ماذا وراء تآكل العرب؟


بقلم: فهمي هويدي

إذا ما ألقى المرء نظرة فاحصة على المشهد العربي فسوف يروعه لأول وهلة ما تقع عليه عيناه، إذ يرى أمامه أمة تذوي وتتآكل ماديا ومعنويا، على نحو غير مسبوق، وتلك كارثة لا ريب، أما الكارثة الأكبر فان ذلك يحدث أمامنا ونحن لاهون أو ساكنون.

1) استفزني ما قرأته ذات صباح للكاتب الأمريكي توماس فريدمان من انه بعد احتلال العراق «بات لدينا الآن الولاية رقم 51 ذات الـ23 مليون نسمة، وقد تبنينا للتو طفلا يدعى بغداد« (الشرق الاوسط ــ 5/5). ولا أعرف إن كان صاحبنا هذا قال ما قاله عن استعلاء أو عن جهل، أو عن الاثنين معا. فهذه «الولاية« الجديدة التي ادعى دخولها في العصمة الامريكية، وذلك الطفل الذي تبنته الولايات المتحدة في آخر الزمان، يمثلان عناوين عريضة في سجل الحضارة الانسانية، حتى كانت بغداد عاصمة الدنيا قبل عشرة قرون من ميلاد الولايات المتحدة ذاتها، التي لم تكن شيئا مذكورا قبل 250 عاما. الاسلوب الذي تحدث به المعلق الامريكي يعكس نظرة وطريقة تفكير تيار المتطرفين النافذ في السياسة والادارة الامريكيتين. وهو تيار لا يقيم للعرب وزنا ويتعامل معهم باستعلاء وازدراء شديدين، معتبرا ان ما يعنيه في المنطقة أمران، النفط واسرائيل. وهو ما عبر عنه صراحة الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون في كتابه «انتهزوا الفرصة«. هذا التيار يعتبر اسرائيل حليفا وشريكا، بينما تعامله مع العالم العربي تحكمه في أحسن فروضه رؤية فوقية وأبوية، تمارس الوصاية والتأديب، ولا تقبل منه سوى الركوع والانصياع. وهو ما تجلى في اصدار الكونجرس قانوني «سلام السودان«، و«حرية العراق«، وتبنى بعض أعضائه مشروعا ثالثا لـ «محاسبة سوريا«، في حين وقع أكثر من 400 عضو مذكرة طالبت الرئيس بوش بعدم «الضغط« ــ مجرد الضغط ــ على اسرائيل لكي تقبل «خريطة الطريق«. هو ذاته التيار الذي ألقى بكل ثقله لغزو العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل (التي فشلت الادارة الامريكية في اثبات وجودها)، في حين غض الطرف عن اسرائيل التي تملك سلاحا غير تقليدي يفوق بقوته الفتاكة أكثر من سبعة أضعاف السلاح الذي لدى العرب (يديعوت أحرونوت 15/4/2003). العالم العربي عندهم بقعة جغرافية، أو مكان خارج التاريخ، أما المكانة فهي حظ اسرائيل، التي يعتبرونها في قلب التاريخ وشريكا في صناعته. مفترون وظلمة هم لا ريب، ومتآمرون ما في ذلك شك. لكن العرب ليسوا مظلومين بالمطلق، ولا كل الذي أصابنا كان بفعل المؤامرة. وإذ لا ينكر انهم بذلوا الكثير لتوهين العرب واخضاعهم، الا اننا يجب ان نملك شجاعة الاعتراف بأن بعض الوهن من جانبنا كان تفريطا منا، وليس كل ما أصابنا كان رغما عنا ومفروضا علينا، وإذا كانوا قد أرادوا لنا ان نبقى في حدود الجغرافيا، ونخرج من التاريخ، فينبغي ألا ننسى اننا حررنا بأنفسنا في مجالات عدة شهادة الاستقالة من الاثنين!

