتنا مع الوكالة الدولية والأونسكوم إذ كانت هذه العلاقة غير متكافئة، فالمفتشون الدوليون كانوا يتمتعون بالإسناد التام من مجلس الأمن في حين وقع المعنيون في الجانب العراقي بين مطرقة المفتشين وعنجهيتهم وأساليبهم الاستخباراتية والسادية وبين سندان قسوة النظام العراقي الذي لم يكن ليغفر أية زلة مهما صغرت من أيّ مواطن من أبناء العراق المنكوبين.

    أما نحن والحقيقة فقد بلغنا قمة عطائنا في فترة الثمانينات إبان عملنا ضمن البرنامج النووي وعشنا مرارة فترة التسعينات حيث شهدنا تدمير ما بنته سواعدنا وعقولنا من صرح علمي جبار، لكننا كنا قبل ذلك قد شاركنا مع غيرنا في بناء منظمة الطاقة الذرية العراقية منذ التحاقنا بها في أواسط ستينات القرن العشرين.

    نعمان: بدايتي مع العلوم النووية
    شاركت في الفترة من شباط (فبراير) إلى آذار (مارس) من عام 1958 بدورة تدريبية في الجوانب النظرية والتطبيقية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في معهد تدريب العلميين من العراق وإيران وتركيا وباكستان (وهي الدول الأعضاء في حلف بغداد) وهو معهد أنشأته في بغداد مؤسسة هارول لأبحاث الطاقة الذرية البريطانية (هدية من الحكومة البريطانية باعتبارها عضواً في حلف بغداد) يديره منتسبون من المؤسسة البريطانية ذاتها، وتولى ترشيحي لهذه الدورة التدريبية البروفسور وولي رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم في جامعة بغداد آنذاك، إذ كنت قد عُيِّنتُ فيها مدرساً معيداً بعد عودتي من انكلترا صيف عام 1957 وحصولي على شهادة البكالوريوس بدرجة شرف في الكيمياء من جامعة ريدنك. وكان البروفسور وولي يسعى من وراء اشتراكي في هذه الدورة أن أعمل لاحقاً ضمن مشروع يخطط لتنفيذه مستقبلاً في العراق لتعيين أعمار اللقى الأثرية (بطريقة قياس نظير الكاربون 14) في هذه المنطقة من العالم والتي تمتلك امتداداً عظيماً لستة آلاف سنة ويزيد. وكان يُخطَّط للمشروع أن يعمل بالتعاون مع المتحف البريطاني العريق في لندن. وجاءت هذه الدورة لتعرفني بالعلوم النووية التطبيقية فربطتها بما كنت قد درسته من هذه العلوم نظرياً في مرحلة البكالوريوس فأحببت هذه العلوم وقررت إكمال دراستي في هذه المجالات فالتحقت بجامعة أوكسفورد في انكلترا في تـــشرين الأول (اكتوبر) من عام 1960 وحصلت على شهادة الدكتوراه في آذار (مارس) من عام 1964 بعد بحث دام ثلاث سنوات ضمن حقل استخدام النظائر المشعة في دراسات الكيمياء اللاعضوية وتحديداً في موضوع ظاهرة التعاظم في الاستخلاص السائلي للنظائر، وعدت بعدها إلى العراق فعملتُ مدرساً في كلية علوم الموصل التي كانت ملحقة آنذاك بجامعة بغداد.

    جعفر: أريد أن أصنع قنبلة ذرية
    في عام 1956 افتتح الملك فيصل الثاني معهد تدريب حلف بغداد على الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية بحضور رئيس مؤسسة هارول لأبحاث الطاقة الذرية البريطانية، العالم الفيزيائي جون دوغلاس كوكروفت الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1951.

    وفي مساء يوم افتتاح المعهد المذكور، أقام والدي (الدكتور ضياء جعفر - وزير الإعمار العراقي آنذاك) دعوة عشاء في دارنا على شرف العالم البريطاني وكان عمري في وقتها ثلاث عشرة سنة. وبعد أن سلمتُ على المدعوين قدمني والدي إلى الضيف العالم البريطاني فسألني مداعباً:

    - ماذا تريد أن تفعل عندما تكبر يا جعفر؟
    فأجبته ببراءة الصبيان بما يناسب اختصاصه:
    - أريد أن أصنع قنبلة ذرية.

