نشبت مشادة كلامية الاثنين بين رئيس المحكمة الجنائية العليا السيد رؤوف رشيد عبد الرحمن والمحامية اللبنانية بشرى الخليل التي تترافع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وذلك بعد بداية جلسة المحاكمة بأقل من عشر دقائق.
وكان رئيس المحكمة قد طلب من السيدة الخليل الالتزام بقواعد وأصول المحاماة, وعندما حاولت الخليل الاستيضاح من القاضي عن سبب توجيهه لهذه التعليمات رفض السماح لها بمناقشته".
وأمام إصرار السيدة الخليل على الحديث وقعت مشادة كلامية بينهما تدخل خلالها الرئيس السابق صدام حسين معترضا على عدم إتاحة القاضي الفرصة للمحامية بالتحدث.
وتطورت الاحداث بسرعة بعد ذلك حيث قامت السيدة الخليل بنزع روب المحاماة والقت به وسط قاعة المحكمة بإتجاه القاضي وتركت بعد ذلك القاعة وخرجت.
وطرد رئيس المحكمة القاضي رؤوف عبد الرحمن محامية الدفاع بشرى الخليل إثر تلاسن بين الطرفين.
وتدخل صدام موجهاً كلامه إلى رئيس المحكمة قائلاً "أنها فوق رأسك"، ليعاود التذكير مجدداً أنه رئيس العراق.
وقد بدأ القاضي بعد ذلك في الاستماع الى شاهد الدفاع الاول عن المتهم عواد البندر رئيس محكمة الثورة المنحلة، بينما قدم شهود آخرين اعتذارات مكتوبة يرفضون فيها الشهادة لعدم توفر معلومات لديهم عن حادث الدجيل، ما دفع القاضي عبد الرحمن الى تنبيه فريق الدفاع بعنف ولهجة شديدة.
وتلا طه ياسين رمضان نائب الرئيس المخلوع مداخلة مكتوبة انتقد فيها الاجراءات التي تتبعها المحكمة تجاههم, لاسيما مقابلات المتهمين مع موكليهم المحامين الذي قال رمضان انه يتم من وراء ستار بلاستيكي, الأمر الذي افرغ هذا الحق القانوني للمتهمين من محتواه على حد قوله.
واعتبر قيام رئيس المحكمة بتوجيه الاتهامات رسميا لهم بعد نحو ستة اشهر من بد المحاكمة في 19/ تشرين اول الماضي اشارة لاصدار الحكم ضدهم.
يذكر أن الرئيس العراقي السابق يحاكم وسبعة أخرين من أعوانه في أحداث قضية الدجيل التي حدثت عام 1982.
وتخصص الجلسة 27 من محاكمة قضية الدجيل التي راح ضحيتها 148 شيعياً إثر مزاعم عن محاولة اغتيال صدام عام 1984، لإكمال الاستماع إلى شهود الدفاع.
وبدأ شاهد النفي مرشد محمد جاسم في الإدلاء بإفادته أمام المحكمة وبحضور جميع المتهمين.
وعلى خلاف العادة، لم يدل الشاهد بإفادته من خلف ستار..
وتناوب المتهمون، من بينهم عواد البندر وبرزان التكريتي، في استجواب شاهد النفي الذي قال إن محكمة الثورة تعاملت بإنصاف مع المتهمين في قضية الدجيل.
ومنع رئيس المحكمة الشاهد من مصافحة البندر.
وأبدى العضو المصري في طاقم الدفاع احتجاجه القوي على طرد المحكمة للمحامية الخليل قائلاً إنه تجاوز خطير على هيئة الدفاع وحقوق المحامين.
واستشاط غضب محامي الدفاع إثر تدخل الإدعاء العام.
وبرر القاضي طرد المحامية بالاستناد إلى أحكام القانون.
وأشتكى طه ياسين رمضان من سوء الأوضاع التي يعاني منها المتهمون منها وضع حواجز عند لقائهم بمحاميهم وتحديد أماكن جلوس طاقم الدفاع في المحكمة، وأخيراً وليس أخراً، طرد المحامية بشرى.
وأضاف قائلاً إنه لا يثق بهذه المحكمة التي وضعها "الأسياد لان الجهة التي أسرتنا هي من شكلتها."
وبدوره أنتقد برزان التكريتي عدم السماح بدخول وزير العدل الأمريكي الأسبق رامسي كلارك، الذي يتكبد مشقة الحضور من الولايات المتحدة لحضور الجلسات، إلى قاعة المحكمة بحجة ضيق المكان.
ولاول مرة بدا برزان هادئاً وهو يتلو مداخلته التي لم تخرج في اطارها العام عن الملاحظات التي اوردها طه ياسين رمضان، وزاد عليها برواية الخلافات بينه وبين من تولى بعده رئاسة المخابرات العامة في اشارة الى فاضل البراك الذي اعدم هو الاخر بتهمة التجسس فيما بعد، كما تطرق برزان ايضا الى تردي وضعه الصحي.