 |
-
"الفضيلة" بين التسمية و الواقع
الفضيلة بين التسمية و الواقع
كتابات - عارف السيد
من المفروف إن العناوين و المسميات التي ينظوي تحتها أي تجمع يجب أن يعكس هوية و إتجاه و أخلاقية هذا التجمع فحين نقول المحافظين فإن المنتمين و المنضويين تحت هذا المسمى من المؤكد لديهم روحية هذا النهج و أفكاره المرسومة و فق أيديولوجية قوامها التأسيسي و عندما نقول الديمقراطيين ينطبق نفس القياس و هكذا باقي التسميات.
الغريب ما يحدث على أرض الغرائب. أرض العراق التي أبتلى أبناؤها بعشرات الأحزاب و الحركات التي جاءت بأسماء و عناوين دينية بغية الاستئثار بقبول أفراد الشعب و كسبهم لصالحها و انخراطهم فيها في الوقت الذي لا وجود لأية علاقة ما بين الأسم ( العنوان) و النهج العملي لتلك الأحزاب.
الأمر الذي دفعنا لمثل هذه المقدمة ما سمعناه اليوم على شبكات الإعلام من إن حزب الفضيلة الذي يحضى بقاعدة واسعة جداً في محافظة البصرة يهدد بقطع النفط و منع تصديره من ميناء البصرة على خلفية النزاع على النفوذ مع الحكومة الجديدة لاسيما و إن عمال النفط كما يدعي الناطق بإسم الحزب أغلبهم من الموالين للحزب و قد يقومون بالأضراب عن العمل لعرقلة الصادرات.
الجميع يعلم إن ( الفضيلة) تعريف لقيمة سامية نادى بها الله عز و جل و أكدها سيد الخلق الرسول الكريم (ص) في أكثر من مناسبة لما تحمله من خير للعباد جميعاً ناهيك مما يترتب عليها من أفعال انسانية رائعة تبعد الشر و تقرب النفوس فمن المفترض على الجمع الذي إتخذ هذه التسمية القدسية الرائعة ( الفضيلة) أن يتحلى أعضاؤه بكل ما هو خير و مصلحة لأبناء الشعب و أن يكون دأبهم الدائم هو العمل من أجل تقويم الفضائل و نبذ كل الرذائل. و لكن الذي يحدث فعلاً عكس ذلك. فما هو تفسير هذا الفعل اللامقبول بكل القياسات الاجتماعية و السياسية و الاخلاقية و الذي لا يصب إلا في خانة الإرهاب الذي نعاني منه الآن و يعكس اللامسؤولية الوطنية التي نحن في أحوج الضروف بتوفرها لدى كل الأطراف السياسية حتى يمكن لنا الخروج من دوامة الصيرورة الخطرة التي نمر بها...؟
أما الأجدر بهذا الحزب أن يعمل و بدافع ( الفضيلة) التي يتسمى بها على حل و إزالة العقبات و المعوقات و المشاكل الحياتية التي يعاني منها أبناء العراق بتوفير الوقود من نفط أبيض و غاز و بنزين و هي ضمن القطاع المهم الذي يدعي إنه يقع تحت نفوذه. أما ينظر أصحاب هذا الحزب لعلب النفط المبعجة التي يشتريها عباد الله في السوق السوداء بمبالغ خيالية و قنينة الغاز التي وصلت العشرون الف دينار عراقي و لتر البنزين الذي يباع بأكثر من الف دينار.
أما كان حري بالفضيلة و أعضائها أن يشمروا عن سواعدهم لخدمة أبناء هذا الشعب المساكين بالتفضل عليهم بدافع نكران الذات بالمساهمة في توفير أموال بلدهم و الحرص عليها لا أن يبددوها لأغراضهم الشخصية و الشواهد كثيرة و كثيرة جداً و الأدلة واضحة وضوح الشمس و أبناء البصرة أول من تكلموا عنها لما يفعله أبناء هذا الحزب الذي كنا ننشد فيه خيراً لاسيما و إن القائمين عليه شخصيات معروفة و ذات شأن ديني رفيع، فمن حقنا أن نتساءل ماذا يفسر هذا الموقف النرجسي و التفرد الغير مقبول الذي لايصب إلا في خانة الأعداء و مقتنصي فرص الاستحواذ و وضع اليد على ما ليس لهم، و ما هذه الاحقية التي حازوها لأنفسهم بالقدرة على التحكم في شريان البلد الوحيد و عصب الحياة له لا نقول إلا أن يعود أبناء هذا الحزب إلى رشدهم و أن ينظروا للأشياء على حقيقتها و أن لا يُملكوا أنفسهم ما لا يُملك لأحد و أن لا ينصبوا أنفسهم أوصياء على ما لا يحق لهم و أن لا يبدون كالأشقياء يطالبون بالأتاوات إن ضاق الضرف بهم فهذا نفط العراق و ليس نفط المالكي أو الشهرستاني فالنفط العراقي ملك الشعب العراقي و ليس لأحد.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |