نفط الكرد للكرد ونفط العرب للكرد



كتابات - طالب العسل



ليس يُقصد بهذا العنوان التهكم والسخريه بل هو مجرد عنوان لمقال يحمل بين طياته شيئ من الحقيقه وتساؤلات ليست سوى بعض من تساؤلات العراقيين.

كركوك كرديه, كركوك كردستانيه, سنقاتل من اجل كركوك, العرب عنصريون, العرب شوفينيون, يجب طرد العرب الغزاة من ارض الأجداد, نريد بين 25الى 30 % من ميزانية الدوله, من حقنا استخراج النفط وتصديره حسب الدستور, لانستحي من علاقتنا بإسرائيل, كردستان المقسمه, معاهدة سيفر, هناك الكثير من المناطق الكرديه التي يجب ان (تُحرر)!! لازالت تحت سيطرة بغداد, لنا الحق في وزارة للخارجيه او مايمثلها, نحن نعيش على بحر من النفط , المعادن والثروات في كردستان لاتنفذ ابداً, سنصبح مثل دبي, يجب تعويض الكرد عن سنوات الحرمان, كردستان مفتوحه لكل اكراد العالم, يحق للتركمان العيش في كركوك ولهم الحق في الحكومه والبرلمان, التركمان حصان طرواده تركي, الآشوريون والكلدان لهم كل الحق في التحدث بلغتهم ولهم الحق في فتح المدارس الخاصه بهم, الفيليه اخوتنا ولكنهم يبالغون في نسبتهم السكانيه في العراق, يجب تفعيل قرارات مؤتمر اربيل بخصوص الفيليه, نحن نعمل من اجل عراق ديمقراطي حُر موحد.... ولنا الحق في الإنفصال!!؟؟.



هذا موجز لما يردده اكراد الحزبين في بياناتهم وتصريحاتهم التي لاتخلوا بتاتاً من الغمز واللمز, وهم في كل مره يعيدون نفس الكلام مع اضافه تكون احياناً خجوله واحياناً وقحه, فعلى سبيل المثال طالبوا في عهد حكم البعث بحكم ذاتي والدراسه في المدارس باللغه الكرديه مع بعض المطالب الأخرى, وترتفع مطاليبهم لتقفز الحواجز القانونيه والغير قانونيه ومنها مطالبتهم بنسبة 25 الى 30 % من ميزانية الدوله العامه وهي نسبه عاليه بالطبع نسبةً الى نفوسهم, وكلنا يتذكر حينما طالب نيجرفان برزاني بباقي الدفعه خاصتهم من ميزانية الدوله في عهد الجعفري وكان المتبقي تقريباً نصف مليار وكان الجعفري قد أمر بإيقافها للتأكد من صرف المبالغ المدفوعه سلفاً على المشاريع المتفق عليها, وذكرت حكومة الإقليم ان الرواتب ستتأخر لعدم حصولهم على المتبقي من حصتهم من الميزانيه حيث تُقَدَر حصتهم 17 % من الميزانيه العامه للعراق, ويريدون كذلك تجهيز البيشمركه من ميزانية الدوله العامه بأحدث الأسلحه, اي ان بغداد تدفع لتُقَّطِع اجزائها...

وايضاً يطالبون بإستخراج النفط وبيعه لصالحهم, ويطالبون بحصتهم من باقي نفط العراق, وعلى الحكومه المركزيه تخصيص مبلغ من الميزانيه لهم وهذا من حقهم ولايمكن المجادله في ذلك, ولكن لايمكن اكل الكعكه بكاملها لينتظر الغير التهام فضلاتها بعد ان يتجشأ الأكراد (الف عافيه) من خيرات العراق دون ان يقدموا في الحقيقه مايفيد العراق.



مطاليب اكراد الحزبين لاتنتهي ولا بأي شكل, وهي كثيره ومتنوعه بحيث لايمكن حصرها في مقال, فقد طالبوا بوزارة للخارجيه او مايقابلها في حكومتهم الإقليميه وكتابة الجوازات بالكردي بالإضافه للعربي دون الإهتمام للغات باقي القوميات المتعايشه في العراق, وتم الغاء الجوازات التي طُبعت في الخارج بتقنيه عاليه واستُعيض عنها بالجوازات الجديده كونها لم تُرضي اكراد الحزبين لأنها مكتوبه فقط بالعربي وهذه مصاريف اضافيه جديده.

ويريدون اصدار عمله واصدار طوابع خاصه بهم, ودستور خاص, حيث يقولون انه لايعارض الدستور العراقي, ولكن إن كان كذلك فما الداعي لوضعه؟؟

وقاموا بتقديم خارطة كردستان العراق وقد امتدت وتوسعت ولكن بحدود ضيقه حيث لاحظوا من بعض من في الحكومه وهم يسخرون من خريطتهم التي قدموها حيث كادت ان تبتلع العراق, فما كان منهم إلا ان قدموا خريطة جديده لكردستان كانت مابين الطموح و(المِستَحه).



