في مؤشر على التواصل مع عصر الإنترنت، سجل رئيس وزراء العراق لنفسه بريدا إلكترونيا ليتمكن من التواصل مع الآخرين، ومن بينهم المسلحون.
وعرض عنوان نوري المالكي، ليلة الأحد، خلال برنامج بثته قناة العراقية التلفزيونية، التي تديرها الدولة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وقد أعلن عنه كعنوان اتصال يستطيع المسلحون من خلالع أن يكتبوا إليه وأن يتأكدوا من السرية التامة في الاتصال.
وكان المالكي، قد كشف عن خطته للمصالحة الوطنية في وقت مبكر من ذلك الأحد الماضي، داعيا المسلحين لأن يتخلوا عن أسلحتهم وعارضا عفوا محدودا للمقاتلين الذين لم يرتكبوا أفعالا إرهابية أو يهدروا دماء.
وأكد محمود عثمان، وهو مشرّع كردي ورفيق مقرب للرئيس جلال طلباني، أن المالكي قد سجل بريدا إلكترونيا، ولكنه لم يقدم أي تفاصيل عن عدد الرسائل الإلكترونية التي تلقاها المالكي.
غير أن المستشار الأمني لرئيس الجمهورية، وفيق السامرائي، قال إن الاستجابة ما تزال ضئيلة حتى الآن، فلم تصل إلا رسالتين الأربعاء.
ولم تعد الحكومة نشر العنوان، بعد إذاعته للمرة الأولى، وذلك لتتجنب امتلائه بالرسائل الإلكترونية غير الجادة أو الإعلانات وغيرها.
يذكر أن المسلحين في العراق طالبوا بوضع جدول زمني لا يزيد على عامين لانسحاب كافة القوات الأمريكية والبريطانية من العراق شرطاً للانضمام لمحادثات المصالحة الوطنية.
وقال مسؤولون حكوميون في بغداد، على اتصال مع جماعات عراقية مسلحة، الأربعاء، إن هذه الجماعات أرسلت ممثلين عن مناطقها وعشائرها للتحدث بالإنابة عنهم، وفقاً للأسوشيتد برس.
وقال مسؤول، رفض الإفصاح عن اسمه بسبب الطبيعة السرية للمحادثات الجارية، إن المسلحين رفضوا المحادثات المباشرة حتى الآن، لخوفهم من أن يصبحوا عرضة للخطر من قبل المليشيات الشيعية وقوات الأمن العراقية والقوات الأمريكية.
كما عقد نائب رئيس الوزراء العراقي سلسلة اجتماعات سرية مع الزعماء العراقيين السنة في المنفى، وذلك في محاولة للحصول على دعم لمبادرة المصالحة الوطنية ولوقف التمرد المسلح في العراق.
والتقى نائب رئيس الوزراء، سلام الزوبيعي، مع عدد من شيوخ عشائر محافظة الأنبار، أكثر المحافظات العراقية المتوترة وأحد أقوى معاقل المسلحين، قبل أن يطلق رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مبادرته للوفاق الوطني المكونة من 24 نقطة.
وتمنح مبادرة المالكي العفو للمسلحين الذين ينبذون العنف والذين لم "يرتكبوا أي أعمال إرهابية."