النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    30

    افتراضي ارجوالتثبيتن(كم نسبة الاحرار في العالم) بقلم الشيخ اسعد الناصري

    هل خطر في ذهنك أن تسأل نفسك كم هي نسبة السجناء في العالم؟! ولو كنت في مكانك لكان جوابي على هذا السؤال بسؤال آخر يعتبر تصحيحاً لذلك السؤال فأقول: كم هي نسبة الأحرار في العالم؟!!.

    وقد يتضح الجواب على ذلك بعد الإشارة إلى عدة نقاط يمكن أن نستفيدها عندما نسلط الضوء على مفهوم السجن، وقبل كل شيء دعنا نعرف معنى السجن من الناحية اللغوية.

    فقد جاء في كتاب _لسان العرب_ لابن منظور ج 31 ص 203:

    سجن: السجن: الحبس. والسجن، بالفتح: المصدر. سجنه يسجنه سجنا أي حبسه. وفي بعض القراءة: قال رب السِجن أحب إلي. والسِجن: المحبس. وفي بعض القراءة: قال رب السَجن أحب إلي، فمن كسر السين فهو المحبس وهو اسم، ومن فتح السين فهو مصدر سجنه سجنا. وفي الحديث: ما شئ أحق بطول سجن من لسان. والسجان: صاحب السجن. ورجل سجين: مسجون، وكذلك الأنثى بغير هاء، والجمع سجناء وسجنى. وقال اللحياني: امرأة سجين وسجينة أي مسجونة من نسوة سجنى وسجائن، ورجل سجين في قوم سجنى، كل ذلك عنه. وسجن الهم يسجنه إذا لم يبثه، وهو مثل بذلك، قال:

    ولا تسجنن الهم إن لسجنه عناء وحمله المهارى النواجيا

    وسجين: فعيل من السجن. والسجين: السجن. وسجين: واد في جهنم، نعوذ بالله منها، مشتق من ذلك. والسجين: الصلب الشديد من كل شئ. وقوله تعالى: كلا إن كتاب الفجار لفي سجين، قيل: المعنى أن كتابهم في حبس لخساسة منزلتهم عند الله عز وجل، وقيل: في سجين في حجر تحت الأرض السابعة، وقيل: في سجين في حساب، قال ابن عرفة: هو فعيل من سجنت أي هو محبوس عليهم كي يجازوا بما فيه، وقال مجاهد: لفي سجين في الأرض السابعة. الجوهري: سجين موضع فيه كتاب الفجار، قال ابن عباس: ودواوينهم، وقال أبو عبيدة: وهو فعيل من السجن الحبس كالفسيق من الفسق. وفي حديث أبي سعيد: ويؤتى بكتابه مختوما فيوضع في السجين، قال ابن الأثير: هكذا جاء بالألف واللام، وهو بغيرهما اسم علم للنار، ومنه قوله تعالى: إن كتاب الفجار لفي سجين. ويقال: فعل ذلك سجينا أي علانية. والساجون: الحديد الأنيث. وضرب سجين أي شديد، قال ابن مقبل:


    فإن فينا صبوحا إن رأيــــــــــت به ركبا بهــيـــــــــــــا وآلافا ثمانينا
    ورجلة يضربون الهام عن عرض ضربا تواصت به الأبطال سجينا

    وإلى هنا انتهى كلام صاحب لسان العرب.

    فإذا عرفت السجن من الناحية اللغوية فلا بأس بأن نلقي الضوء معاً على بعض الأمور التي يمكن أن نأخذ منها العبرة وبشكل مختصر. وذلك ضمن عدة نقاط:

    النقطة الأولى:

    إنه يمكن أن نقسِّم السجن إلى قسمين:

    أحدهما: السجن المادي، وهو الحبس الذي يوجه للفرد للكفكفة من أي نشاط اجتماعي يمكن أن يقوم به، فإذا تم حجزه عن المجتمع وامتنع اتصاله بالناس، فإن في ذلك قطعاً لما يمكن أن يصدر منه على المستوى الاجتماعي. وهو يمكن أن يكون عقوبة على جريمة قد ارتكبها فعلاً، فيكون سجنه لأجل تربيته أولاً، ولأجل تخليص المجتمع من ضرره ثانياً، وهذا إنما يحصل تحت ظل حكومة عادلة تريد تطبيق العدل بشكل صحيح. وقد يحصل السجن لبعض الأفراد ظلماً كما يحدث من قبل الظالمين لأجل الكفكفة من نشاط أهل الحق ولأجل حجبهم عن المجتمع تماماً لكي ينقطع خيرهم وعطاءهم للآخرين بالمرة، وهذا ما ابتلي به الكثيرون على مرِّ العصور.

    وبسبب وجود السلطة _من الناحية الدنيوية_ بأيدي الظالمين في أكثر الأجيال التي مرت في تاريخ البشرية، نرى أن السجون قد احتضنت بين قضبانها في الأعم الأغلب الصالحين وليس المنحرفين.
    ثانيهما: السجن المعنوي، وهو أن يكون الفرد حبيساً لشهواته ونزواته وأهوائه وحب الدنيا، لا يمكنه بأي حال أن يتحرك بيسر وسهولة. فتجده يتكلم بدافع الهوى ويتصرف بوازع من رغباته الدنيوية، ويفكر بما يتناسب مع المصلحة الشخصية. فهو سجين مهما بدا متسلطاً، وهو أسير مهما تعالى بكلمات جوفاء فارغة، وهو ذليل بهذه الذلة الدنيوية مهما تظاهر بالأنفة والعزة المزيفة. وكل فرد يعلم من نفسه نقاط ضعفه كما قال تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) فتبدأ مأساته من هنا وتختلف عنده الوسائل للتخلص مما يشعر به من النقص وتراه يتخبط في حركته لما يجد في نفسه من الحرمان والشعور بالأسر وصوت الروح الذي يدوي في أذنه طالبة فك الأغلال..

    النقطة الثانية:

    إننا لو نظرنا إلى السجون المادية، ورأينا فيها شخصاً متحرراً من جميع أهوائه وعلائقه الدنيوية، فإنه ليس في سجن حقيقة وإن توهمه الناس أنه كذلك. كما ورد في بعض الروايات عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام يوم وروده فقلت له: جعلت فداك، في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك. فقال: "هاهنا أنت يا بن سعيد!" ثم أومأ بيده فإذا بروضات أنقات، وأنهار جاريات، وجنان فيها خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، فحار بصري وكثر تعجبي، فقال لي: "حيث كنا فهذا لنا - يا ابن سعيد - لسنا في خان الصعاليك.

    فالإمام عليه السلام يعيش حال الحرية الحقيقية، في أي مكان يحل فيه، وليس هو كغيره من سائر الناس يعيش السجون وغياهب الظلام، حتى لو كان متحرراً من الناحية الدنيوية.

    النقطة الثالثة:

    إن المقيد والسجين لا يمكنه أن يخلص غيره من القيود والسجون، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا كما لا يحصل على المستوى المادي فإنه لا يحصل على المستوى المعنوي أيضاً.

    فإن من يكون أسيراً لشهواته ونزواته فإنه لا يصلح أن يكون مخلصاً لغيره من هذه القيود، ويمكن أن يقال أيضاً أن من يكون كذلك من الناحية المعنوية، لا يصلح أيضاً أن يكون مخلصاً للآخرين من الناحية المادية، أي تخليصهم من السجن المادي، وذلك لعدة أسباب أكيدة أو غالبية:

    الأول: إنه لا يكون محلاً للتوفيق الإلهي.

    الثاني: إنه غالباً ما يخرج غيره من سجن إلى سجن، لأنه لا يكون صالحاً لقيادته حقيقة.

    الثالث: إن وجود النقص من الناحية المعنوية يكون سبباً حقيقياً لوجود الكثير من النقائص في الأعمال ونتائجها، بحيث تكون نتائجها عقيمة أو هجينة.

    فما نراه في فشل الكثير من دعاة الحرية إنما السبب الرئيسي فيه هو أن هؤلاء لم يحرروا أنفسهم من الهوى والشيطان فكيف يخلصون غيرهم. وهل أنهم فهموا الحرية بمعناها الصحيح حتى يدعون إليها؟!.

    ولذا فمن شطط القول أن تجد بعض الشعوب تعول على حكامها أن تخلصهم من ظلم "القوى الإستكبارية" وكأنهم لا يعلمون أن هؤلاء الحكام هم عبيد لهذه القوى الشيطانية وهم قبل ذلك عبيد لنفوسهم الأمارة بالسوء.

    وإن الانتهاء إلى رَوح الفرج إنما يحصل بالرجوع إلى ربنا الواحد الأحد الفرد الصمد والالتزام بتعاليمه حقيقة. وكفى الشعوب المسلمة من التخلق بأخلاق أعدائنا الذين جروا علينا الوبال والدمار.
    النقطة الرابعة: إن الفرد قد يفضِّل السجن المادي على السجن المعنوي، وهذا هو مقتضى الأدب الرفيع أمام الله سبحانه وتعالى، كما حصل ذلك بالنسبة إلى نبي الله يوسف عليه السلام حين قال بحسب ما ينقل عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ﴾ ، فهو سلام الله عليه يفضل طاعة الله سبحانه على طاعة النفس الأمارة بالسوء، ولو دار الأمر بين السجن المادي والمعنوي فإنه يفضل ويطلب السجن المادي على السجن المعنوي، مع الالتفات إلى أنه سلام الله عليه معصوم ولا يمكن أن يقع في السجن المعنوي، ولكن مقتضى الأدب العالي يجعله يقدم قصوره وتقصيره أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يرتب لعصمته أثراً بينه وبين الله جل وعلا.

    النقطة الخامسة:

    إن الفرد المؤمن سواء أكان في سجن مادي أم لم يكن، فإنه في سجن حقيقي، من حيث ما ورد: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر). غاية ما في الأمر أن شدة هذا السجن قد تختلف من فرد إلى فرد، نتيجة للاستحقاق وما تقتضيه الحكمة الإلهية. ومن مصاديق الشدة التي يمكن أن يمر بها الفرد هي أن يوضع في السجن المتعارف، للزيادة في الضغط عليه لأجل تكامله وتحصيل التربية العالية لا أكثر ولا أقل.

    النقطة السادسة:

    إن لشهيدنا الحبيب (قدس سره) علاقة بكلا المعنيين من السجن، فأما السجن المعنوي فقد سار في طريق التكامل المعنوي في خط العرفان والباطن حتى وصل إلى مراتب عالية من التكامل لا يعرف كنهها ولا حقيقتها إلا الله سبحانه، وما يخص ما نحن فيه أنه قال لي في يوم ما: أن شيخه لم يمت حتى بشره بالموت المعنوي. وهو التحرر من السجن المعنوي بطبيعة الحال. وأما السجن المادي فقد تعرض للاعتقال أكثر من مرة:

    منها: في حياة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، وقد تعرض إلى ألوان مختلفة من التعذيب والاضطهاد، حتى أنني سمعته في يوم ما يحدثنا عن سجنه بأن أحد الضباط في السجن كان يقف على رأسه وهو مربوط إلى كرسي الكهرباء ويقول له: إن موسى بن جعفر لم ير هكذا تعذيب، وكان يقول _هذا الضابط_ ذلك بتكبر وافتخار قبحه الله تعالى.

    ومنها: ما حصل من اعتقاله في الانتفاضة الشعبانية، وما تعرض له من القسوة والظلم والتعذيب.

    النقطة السابعة:

    إن من يطلق سراحه من السجن المادي يكون قد أخرج من سجن إلى سجن، وهو سجن الدنيا. وأما من تفارق روحه الحياة وهو في السجن المادي يكون قد خرج إلى الحرية الحقيقية، وأعلى مصاديق ذلك هو ما جرى على الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه عندما حصلت شهادته في داخل السجن، وقد أشار إلى هذه الفكرة شهيدنا الحبيب في بعض خطبه عندما تحدث عن شهادة الإمام الكاظم عليه السلام.

    ومن مصاديقه أيضاً ما حصل للشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) من شهادته في السجن. وما حصل للكثيرين من شهدائنا الميامين الذين فارقت أرواحهم أجسادهم وهم مغيبون في غياهب السجون لأجل الحق ونصرته وفي سبيل إعلاء وترسيخ بناء الدين الحنيف، قدس الله أرواحهم جميعاً، وأعطاهم من غرف الجنة أوسعها، وأدخل على قلوب ذويهم الصبر والرضا بالمصير الذي اختاره لهم باريهم وخالقهم الذي هو أرحم بهم من كل أحد.

    فإذا حملنا هذه الأفكار عن السجن عموماً فكم هي نسبة الأحرار وكم هو عدد المسجونين؟!!

    وجوابه: إن الأعم الأغلب من البشر هم في السجن المعنوي الحقيقي، ونسبة الأحرار حقيقة من هذه القيود هي النسبة الأقل بطبيعة الحال. والحرية الحقيقية إنما تحصل عند التحرر من النفس الأمارة بالسوء، والأهواء والملذات الدنيوية.

    نسأل الله تعالى العتق من نفوسنا الأمارة بالسوء إنه نعم المولى ونعم النصير.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    ماذا يسمى هذا ؟؟
    فقه السجون؟!!
    ليت شعري,هال نفذت المواضيع ,حتى يكتبون عن السجون
    الا يكفي ان كل عراقي الآن يعيش داخل سجن نفسي,ونحن ما نكاد ان نخرج من ربقه هذا السجن00 حتى يأتي هؤلاء ليذكرونا بالسجن والسجون000
    انها محاوله يائسه للتنابغ لا اكثر0

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني