بعد الزرقاوي.. "المقاومة النظيفة" في دائرة الضوء

بغداد- أنس العبيدي- إسلام أون لاين.نت





تسجيل مصور يظهر الزرقاوي في تدريبات على السلاح

تباينت وجهات نظر المحللين السياسيين والمسئولين في الحكومة العراقية حول مستقبل المقاومة ضد قوات الاحتلال بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي.

فما بين متنبئ بزوال العمليات التي كان يقوم بها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتواصلها، إلا أن الطرفين ما زالا على يقين أن أعمال المقاومة ضد القوات الأمريكية لن تتوقف خلال المرحلة المقبلة، ولكنها ستتحول إلى ما يمكن أن يصبح مرحلة "المقاومة النظيفة" التي تتيح للفصائل العراقية المسلحة التي تتبنى مقاومة المحتل كهدف رئيسي أن تبدد الخلط القائم في العراق بين مقاومة المحتل والإرهاب.

ويتوقع المحلل السياسي" هاشم الحبوبي" في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن يكون اختفاء الزرقاوي من ساحة المقاومة له تأثير إيجابي على الأطراف السياسية في العراق، بحيث تقدم حلولا جادة لحل المشكلة العراقية، بعد أن كانت تلقي بمسئولية تدهور الأمور على جماعة الزرقاوي خلال السنوات الثلاث الماضية وحولت ما يفعله إلى أسطورة يصعب على الحكومة مواجهتها.

ويؤكد الحبوبي على أن المقاومة العراقية، على خلاف مع القاعدة، ويرى أن "المقاومة ستسعى لإظهار عمل نظيف أمام الرأي العام العراقي والعربي مقاوما للمحتل"، مشيرا إلى رفض العديد من هذه الفئات خلال وجود الزرقاوي الاشتراك مع القاعدة في مجلس موحد للمقاومة؛ حيث اتضح أن لكل منهم أهدافه وإستراتيجياته.

في المقابل، يذكر "الحبوبي أنه بالرغم مما يمثله الزرقاوي لتنظيم القاعدة بالعراق من أهمية وزعامة، فإن الزرقاوي لكونه ليس عراقيا أعطى للتنظيم عوامل ضعف في القيادة. ويؤكد أن تولي عراقي قيادة التنظيم قد يؤدي إلى متغيرات كبيرة، داعيا إلى مراقبتها للتعرف على نتائجها في الفترة القادمة.

ويشير "الحبوبي إلى أن ثلاث سنوات من عمل القاعدة بالعراق جعلت التنظيم يتحسب لاختفاء الزرقاوي. ويتوقع أن يحتاج التنظيم إلى وقت لكي تظهر شخصية بديلة لقيادته ليس على مستوى قيادة المجموعة فقط، بل على مستوى تقبلها من المقاتلين؛ من أجل امتداد نشاط التنظيم مرة أخرى والحصول على عمق جماهيري له من جديد.

المقاومة والإرهاب

ويرى مراقبون أن قوات الاحتلال وسياسيين عراقيين كانوا يسعون جاهدين لإضفاء صفة الإرهاب على المقاومة العراقية، على خلفية عمليات تستهدف مدنيين ومؤسسات عراقية كان يتبنى بعضها تنظيم القاعدة، فإن الفرصة أصبحت مواتية الآن أمام الفصائل الوطنية لوأد هذا المخطط وإزاحة الستار عنه وتبديد الخلط المتعمد بين مقاومة العراق والإرهاب.

ويتوقع هؤلاء أن مقتل الزرقاوي لن يؤدي إلى انحسار العمليات العسكرية بالعراق، مبينين أن الكثير من الفصائل المسلحة لا يرتبط مع تنظيم القاعدة في توجهاته وأسلوب عملياته وأهدافه وتوجه أعماله ضد قوات الاحتلال.

ويوضح المحلل السياسي "نزار السامرائي إلى أن القاعدة فقدت بعض رصيدها على مستوى الشارع لعدم طرحها المشكلات العراقية، ويشير إلى ممارسة عناصرها هجوما على مواطنين من الشيعة ومدنيين عراقيين. ويذكر أن اتباع القاعدة لهذا النهج جعل عناصر الاستخبارات الأمريكية والعراقية تجد سهولة في الوصول إلى عناصرها خاصة مع عظم المبلغ الذي رصدته الولايات المتحدة للقبض على الزرقاوي والذي يصل إلى 25 مليون دولار، في وقت كانت الحكومة العراقية على استعداد لإضافة أسفار إلى هذا الرقم من أجل التخلص من الزرقاوي.

وأضاف "السامرائي" لقد فصل الكثيرون بين حركة المقاومة العراقية وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وأكد أن الخلط بين الأمرين عمل مقصود من الحكومات العراقية السابقة والإدارة الأمريكية الذين يعتبرون كل قوات المقاومة جماعات إرهابية.

وفي سياق متصل أعلن إبراهيم الشمري المتحدث باسم الجيش الإسلامي بالعراق أن تنظيمه سيواصل عمله في مقاومة القوات المحتلة والدفاع عن العراق وأهله، مع رفضه لمبدأ التفاوض مع القوات الأمريكية. وأضاف "الشمري" في حديث لقناة "الجزيرة" الخميس 8-7-2006: "نحن لا نعترف بالاحتلال ولا بآلياته والتي منها الحكومة، وإننا سنقاوم ونستمر بالمقاومة"، وأكد رفضه لما وصفه بعملية تزوير الدستور والانتخابات الأخيرة، مشككا بشرعية الحكومة الحالية بظل الاحتلال.

وأكد مجلس شورى المجاهدين على موقع إسلامي وقَّعه أبو عبد الرحمن العراقي نائب الزرقاوي نبأ مقتل الزرقاوي، ومتعهدا باستمرار مقاومة الاحتلال الأجنبي للعراق.

على صعيد آخر، يرى السامرائي أن مقتل الزرقاوي سيعزز مكانة الحكومة العراقية الوليدة بقيادة نوري المالكي، خاصة أن الحكومات العراقية الثلاث التي توالت منذ احتلال العراق فشلت في القضاء على "أسطورة الزرقاوي".