الأكراد في الحكم وبقوه وفي صناعة القرار السياسي وبقوه ايضاً ورئيس جمهوريتنا كردي ووزير خارجيتنا كذلك ولااعتراض على ذلك ولكن, اليس من الإنصاف ان يُعامَل الكرد بالمثل او ان يعامِل الكرد في حكومتهم الإقليميه مواطنيهم بالمثل مما يلقوه من معامله في بغداد؟

والسؤال هو هل يمكن ان يكون تركماني على رأس الحكومه الإقليميه؟

طبعاً لايمكن فهو طوراني وعميل لتركيا!!!

وهل يمكن ان يكون آشوري او كلداني على رأس الحكومه الإقليميه؟

من المؤكد لايجوز فهم لم يقدموا ضحايا ولم يكونوا مناضلين ثم انه لايمكن مقارنة عددهم نسبةً للكرد!!!

هل يمكن ان يكون فيلي على رأس الحكومه الإقليميه؟

هذا مضحك فهم يعيشون في مناطق خارج الإقليم وانتمائهم للقوميه ليس خالصاً وهم متارجحون بين القوميه والمذهب ويبالغون جداً في تعداد نفوسهم!!!

وطبعاً لايمكن للعربي تبوأ اي منصب في الحكومه الإقليميه ولايمكن لأي ممن ذُكروا ان يتبوأ اي منصب مهم ماعدا المناصب الهامشيه التي (لاتهش ولاتنش).



اما بالعوده الى مقولات الكرد فنجد اصرارهم على كركوك التي يعلم الكرد قبل غيرهم من انه لولا النفط لما كانت عزيزه وغاليه بهذا القدر, وإن نفذ نفط كركوك فسنجد ان الامور ستأخذ منحى آخر غير الذي سبقه, بل ان كل منطقه يتواجد فيها الكرد الآن ستكون محل نقاش في برلمان كردستان ليضعوا اليد عليها لتكون ضمن الإقليم, وما إدخال بعض المناطق الحدوديه مثل بدره وجصان في خارطتهم الجديده إلا لذر الرماد في العيون على ان ليس النفط فقط هو مبتغاهم, وعلى ذكر الخرائط فليس على المتتبع لإفترائات الكرد على الجغرافيه سوى الدخول لموقع google والكتابه بالعربي (خرائط كردستان) لتظهر النتيجه خرائط كردستان الكبرى بعدد كبير, ومن العجب ان لاتشبه احداهما الأخرى.

اما طرد العرب من كركوك وهم عراقيين فهذا الشيئ لم يكم ليحدث بوجود حكومه وطنيه حقيقيه تقبل بهذا الأمر وتسكت عن توطين اكراد ايران وتركيا وسوريا بدلاً من العراقيين, وجوله قصيره في كركوك يمكن للمرء التأكد من ذلك, بل ان سكوت الحكومه المخزي يتجلى في غض الطرف عن تدخل اكراد الحزبين في كركوك لتتبع اقليمهم وجعل الموضوع كأمر واقع.

والعرب ليسوا بعنصريين ولا شوفينيين ولكن العكس هو الصحيح, فكم مره نشاهد على القنوات الفضائيه العراقيه العربيه لقائات مع المواطنين العرب العراقيين وهم يشيدون بجلال الطالباني ويعبرون عن عميق مشاعرهم للكرد وحبهم لهم, في وقت نسمع سموم البعض على القنوات الفضائيه الكرديه ممن يشتم العرب ويصفهم بأقذع الألفاظ ويشاركهم في ذلك اكراد الدول الاخرى, وان كانت الحكومات السابقه قد اضطهدت الكرد فليس هذا الأمر ينسحب على الشعب, ولكن كل اناء بالذي فيه ينضح.

لاينكر احد على اي عراقي ان يحصل على حقوقه كامله غير منقوصه ودون ان يكون ذلك منةً من احد, ولكن من يحصل على حقوقه عليه أداء واجباته تجاه الوطن فالموضوع ليس (لفط) فقط وانما على العراقي اي عراقي كان ان يطالب بما له وان يؤدي ماعليه دون الحاجه الى محامي او رقيب, ولكن اخوتنا اكراد الحزبين استغلوا الظروف الراهنه وضعف الحكومه للمطالبه بما ليس من حقهم او المطالبه بأضعاف حقوقهم على اساس (المطالبه بالكثير فإن جاء من ذلك القليل فهو بالتالي كثير), وهذه لعبه قديمه وغير شريفه حيث استغلال ظروف البلد في اصعب الأوقات ليس سوى مكر وخيانه وليس ذلك من النبل في شيئ.

لذا يمكن القول ان للكرد وغير الكرد كل الحق في كل العراق وليس ينقص العراقيين من جميع القوميات والأديان ان اردنا ان نكون ملوك الدنيا سوى القليل من الإخلاص والأمانه وصفاء النيه.



24 حزيران 2006