(2) يوم السبت قبل الماضي (24/5) نشرت صحيفة «أخبار اليوم« مقالا احتل كل مساحة الصفحة الاولى حول التعليم في مصر، كتبه رئيس تحريرها الاستاذ ابراهيم سعدة، تحت عنوان «اعترافات د.حسين كامل بهاء الدين«، وتصدرت المقال صورة رسمت للوزير لخصت المقال. حيث ظهرت خلفه لافتة كتبت عليها كلمة «التعليم«، ووقف هو ممسكا بشهادة بينت درجات الامتحان، التي لم تكن سوى صفر كبير. ورغم ان المقال كان تصويرا لمشهد اعتراف تخيله الكاتب. فإن برنامجا تليفزيونيا بثته قناة «دريم« في اليوم التالي أجرى استفتاء حول مضمونه، فأكد 96% من المشاهدين صحة ما أورده من معلومات، وبالتالي عدالة العلامة التي حصل عليها الوزير! سؤالان تبادرا إلى ذهني حين طالعت المقال، الاول هو: لو ان الاستاذ سعدة واصل الكتابة عن الانشطة والمجالات الاخرى. فما هي يا ترى العلامة التي يمكن ان يحصل عليها كل وزير؟! أما السؤال الثاني فهو: هل هذه العلامة من نصيب وزير التعليم المصري وحده، ام ان الكارثة أكبر والبلوى أعم، والمشكلة عربية وليست مصرية فقط؟ لن أخوض في اجابة السؤال الأول، لأسباب عدة أحدها ان ذلك قد يجرنا الى حديث مطول عن الشأن الداخلي المصري، وذلك له مجال آخر. أما السؤال الثاني فهو أقرب الى السياق الذي نحن بصدده. مرجعي في الاجابة عن السؤال هو ذلك الكتاب المهم الذي صدر في القاهرة قبل أشهر قليلة بعنوان: «التعليم العلمي والتكنولوجي في اسرائيل« للدكتورة صفا عبدالعال، وهو أحدث شهادة عربية تضمنت عرضا لما حققته اسرائيل في ذلك المجال، مع اشارات مقارنة لأوضاع العالم العربي، الامر الذي يجيب ضمنا عن السؤال: كيف يسعون لاستيفاء عناصر البقاء في التاريخ، وكيف تقاعس العرب حتى هيأوا لأنفسهم أسباب البقاء خارج التاريخ؟ من المعلومات التي أوردها الكتاب ما يلي: * قبل أن تقوم دولة اسرائيل على أرض فلسطين عام 1948، أقام الصهاينة مؤسسات وبرامج التعليم والبحث والتطوير التكنولوجي ، فأسسوا جمعية الثقافة والعلم سنة 1819م والجامعة العبرية بالقدس (عام 1918) ومعهد التخنيون (الهندسة التطبيقية) عام 1924م، ومعهد وايزمان للعلوم عام 1925م. * تخصص اسرائيل للبحث والتطوير حوالي 2.3% من دخلها القومي، وهي من أعلى النسب في العالم، وتبلغ تكلفة الفرد في سن التعليم حوالي 2500 دولار في السنة، في حين انها لم تتجاوز في المتوسط 350 دولارا فقط في العالم العربي (لا تزيد التكلفة على 1300 دولار في الدول الخليجية النفطية). * في عام 1995 نشر العلماء الاسرائيليون عشرة آلاف و206 أبحاث. في حين بلغ اجمالي البحوث المنشورة للباحثين والعلماء العرب في العام ذاته، 6665 بحثا، وبذلك يكون ما نشرته اسرائيل حوالي ضعف ما نشره العالم العربي بأسره. كما ان ما أنجزته الجامعة العبرية وحدها يفوق ما أنجزته الجامعات العربية كلها. * في عام 1977 سجلت البلدان العربية 188 علامة تجارية لبراءات الاختراع (توزعت على أربع دول هي المغرب وسوريا والجزائر والسعودية) بينما وصل عدد البراءات المسجلة في اسرائيل الى 1266 علامة. * في الحقبة الممتدة من اوائل الثمانينيات حتى اوائل التسعينيات حققت اسرائيل قفزتها التكنولوجية في القطاعات المرئية والعسكرية. وتركزت تلك القفزة في ثلاثة مجالات رئيسية هي، تكنولوجيا المعلومات والالكترونيات الدقيقة (منتجات ذلك القطاع مثلت 30% من جملة الصادرات الصناعية المصدرة من اسرائيل عام 96، وهي نسبة أعلى من الدول الصناعية السبع) وتكنولوجيا صناعة الفضاء ــ وتكنولوجيا الصناعات العسكرية.

(3) لعلنا لسنا بحاجة الى أن نقف طويلا أمام اجابة السؤال: لماذا يذوي العالم العربي ويتآكل، وانما الذي يهمنا في السياق الذي نحت بصدده هو كيف؟ قلت في البداية ان التآكل حاصل على الصعيدين المادي والمعنوي. واذا أردت ان تتحقق مما هو مادي، فما عليك الا ان تبسط الخريطة أمامك وتطوق بعينيك أرجاء الوطن العربي من أقصاه الى أقصاه، وأحسب انك لن تخطىء في ملاحظة ما يلي: * ان الاحتلال الاسرائيلي جاثم في فلسطين، ولايزال يساوم الفلسطينيين ويذلهم لكي يسمح لهم بإقامة دولة هزلية على 6% من مساحة وطنهم التاريخي. * ان العراق انتزع من الرقعة العربية وأصبح تحت الاحتلال الامريكي البريطاني المباشر، ويراد له ان يخاصم محيطه العربي وينفتح على اسرائيل، ويلحق بالمركبة الامريكية على النحو الذي رأيت قبل قليل، ثم ان محاولات تفتيته جارية على قدم وساق على الاقل فيما بين العرب والاكراد وبين السنة والشيعة. * اسرائيل تتحدث عن حلف بغداد جديد يضم معها الاردن والعراق. * السودان تلوى ذراعه لكي يدخل بالتدريج في بيت الطاعة الامريكي، عبر دعم واشنطون لرجل الغرب ومجلس الكنائس العالمي جون قرنق، الذي يهيىء الجنوب للانفصال، مطالبا بعملة مستقلة وبنك مركزي خاص، وبنصف مقاعد الحكم في الخرطوم. وثمة قانون أمريكي يعاقب حكومة الخرطوم اذا لم تستجب لما يريد! * في الخليج أصوات عالية تدعو الى الطلاق من العروبة، ولهذه الاصوات تأثيرها في توتير علاقة أغلب دول الخليج مع الجامعة العربية. حتى امتنع بعض تلك الدول عن دفع حصتها في الالتزامات المالية للجامعة. * ليبيا جمدت عروبتها (الليبيون يقولون انهم أجلوا فقط انسحابهم من الجامعة العربية)، والتحقت بالمحيط الافريقي، والعقيد القذافي أعلن في تونس (في 23/5) سحب رهانه على القومية العربية وتعلقه بالامل الافريقي، ودعا «اخوانه العرب« للالتحاق به. * الجزائر التي دفعت أكثر من مليون شهيد ثمنا للدفاع عن هويتها واستقلالها بدأت تنتكس وتتآكل من الداخل، فقد بدأت تنسحب بشكل تدريجي من عروبتها، التي أصبحت مسبة يرمى بها البعض، حيث باتوا يتهمون بأنهم «بعثيون« ــ وتلك الآن جريمة لا تغتفر ــ وهي تعاني من تعاظم دور اللوبي الفرانكفوني، ومن استقواء متطرفي البربر الذين لم يعودوا يخفون رفضهم للعروبة والاسلام معا. وبعدما كانت العربية لغة رسمية للدولة، أصبحت البربرية «ضرة« لها كما قيل بحق، وصارت الجزائر تتكلم بلسانين. وفي كل الاحوال فقد توقفت مسيرة التعريب، بعدما وجه اليها الفرانكفونيوم ضربة قاضية. * موريتانيا بعثت برسالة الانسلاخ النسبي حينما أعلنت فجأة وبغير مقدمات ومن دون أي مبرر اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، وأصبحت الدولة الوحيدة في المغرب «العربي« التي ذهبت