المحاصصة ... واشكاليه بناء الدوله



كتابات - عارف السيد



ان السجال الدائر في اروقة قصر المؤتمرات حول الخروج من هذا المأزق الخطر الذي وضع الفرقاء السياسيون العراقيون انفسهم فيه هو نتيجة حتمية لاعتمادهم اسلوب عقيم (المحاصصه) الذي لن يتمخض الا عن انجاب وليد مشوه , اعرج وبعين واحدة مصابه بالرمد ، فهو لم يتمكن من السير بالسرعة المطلوبة التي يجب ان ينطلق بها في مثل هذا الظرف الصعب الملح للحاق بما فاتنا نتيجة العقبات والمصائب التي المّت بنا وسوف تكون رؤيته مشوشة لا نستطيع ان نميز الامور بحقيقتها حتى يمكن لنا ان نستقرئ واقع الحال بدقة ونستوضح وضعنا لنعرف الانجع من قرارتنا المتخذه .

ان الفرقاء السياسيون العراقيون ونخص بذلك اولئك المنتمين الى احزاب الدين السياسي اغفلوا امراً مهماً في اعتمادهم الولاء الفرعي على حساب الولاء الرئيسي (الوطن ) واتخاذهم الانتماء الحزبي والمذهبي كأنهم العوامل المتبناه لتشكيل الحكومة لبلد تهف به الأعاصير من كل اتجاه وتفضيلهم المصالح الحزبية والمذهبية على حساب المصلحة الوطنية لهو امراً غريب وخطير سيؤدي لا محاله الى تشكل حكومة مفككه ليس لها هم سوى المصالح الشخصية والضيقة غير مكترثة للمصلحة العامة المتمثلة بتطلعات الشعب لتسهم في زيادة معاناته التي فاقت حد التحمل .

ان المشكلة الحقيقة ليست في الدين بل بأولئك الذين جعلوا الدين وسيلة لتحقيق مآرب رخيصة ولكن خدمتهم الصدفة خدمهم الظرف فأستغلوا الطبيعة الديموغرافية للبيئة العراقية فأسس كل منهم حزباً او حركة تحت مسمى معين وراح بأول فرصة سنحت له ينادي بأسم الوطنية بالديمقراطية والاستقلال والحفاظ على وحده وامن البلد وحين وصل البرلمان عاد الى سترته الاولى التي يخفي في جيوبها براثيم الطائفية والمذهبية والفئوية التي لا يتنازل عنها ابداً وان ضاع العراق بما فيه ، وها نحن نراهم من غالبية برلمانية طائفية مدفوعة من قوة خارجية لا تريد خير للعراق غالبية همها الاستحواذ على حصة الاسد من المناصب و تكتيك سياسي و مناورة ذر الرماد في العيون التجأت الى اسلوب المحاصصة و تحت شعار كاذب (حكومه وحدة وطنية ) لتتفق مع باقي الكتل السياسية الاخرى على تشكيلها على مبدأ، ماهو لك .. وماهو لي ، وفق محاصصة مقيته وتقسيم ينطلق عن سوء النية للتفضل بالفتات من الكعكه العراقية الى باقي الاطراف الاخرى على اساس طائفي مرفوض ( سني و شعي و كردي ) بالاضافة الى الطوائف الاخرى كلاً بأسم طائفته لتبقى القوى الوطنية الحقيقية المتمثله بالقائمه العراقية الوطنية التي لا تعترف بالتقسيمات العرقية و الطائفية و التي تؤمن بأن العراقي عراقي بغض النظر عن اي انتماء اخر تراقب الوضع بحيره محرجة في تقبل هذا المنصب من ذاك المنصب مما يعرف عليها لانها مملوءه بالتوجس من هذا الوضع المقلق الذي سيقود البلد الى كارثه حتمية اذا ما لم يتم انقاذ الموقف والشروع بأناطه مهمه ادارة البلد لأناس هم عراقيين اولا ًواخراً وجعل مصلحه الوطن فوق اي مصلحه اخرى لترتيب الاوراق وفق الكفاءه والاستحقاق الوطني المبتعد عن كل المسميات الاخرى من طائفية و مذهبية و تحزبية .. وتبعية



al_saeed_3areef@yahoo.com