الخميني يجتاح بغداد والشوارع ترتدي عباءة الأئمة
بغداد ¯ د.ب.أ ¯ أف..ب: شهدت الضواحي الشيعية وسط العاصمة العراقية اقبالا شديدا على اقتناء صور للزعيم الايراني الراحل آية الله الخميني الذي توفي عام .1989 وذكرت تقارير صحافية ان الصور التي بيعت, ظهر فيها الخميني بمفرده او مع مراجع شيعية بارزة بينهم المرجع الديني الاعلى للشيعة في العراق اية الله علي السيستاني واية الله محمد الصدر الذي قتل على يد مخابرات الرئيس صدام حسين قبل خمس سنوات. وعلى الصعيد نفسه اقيمت في مدينة بابل على بعد 100 كيلو متر جنوب العراق مراسم خاصة لاحياء ذكرى وفاة الخميني وذلك لاول مرة منذ وفاته قبل 14 عاما ودعا الخطباء في كلمات لهم اثناء المراسم الى الاستفادة من النهج السياسي والديني للخميني وقيادته للثورة الايرانية كما ادانوا موقف صدام حسين ضد ايران. في غضون ذلك بدأت في بغداد عملية ازالة اثار صدام حسين في الاحياء وتغيير اسماء الكثير من الشوارع والمناطق التي تحمل اسمه باسماء شيعية. وبعد ازالة تماثيله ونزع صوره الضخمة وتمزيقها غاب اسم صدام حسين بعد 23 سنة من الحكم المطلق عن الكثير من الشوارع والميادين غير ان هذه الحركة ترافقت مع عودة اسماء لمراجع الشيعة الذين يشكلون اغلبية سكان العراق. وكان حي »مدينة صدام« الشعبي الذي يضم اكثر من مليون ونصف مليون نسمة اول من بدأ هذه العملية ليصبح اسمه »مدينة الصدر« رمزا لمحمد صادق الصدر الذي اغتيل سنة 1999 في النجف. اما »جسر صدام« اكبر جسور بغداد التي تربط ضفتي دجلة فقد اصبح اسمه »جسر الحسين« رمزا الى نجل الامام علي بن ابي طالب. واللائحة تطول في هذا السياق فقد اصبحت »جامعة صدام« مثلا »جامعة النهرين« في اشارة الى نهري دجلة والفرات. واتخذت هذه الحملة احيانا طابعا اخلاقيا دينيا لتطال شارع ابو نواس بحاناته المتناثرة على طول نهر دجلة قبالة القصر الرئاسي وبتمثال الشاعر الشهير وبيده كاسه اذ اصبح يطلق على الشارع اسم الامام المهدي. وفي حي المنصور ارقى احياء بغداد والذي قصفه الاميركيون في السابع من ابريل على امل القضاء على صدام حسين, عوض شارع الرسول (محمد) شارع 14 رمضان تاريخ اعلان الجمهورية في العراق والقضاء على الملكية(14 يوليو 1958). وتنفي الاحزاب السياسية التي تكاثرت في العراق مسؤوليتها عن هذه العملية .وقال مسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان »هذا خيار الشعب. وفي غياب حكومة كل يفعل مايريد«. واضاف احمد الخفجي »لسنا مسؤولين عن تغيير اسماء الشوارع والمواقع غير ان محو اثار صدام حسين امر جيد«. وفي المقابل لا تخفي بعض الاحزاب السياسية انها بادرت باطلاق بعض الشعارات التي تغطي الحيطان بما فيها واجهات مقراتهم معتبرا ان في ذلك مظهرا لحرية التعبير الوليدة في العراق. ومن هذه الشعارات »الموت لصدام« و»يسقط حزب البعث« و»صدام واعوانه الى مزبلة التاريخ« و»نعم للديموقراطية لا للطغيان«. وترافق هذه الشعارات اخرى مضادة للاميركيين منها »نرفض حكومة اميركية مفروضة على العراق« و»نعم لانسحاب فوري للقوات الاميركية« و»الموت للخونة«.
السياسة الكويتية 11- 6 - 2003