براغماتية السيد المالكى وتطلعات السيد الحكيم المؤجله !!



كتابات - ناصر الياسرى



قبل عدة اشهر وقبل ان يكلف السيد المالكى بتشكيل الوزاره العراقيه الحاليه حدثنى سياسى عراقى بارز كان المالكى قد زاره فى بيته قال هذا السياسى : لقد ادهشنى ابو اسراء بأطروحاته وخطابه الوطنى والذى يبتعد كثيرا عن خطابه الاعلامى فهذا الرجل يصلح ان يكون

قياديا ناجحا متى ما تحرر من القيود التى تقيده !!

حينها تسائلت وماهى تلك القيود ؟ اجاب محدثى من انه طرح هذا السؤال على السيد المالكى واجابه بما معناه انه ملتزم بخطاب الحزب الذى ينتمى اليه اولا ومن ثم ملتزم بأطروحات الائتلاف الذى يتحالف معه ومتى خرجت من هذه الدوائر سيكون خطابى مثل ماسمعته الان !!

ما سمعته من هذا السياسى اثبتته الاحداث فهاهو السيد المالكى وبعد ان اسندت اليه حقيبة رئاسة الوزراء تبنى خطا جديدا يبتعد فيه ردكالية حزب الدعوه وابوية الائتلاف الذى ينتمى اليه فلقد تحرر من كل القيود التى كانت تكبله وبرز وجهه الحقيقى الذى يبشر بميلاد سياسى عراقى جديد يمتاز بالبراغماتيه التى يحتاجها رجال السياسه فى بلد يمتاز بفسيفساء لا ينفع فيها الا الخطاب الوطنى الذى يبتعد عن تلك الخطابات الذى يدلوا بها ساسة الائتلاف وبعض من قيادى

السنه العرب .

ابتعاد السيد المالكى من شرنقة الحزب والائتلاف سيجعله هدفا للنقد من حلفائه الأ قربون فى الحزب والائتلاف معا وسيكون السيد الحكيم اول من يضع العصى بعجلة السيد المالكى !! فلاعجب من ذالك فالسيد الحكيم خرج من المولد بلا حمص فلا هو ربح رئاسة الوزراء ولا هو ربح وزارة الداخليه التى عول عليها كثيرا وبالتالى فقد ورقة الضعط التى كان يلوح بها فى وجهه الآخرين و بخروج ( بدر ) من لعبة التجاذبات السياسيه فقد السيد الحكيم آخر اوراقه !! ومن يلاحظ برنامج السيد المالكى الذى قدمه للبرلمان سوف يجد فيه مما يتقاطع مع كل اطروحات السيد الحكيم وائتلا فه وحتى حزبه

فالمالكى مع الغاء المليشيات مهما كان دورها وانتمائها

والمالكى يؤيد فتح الحوار مع من حمل السلاح دفاعا عن امتيازات كان يتمتع بها وليس دفاعا عن وطن محتل او قائدا اختفى فى جحر الجرذان وهذا ما اكدته الاحدات حينما تم بيع هذا القائد بخمسه وعشرين مليون دولار عدا ونقدا ومن اقرب مساعديه الذى اغدق عليهم ثروات العراق

والسيد المالكى ضد قانون اجتثاث البعث والذى طال البعثيون فى الوسط والجنوب بينما لازال بعثيو ابناء تكريت والرمادى والموصل يسرحون ويمرحون دون ان تصل اليهم يد الاجتثاث فهذا الاجتثاب موجهه لفئه معينه دون اخرى وهذا ما انتبه اليه السيد المالكى اخيرا وحاول ااصلاح

الخلل الذى لا يرضى قيادة الائتلا ف ولا السيد الحكيم

واخيرا استطاع السيد المالكى ان يسحب آخر اوراق السيد الحكيم بأعلانه ان اقامة الفدراليات فى الوقت الراهن هو اتجاه خطير يهدد وحدة العراق وبذلك ذهب احلام السيد الحكيم ادراج الريح فلا مملكه لآل الحكيم ولا هم يحزنون !! لهذا حمل السيد الحكيم كنانه واتجهه شرقا فلربما يجد بعض العزاء عند الاعزاء !!

هذا الطرح وهذا الخطاب الوطنى جعل الرئيس بوش ينحنى اجلالا لهذا الرجل الذى كان يبحث عنه كثيرا فوجده اخيرا و الذى ترك المذهبيه والمناطقيه خلف ظهره ليكون عراقيا يمثل كل العراقين .. يمثل السنه قبل الشيعه والأزدي قبل الصابئى والمسيحى قبل المسلم والكردى قبل العربي ليرسل رساله لكل العراقين مفادتها

أطمئنوا فأنا ليس مثل بعض ا لذين (سبقونى !! )