الى ذلك المدى، واتخذت تلك الخطوة رسميا. * فضلا عن كل ما سبق، فقد انتشرت القواعد الامريكية في أرجاء العالم العربي على نحو لم تعرفه في تاريخها، وسط قبول مذهل من جانب بعض النخب العربية، وهو أمر حافل بالدلالات، التي من بينها كون تلك القواعد من تجليات التآكل المادي (باعتبار ان القاعدة تعد أرضا أمريكية) ناهيك عما تدل عليه من تآكل سياسي. لا نستطيع ان نسمي ما سبق انحسارا أو انكسارا، وانما هو تآكل بالمعنى المادي للكلمة، بعضه سلخ والبعض الآخر انسلاخ، الامر الذي يضيف الى الاستقالة من التاريخ التي أشرنا اليها، استقالة تدريجية من الجغرافيا!

(4) هذا التآكل المادي استصحب تآكلا آخر بالغ الخطورة على الصعيد المعنوي، كنت قد وصفته في مقال سابق (نشر في 6/5) بأنه أم «الكوارث«. وعنيت به تلك الهجمة الشرسة التي استهدفت تقويض كل ثوابت الامة وقيمها. والتبشير بالهزيمة والانبطاع أمام الولايات المتحدة واسرائيل، بدعوى «الواقعية« والتعامل مع مستجدات العصر ومتغيرات خرائط المنطقة. ما يدهشني في هذا الجانب من المشهد ليس مجرد العداء لثوابت الامة وقيمها النبيلة، فأولئك الاعداء كانوا موجودين على الدوام، ولكن مبعث الدهشة هو تلك الجرأة التي صاروا يتمتعون بها. بحيث أصبحوا يجهرون بمواقفهم الداعية لاقتلاع الثوابت وإهدار القيم على صفحات الصحف ومن خلال قنوات البث التليفزيوني والاذاعي، الامر الذي أضفى على خطاباتهم شرعية نسبية، وجعل من ارتكاب الفاحشة السياسية أمرا عاديا تألفه الأذن والعين. قرأت يوم الثلاثاء الماضي (27/5) افتتاحية تصدرت الصفحة الاولى لاحدى الصحف العربية دعا فيها الكاتب الى ضرورة الدخول في سياق الارتماء في الاحضان الامريكية، بعد زوال ما سماه بـ: «الحاجز النفسي« الذي كان يحول دون الاحتفاظ بعلاقة متميزة مع واشنطون، وانتقد الكاتب بلاده لأنها استنزفت جهودها خلال العقود الاربعة الماضية في اطار العلاقات العربية العربية، قائلا انه آن لها ان تجدد في سياستها، وتتجاوز تلك الدائرة لكي تجرب حظها في الالتحاق بالمركبة الامريكية. هذه الفكرة أصبحت محورا لخطاب عالي الصوت في الاعلام العربي، يقول بصريح العبارة: كفاكم مراهنة على العرب والعروبة، واتركونا نجرب حظنا مع الولايات المتحدة ونلتحق بثقافة «العالم الحر«. وهذا المصطلح الاخير الذي روجت له المخابرات الامريكية في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتضييق الخناق على الاتحاد السوفيتي ودول «الستار الحديدي«، عاد للظهور مجددا في خطاب الابواق الامريكية في الاعلام العربي. في النموذج العراقي وجدنا شخصيات عراقية استجلبت من الخارج على الدبابات الامريكية، لكي تحتل مراكز القيادة في العراق «المحرر«. وأفاضت وسائل الاعلام في تقديم تلك