    كان جواباً عفوياً من صبي لم يعلم من الذرة غير ما سمعه عن اختصاص الضيف السائل وكون خبر القنبلة الذرية في ذلك الوقت قد شغل الأسماع. سكت العالم البريطاني برهةً لهذا الجواب وقطب حاجبيه ناظراً إليّ باستغراب فلم يجد تعليقاً مناسباً على ما قلته فتشاغل بالتعرف على المدعوين من الضيوف.

    في عام 1956 أرسلني والدي لإكمال دراستي الثانوية في بريطانيا ثم انتقلت إلى جامعة برمنغهام لدراسة الفيزياء وأكملتها في عام 1962 بدرجة شرف ثم واصلت دراستي في الجامعة نفسها في موضوع الفيزياء النووية وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1965 وعُينت بعدها زميلاً باحثاً في الجامعة وأجريت بحوثي في فيزياء الطاقة العالية وموضوع الدقائق الأساسية للمادة باستخدام المعجل في برمنغهام وكذلك في مختبرات رذرفورد قرب أوكسفورد ثم عدت إلى بغداد في أواخر عام 1966.

    حُسن اللقاء.. وكلمات تعريفية لا بد منها
    تكونت بين المؤلفَين زمالة علمية وصداقة حميمة على رغم كونهما متباينين في مستوى ثراء عائلتيهما، فوالد جعفر كان وزيراً في وزارات عدة للفترة 1947-1958، وهو أول مهندس عراقي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية حيث كان قد أتم دراسته الأولية والعليا في جامعة برمنغهام البريطانية وحصل على الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1936، أما نعمان فيتحدر من أسرة ذات تاريخ ديني، وكان لجده تكية دينية وهو سيد حسيني من آل النعيم المعروفين بنسبهم وشعائرهم الدينية.

    جعفر: والحكاية مستمرة...
    نعود إلى بداية عقد السبعينات لنلقي نظرة على وضع العراق السياسي والاقتصادي بهدف التعرف على أثر ذلك على برامج لجنة الطاقة الذرية المستقبلية.

    يمتلك العراق ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم وكان نفطه ينتج وتسوقه شركة نفط العراق IPC التي تمتلكها بحصص متساوية كل من حكومات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وهولندا فضلاً عن حصة 5 في المئة تمتلكها مؤسسة كولبنكيان. وكانت هذه الشركة تسوق نفط العراق المنتج من حقول الشمال بما في ذلك حقل كركوك، وقد ساءت العلاقة بين حكومة العراق وإدارة الشركة بعد ثورة 14 تموز 1958 فأوقفت الشركة جميع نشاطات الاستكشاف عن حقول جديدة التي تفضي إلى زيادة الإنتاج وتسويق كميات إضافية من النفط وهو ما كانت تطمح إليه حكومة العراق بغية زيادة إيراداتها إذ كانت أحوج ما تكون إليها لتنمية البلاد. وفي ضوء تلكؤ الشركة في الاستجابة لمطالب العراق أصدرت الحكومة في عام 1960 القانون رقم 80 الذي لم يبق لشركة نفط العراق سوى 0.5 في المئة من مساحة الامتياز في أرض العراق، مما يعني منحها حق العمل في الحقول التي كانت منتجة للنفط آنذاك فقط، ومنحت شركة النفط الوطنية امتياز استغلال جميع ما تبقى من الأراضي العراقية ولم يرق ذلك لشركة نفط العراق فزادت من عدم تعاونها مع حكومات العراق المتعاقبة. ولحين حزيران من عام 1972 حين أعلنت حكومة البعث تأميم حصص شركة نفط العراق على أمل ازدياد عائدات العراق من 50 في المئة إلى 100 في المئة من صافي أرباح التسويق. فدخلت الحكومة في أول مجابهة لها مع كارتل شركات النفط العالمية وتوقف تصدير النفط العراقي مما أدى إلى انخفاض الإيرادات من العملة الصعبة فعاش أهل العراق أزمة اقتصادية خانقة طالت جميع شرائح المجتمع بما في ذلك الجامعات ومراكز البحث العلمي ولجنة الطاقة الذرية. وفي آذار من عام 1973 أُعلن نجاح التأميم وعاود العراق تصدير نفطه ثم بدأ الاقتصاد بالتحسن والانتعاش التدريجي.. وفي أعقاب حرب تحرير سيناء في خريف عام 1973 واستخدام سلاح النفط في الصراع العربي - الصهيوني ارتفعت أسعار النفط عالمياً وازدادت عائدات العراق زيادة كبيرة شأنها في ذلك شأن الدول الأخرى المصدرة للنفط.

