سقط النظام :
سقط النظام الصدامي البعثي الكافر و سقطت معه كافت المفاهيم الرجعية الدكتاتورية و استبشر الشعب العراقي بهذا الحدث الذي اعتبره الكثيرون مستحيلاً بعد ان راى اكثر المتفائلون ان هذا النظام خالداً .
نعم لقد كانت صدمة لم يولدها الحزن بل على العكس من ذلك ولدها الفرح . لقد زالت تلك الصخرة التي جثمت على صدور العراقين لثلاثة عقود من الزمن . ازدردت تلك اللقمة التي كانت تقف في البلعوم و تخنق الكلمة و تطبق على الانفاس وخرجت مدوية بصوت علاي سقط النظام سقط الصنم . و بين هول الصدمة و الفرحة الغامرة التي اجتاحت القلوب اطرب العراقيون و لكن هذه المرة من الحزن على تلك السنين التي فاتتهم و هم مستعبدون و غرباء على ارضهم متساءلين اين العراق اين بغداد اين البصرة اين الموصل اين مدن العراق التي كانت تعج بالحياة ....... للاسف لقد اصبح العراق ارضاً جرداء خاوية تذري عليها الرياح فاين المصانع واين و اين المعامل و البنوك و اين الرجال ما الذي حل بالعراق .
لقد اقتلعت الرياح العاتية اي غرس موجود على الارض الا ان الجذور كانت موغلة في اعماق الارض و ابت ان تقتلعها الرياح .
ان العراق وعلى مر التاريخ يأبى ان يستكين وينهزم فبذرة الحضارة التي بذرت و انبت و سنبلت و حصدت و عادت لتنمو في اراضي اخرى مكونتاً حضاراتِ اخرى ,ان هذه الحضارة لا زالت جذورها عميقة و راسخة و تابى ان تكون سهلة على الرياح العاصفة التي تريد ان تقتلعها وتميتها تلك الجذور راسخة في هذه الارض الخصبة و سوف تعود لتنبت مرتاً اخرى معيدتاً العراق الى سابق عهده و امجاده ليتبؤ مكانته التي يستحقها .