الشخصيات، التي عرفنا ان بينها من اعدتهم وربتهم المخابرات المركزية الامريكية، كما عرفنا ان هناك آخرين رعتهم ومولتهم الخارجية الامريكية، أمثال هؤلاء جيء بهم في أفغانستان بعد «تحريرها« من حكم طالبان. وفي الحالة الفلسطينية قرأنا ان ثمة قيادات احتلت مواقعها لأن الامريكيين يفضلونها، وثمة قيادات أخرى في حكومة السلطة «الوطنية« سلمت حقائب بذاتها بناء على رغبة اسرائيلية، وبمضي الوقت ألفت اسماعنا مثل هذه الاخبار المذهلة، كأنها أشياء عادية، لا غضاضة فيها ولا غبار عليها. الامر الذي أضفى على العملاء شرعية نسبية، وجعل الولاء لغير الوطن قيمة ترفع من شأن المرأ وترشحه لمواقع الصدارة والقيادة. وإذ انقلبت المعايير على ذلك النحو المشين، فإن ذلك أنعش دوائر العملاء والمهزومين الذين لم يكفوا عن هجاء العرب والعروبة وازدراء حلم الامة في الوحدة والحط من شأن مناضليها الذين وصفوا بأنهم «حربجية« وتحقير العمل الاستشهادي ووصفه بأنه انتحاري (الامريكيون أعطوا تعليمات أخيرة باعتباره قتلا، ولن نعدم استجابة سريعة من جانب المتعاونين في اعلامنا تصف الشهداء بأنهم قتلة)، أما الجهاد فقد صار في خطابهم عملا مشينا يتعارض مع قيم ثقافة العالم الحر. واما اسرائيل فلم تعد غاصبة ولا محتلة، وانما غدت قوة اقليمية مهمة يفترض احتضانها ومن الضروري ادماجها في «النظام الاقليمي«، ومن الطبيعي والامر كذلك ان تصبح مقاومة احتلالها (المزعوم؟!) عملا غير حضاري، يتعين البراءة منه والاقلاع عنه، حتى لا تعكر صفو السلام، ونصبح مؤهلين للانخراط في ثقافة العالم الجديد!

(5) يكاد المرء يستسلم للاكتئاب والاحباط، من جراء الغم الذي ينتابه وهو يرى تلك الصور المفجعة للمشهد العربي، لكن ما ان تقع عيناه على أخبار العمليات الاستشهادية الباسلة في الارض المحتلة، والمقاومة الشجاعة في مدن العراق، حتى تعود اليه الروح، ويشعر ان يدا قوية انتشلته من السقوط في هوة اليأس. إذ لا يلبث ان ينتبه الى حقيقة ان هؤلاء الابطال المجهولين، الذين يتصدون للاحتلال في فلسطين والعراق، هم الوجه الحقيقي للامة، المحجوب والمطموس. أما اولئك الذين يحتلون المنابر والواجهات مبشرين بالهزيمة وداعين الى الانبطاح، فهم ليسوا سوى قشرة فاسدة طفت على السطح في ظروف بائسة. ولأنه لا يصح الا الصحيح، فإن هؤلاء الاخيرين وما يمثلونه، وإن استعلوا واستكبروا في غفلة من الزمن، فإن مآلهم مزبلة التاريخ، عاجلا أم آجلا. ان المستقبل يصنعه الشهداء واضرابهم من أهل الصمود والمقاومة، وليس العملاء والمهزومون. وطالما ان الاولين لايزالون يثبتون حضورهم بيننا حينا بعد حين، فإن ثقتنا بالمستقبل ستظل بلا حدود ــ وهي ثقة نابعة من ايماننا بأن الله ينصر من ينصره، وان الله أكبر من كل كبير.