    ومن المفيد هنا قبل المضي قدماً بالحديث عن انعكاسات السياسة الداخلية على برامج الطاقة الذرية أن ننظر إلى السياسة الجغرافية في المنطقة آنذاك، إذ كان شاه إيران يتمتع بدعم غير محدود من الغرب وكان يتصرف بمثابة شرطي منطقة الخليج فأراد أن يجعل من إيران قوة إقليمية يحسب لها الحساب وتبنى مشاريع طموحة من بينها التخطيط لإنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام المفاعلات النووية وتقضي الخطة أن تصل قدرة الكهرباء المنتجة من المحطات النووية إلى 20 ألف ميغاواط سنوياً بحلول عام 2000. ولترجمة أهمية هذه الخطة أصدر الأوامر بأن يكون رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بمستوى نائب رئيس وزراء. فتعاقدت إيران مع شركة KWU الألمانية لبناء محطتين نوويتين لتوليد الطاقة قدرة كل منها 1200 ميغاواط وهي (بوشهر1 وبوشهر2 ( وتعاقدت مع شركة Framatome الفرنسية لإنشاء محطتين نوويتين أخريين بقدرة 900 ميغاواط لكل منهما.

    وفي الجانب الغربي من العراق كانت إسرائيل تتصرف كقوة إقليمية تتفوق في قدراتها العسكرية على جميع الدول العربية، فلقد أنشأت إسرائيل بمعونة فرنسية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي مفاعلاً نووياً يستخدم اليورانيوم الطبيعي في منطقة ديمونا. إذ تم تزويد إسرائيل أيضاً بمنظومة معالجة الوقود المستنفد لاستخلاص البلوتونيوم منه بهدف استخدامه لتصنيع سلاح نووي. ولم يعد سراً امتلاك اسرائيل كميات من البلوتونيوم تكفي لصنع مئات من القنابل النووية التي تعتمد البلوتونيوم مادة انشطارية.

    في ظل هذه الأجواء الإقليمية وفي وقت توافرت فيه للحكومة العراقية مبالغ طائلة من العملة الصعبة من إيرادات النفط فضلاً عن تصاعد نجم صدام حسين عربياً ودولياً، بدأ رجل حزب البعث العراقي القوي في محاولة جعل العراق قوة إقليمية تقف نداً لند مع قوتي إيران وإسرائيل وقادرة على تصدير فكر البعث إلى الدول العربية، فاتجهت طموحات القوة لديه إلى الطاقة الذرية فأعاد تشكيل لجنة الطاقة الذرية في عام 1974 ليكون رئيسها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (وهو منصب صدام ذاته) لكي تضم أعضاء متفرغين لا يشترط أن يمثلوا وزارات محددة. وكلف ثلاثة من أعضاء اللجنة وهم د.خالد ابراهيم سعيد ود.همام عبدالخالق ود.ميسر الملاح بإعداد استراتيجية جديدة لعمل اللجنة فتقدموا ببرنامج يستند إلى علوم وتكنولوجيا دورة الوقود النووي من خلال تأسيس مشاريع بأسلوب "المفتاح الجاهز" ويسبق ذلك إنشاء منظومات بحثية متطورة مستوردة للنهوض بمستوى الكادر الوطني في هذه المجالات. وتبنى البرنامج رئيسُ اللجنة وهو صدام حسين ذاته وصدرت الأوامر إلى أعضاء اللجنة للمحافظة على سرية المعلومات التي بحوزتهم وسرية مشاريع اللجنة. وبهذا التنظيم الجديد دَخَلتْ الطاقة الذرية العراقية مرحلة جديدة إذ انتقلت من البحث العلمي في العلوم الأساسية إلى تنفيذ مشاريع كبيرة ذات أهداف استراتيجية.



    * فصول منتقاة من كتاب سينشره مركز دراسات الوحدة العربية في اواخر الشهر الجاري.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    404

    افتراضي

    الاعتراف الاخير00
    هناك لوحه عالميه تسمى با"العشاء الاخير"
    يبدو ان كلمه "الاخير"لها وقع موسيقي في اذن السامع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني