 |
-
إدارة بوش تتفوّه بعبارة «الحرب الأهلية» مع تلقي استراتيجيتها في العراق ضربة أخرى
إدارة بوش تتفوّه بعبارة «الحرب الأهلية» مع تلقي
(صوت العراق) - 07-08-2006 | ارسل هذا الموضوع لصديق
إدارة بوش تتفوّه بعبارة «الحرب الأهلية» مع تلقي استراتيجيتها في العراق ضربة أخرى
محلل سياسي: عندما لا تشعر أميركا بأنها ستكسب حربا فإنها تسميها «أهلية»
واشنطن: جيم روتنبرغ *
قدم الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب ألقاه بأنابوليس أواخر العام الماضي، عبارة جديدة حول سياسته تجاه العراق: «خطة من أجل النصر». وبهذه الكلمات التي أضيئت وراءه على شاشة، فإنه وضع طريقا محتملا لخروج القوات الأميركية من العراق، حيث ستقوم تدريجيا بتسليم السيطرة إلى نظرائهم العراقيين.
لكن تلك المرحلة اختفت تماما مع مشاهد العنف الطائفي المريعة، والتي ظلت تبرز فوق شاشات التلفزيون الأميركية بدون أن تتلاشى. وحينما تحدث الجنرال جون أبي زيد، قائد القيادة الوسطى الاميركية، أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي، قال إنه «من الممكن أن يدخل العراق حربا أهلية». عقدت هاتان الكلمتان «حرب أهلية»، ما كان يعتبر تحديا عصيبا للإدارة الأميركية: اقناع الأميركيين المتشككين بإمكانية كسب الحرب، بينما يتم الاعتراف بحقيقة ما يجري من إراقة الدماء.
كانت إعادة جذب الجمهور لتأييد الحرب في العراق واحدة من أهداف البيت الأبيض خلال العام الأخير على الأقل، إذ أنه ضروري لتقليص الضغط على البيت الأبيض لسحب القوات الأميركية، قبل أن تقتنع إدارة بوش بتحقق المهمة بشكل كامل. لكن الإدارة الأميركية ما زالت بعيدة عن توقعاتها المبكرة، بأن القتال سيكون سهلا نسبيا. وبالنسبة للبعض الذين تابعوا حملة العلاقات العامة عن قرب، فإن تصريحات الجنرال ابي زيد ـ التي شملت التأكيد بأن العراق سيتجنب في النهاية الحرب الأهلية ـ تمثل اعترافا ضمنيا بأنه لا فائدة من التلاعب بخصوص هذا النزاع. الا أن تصريحات الجنرال خاطرت بدعم الدعوة للخروج من العراق في الوقت الذي يؤيد الأميركيون، بصفة خاصة انسحابا سريعا للقوات الذي ما تحول النزاع الى حرب أهلية.
وقال كريستوفر غلبي استاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك: إن «الحرب الأهلية هي تعبير عن الحروب التي لا يمكننا تحقيق الانتصار فيها». وأضاف «أن المشكلة التي يواجهونها هي استراتيجيتهم الخطابية لا يمكنها إلا القليل لإعادة تشكيل إدراك الرأي العام للأحداث الحقيقية التي تجري هنا، وفي الوقت الراهن فإن هذه الأحداث سيئة للغاية عندما يقتل الآلاف من العراقيين شهريا».
وتأكيدا لصعوبة إعطاء الحرب واجهة متفائلة، فإن المؤيديين المتشددين الباقين يعبرون عن تشاؤمهم بخصوص الاحتمالات في اطار المنطلق الحالي للادارة، وتزداد مطالبتهم لبوش بتبني استراتيجية جديدة واكثر تحديا. وقال وليام كريستول رئيس تحرير مطبوعة «ويكلي ستاندرد» التي كانت من مؤيدي الحرب في البداية ان «هؤلاء من بيننا الذين يؤيدون الحرب يشعرون بالقلق. نحتاج للانتصار في الحرب واذا لم تمض بطريقة جيدة نحتاج الى تغيير الاستراتيجية».
وفي موقع «ناشينال ريفيو أونلاين» على الانترنت الأسبوع الماضي قال ديفيد فروم كاتب خطابات الرئيس بوش السابق، وهو من مؤيدي الحرب، انه اذا لم تغير الولايات المتحدة سياستها من خلال زيادة مستويات القوات الى حد كبير، فإن «بغداد، وبالتالي وسط العراق، ستنحدر في هذه الحالة بعد البصرة والجنوب الى امبراطورية ايرانية جديدة غير رسمية». كما توقع بأن «القوات الأميركية ستكون حرة في البقاء او الرحيل، اعتمادا على ما اذا كنا نريد نكران الهزيمة أو الاعتراف بها». وانتقد فروم خطة أعلنها بوش الأسبوع الماضي لزيادة القوات في بغداد، بجلبها من أجزاء أخرى من العراق، من أجل المساعدة على انهاء العنف في العاصمة.
وفي المناخ السياسي الراهن، ليست هناك رغبة واسعة بين الناخبين باتجاه زيادة وجود القوات. ففي آخر استطلاع للرأي اجرته «نيويورك تايمز» قال 56 في المائة ان على الولايات المتحدة ان تحدد جدولا زمنيا للانسحاب، فيما قال 33 في المائة إن عليها ان تفعل ذلك حتى إذا كان يعني تسليم العراق الى المتمردين. وقال دان بارتليت المستشار قي البيت الأبيض، ان يدي بوش لن تكونا موثقتين في العراق بالسياسة الداخلية. وقال في مقابلة معه «انكم تريدون الحصول على اكبر عدد ممكن من الناس المؤيدين لهذا المسعى. ولكن في نهاية المطاف، فإن القائد العام للقوات المسلحة سيتخذ القرارات، وفي نهاية المطاف سيأخذ برأي القادة الميدانيين وليس بالرأي العام المتأرجح».
وقال بارتليت ان الادارة ستقضي الخريف لتوضيح استراتيجيتها في العراق، واصفة النجاح باعتباره مؤكدا، وموفرة «الظروف الضرورية والعواقب والمخاطر المرتبطة بالقتال»، التي حددتها الادارة باعتبارها خلق الظروف الديمقراطية الضرورية لإلحاق الهزيمة بالارهاب. واعترف بأن «الصور الآتية من الشرق الأوسط مزعجة ومن الواضح انها تسهم في القلق». عندما كشف بوش عن «خطة النصر» كانت النظرية السائدة تقول إن الأميركيين يمكن ان يقبلوا التضحيات، اذا ما رأوا طريقا يفضي الى تحقيق النصر. ولكن حتى الآن تلقي القنابل المزروعة على جوانب الطرق والهجمات الانتحارية الغيوم على تلك الرؤية.
* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |