النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي هل يقلب شيعة العراق طاولة الشرق الأوسط على رأس بوش؟

    بعد العدوان الإسرائيلي الأمريكي على لبنان ، توجهت الأنظار الى شيعة العراق لكي يقتدوا بحزب الله ويلتحقوا بالمقاومة العراقية المسلحة، ليس ليثأروا لإخوانهم في لبنان فقط، وانما ليقلبوا الطاولة على مخططي الشرق الأوسط الجديد، ويحولوا دون امتداد النار الى إيران. وقد فاجأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مضيفه الأمريكي جورج بوش عندما أدان العدوان الإسرائيلي على لبنان ورفض إدانة حزب الله. كما أدان السيستاني "اعتداء إسرائيل الصارخ وقمعها الفاضح للشعب اللبناني". وفي إشارة منه الى الموقف الأمريكي، ندد السيستاني بالعالم الذي يغض الطرف عن المحنة اللبنانية، ودعا الى وقف فوري لإطلاق النار، وحذر بأن المسلمين لن يسامحوا الأطراف التي تعرقل وقف إطلاق النار. واتخذ التيار الصدري موقفا أقوى بدعوته الى التظاهر وحرق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية، بينما أعلنت مجموعة شيعية مجهولة قيامها بعدد من العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية، ولكن الموقف الشيعي العراقي العام لم يصل الى حد التفجر في وجه القوات الأمريكية والقيام بعمليات عسكرية واسعة أو المطالبة برحيل القوات الأمريكية فورا عن العراق.
    وقد أثبت ذلك عدم وجود موقف شيعي موحد يمتد من طهران الى بيروت، وان موقف كل جماعة شيعية يتقرر بناء على حسابات خاصة في كل بلد، أو وفقا لحسابات كل حزب.وانه مهما قيل عن تبعية بعض الأحزاب العراقية الشيعية لإيران، فانها لن تهب لنصرة حليف لها يتعرض للعدوان في لبنان، وربما لن تهب لنصرة إيران نفسها فيما إذا تعرضت لهجوم أمريكي في المستقبل، ما عدا بعض الجماعات التي ترتبط مع إيران برباط وثيق، وهي لا تشكل على أي حال جماعة كبيرة مؤثرة في الساحة العراقية، هذا إذا لم يكن ثمة احتمال لاتخاذ بعض الجماعات " الشيعية العلمانية" لمواقف معادية لإيران إذا ما احتدم الصراع بينها وبين أمريكا.
    ولكن عدم تحرك الشيعة اليوم لمهاجمة القوات الأمريكية في العراق، لا يعني وجود تحالف وثيق بينهم وبين واشنطن، أو عدم إمكانية انقلابهم على أمريكا في المستقبل. فإذا كانت القدرة على إشعال مقاومة عسكرية شاملة في ظل موازين القوى الحالية، ضعيفة، فان احتمالات المواجهة السياسية عبر التظاهرات والاعتصامات ومختلف ألوان الاحتجاج الشعبي، كبيرة، إلا ان ما يمنع من تطور المواجهة هو الخوف على التجربة الديموقراطية المهددة بالانقلاب العسكري الأمريكي أو الحرب الأهلية الطائفية المدعومة من أمريكا، والتلويح بعودة البعثيين الى السلطة مرة أخرى.
    وإذا ما استطاع العراقيون جميعا (سنة وشيعة) المحافظة على النظام الديموقراطي الوليد، والقضاء على الفتنة الطائفية، والتصالح فيما بينهم، وتطوير المصالحة الوطنية الى تحالف متين، فانهم يستطيعون أن يحققوا سلما ما يسعى البعض الى تحقيقه عسكريا، ولا يعودوا بحاجة الى استخدام السلاح.
    ومن الضروري هنا التوقف عند نية ما يسمى بالمقاومة العراقية، وهل تهدف حقا الى إخراج المحتل، أو الى استلام السلطة. فإذا كانت جادة في المقاومة ومخلصة في نواياها فانه يفترض فيها أن تبادر الى طمأنة القوى المشاركة في العملية السياسية والتنسيق معها، وجر أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الى حركة التحرير.
    وربما يقول البعض بأن مشروع السلطة مناقض تماما لمشروع التحرير، وانه يستحيل على من ركب في قطار الاحتلال أن يعمل على إيقاف تقدمه، ولكن تجربة حزب الله في لبنان أثبتت انه باستطاعته التنسيق والتعاون مع جماعة 14 آذار الحاكمة، وجرها الى خط المواجهة مع أمريكا أو الدفاع عن المقاومة.
    وفي الحقيقة ليس من المؤمل ان تغادر القوات الأمريكية العراق بصورة سلمية وبسرعة، وتتركه لكي يلتحق مثلا بمحور مضاد لها في المنطقة، كمحور طهران دمشق بيروت، وان من الغباء تصديق واشنطن أنها تتوق الى مغادرة العراق بمجرد أن يستكمل بناء قواته الأمنية، إذ من الواضح انها لا تسمح له ببناء قواته الأمنية، حتى لا يطلب منها الرحيل بعد ذلك، بل وتحاول أن تشعل الحرب الأهلية وتخوف كل طرف بالآخر، حتى يظل الجميع بحاجة اليها. وقد أشار رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور المشهداني مؤخرا الى دور أمريكي في تأجيج الاحتقان الطائفي. ولا يبدو ان أمريكا حريصة على الديموقراطية في العراق أو على الشيعة بقدر حرصها على ضمان مصالحها وجعل العراق قاعدة لاستراتيجيتها من أجل بناء الشرق الأوسط الجديد، وقد اتضح خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان ان واشنطن التي كانت تدعي الحرص على ديموقراطية لبنان لا تفكر إلا بمصالح تل أبيب، ولا يهمها ان يحترق لبنان وتدمر بنيته الأساسية، ولم تذرف دمعة واحدة على ما حدث فيه من مجازر.
    ولنفترض ان بعض القوى المشاركة في العملية السياسية في العراق ترتبط بعلاقات وثيقة مع واشنطن ولا يمكن أن تقوم بأي دور مقاوم سلمي أو عسكري، ولنفترض أيضا أن بعض القوى المشاركة في المقاومة العسكرية لا تفكر إلا بمصالحها وأهدافها السياسية، فهل يمكن ان نستنتج استحالة المقاومة السلمية، وبقاء الاحتلال الأمريكي الى الأبد؟ أم ثمة أمل بين الطرفين؟
    لقد علمنا التاريخ بأن مواقف الأشخاص والجماعات والأحزاب غير ثابتة دائما، وانها يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استطاعت أن تلعب على الوتر الديموقراطي في العراق الذي عاش أكثر من ثلاثة عقود تحت ظل أبشع أنواع الديكتاتورية، فان تجربة السنوات الثلاث الماضية والاخفاقات العديدة والكبيرة على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية والسياسية، إضافة الى دعم واشنطن للعدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني يعري مصداقيتها ويدفع بقطاعات كبيرة من الشعب العراقي الى فك تحالفها مع واشنطن أو قبولها بالسير في العملية السياسية، أو استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق الى ما لا نهاية.
    لقد طلب كثير من أنصار المقاومة العسكرية من مراجع الدين الشيعة إصدار فتاوى بوجوب الالتحاق بالمقاومة في الأيام والشهور الأولى من الاحتلال، ولم ينظروا الى الظروف النفسية التي كان يمر بها الشعب العراقي المثخن بالجراح والخارج لتوه من جحيم صدام والمقابر الجماعية، والمشتاق للحرية والديموقراطية، ولم يعرفوا بأنه ليس المراجع فقط، وانما لو جاء الامام علي بن أبي طالب ودعاهم الى الحرب أو المقاومة العسكرية في تلك الظروف، لما استطاع أن يجند منهم نفرا كثيرا. لأن الظروف لم تكن مهيأة ولا ناضجة، وان ما فجر المقاومة في المناطق السنية ، بصورة رئيسية، هو توفر ظروف خاصة مثل قرار حل الجيش العراقي أو قانون اجتثاث البعث واستفزازات الجنود الأمريكان للأهالي. وأما اليوم فان فشل الحكومة في توفير الخدمات على نطاق واسع، واضطراب الأمن، ودعم واشنطن للعدوان على لبنان وفلسطين، وربما اعتداؤها على إيران في المستقبل، كل ذلك قد يغير الظروف النفسية للشعب ويدفعه لاتخاذ مواقف سلبية ضد القوات الأمريكية. ولا يعني ذلك ضرورة الانخراط في المقاومة المسلحة بقدر ما يعني توفر الظروف للقيام بأي نشاط سياسي على طريق التحرير والاستقلال.
    ومن الخطأ التفكير أو الحكم بالشطب على كل المشاركين في العملية السياسية باعتبارهم خونة ومرتدين وأدوات عميلة بيد الاحتلال، فان في هذا ظلم كبير وتجاهل لملايين الأصوات النابعة من ضمير الشعب وقلبه وروحه، وارتكاب حماقة عظمى باستعداء قطاعات واسعة من الشعب وقواه السياسية الفاعلة من مختلف الطوائف والقوميات والأحزاب، وارتكاس عميق في الفتنة والحرب الأهلية، وابتعاد عن هدف التحرير، وتكريس للاحتلال.
    ان المهم هو كيف تدفع القوى الوطنية المخلصة جماهير الشعب نحو تحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال، وليس إحلال جماعة مكان أخرى، أو حزب بدل آخر.

    ahmad@alkatib.co.uk
    أحب في الله من يبغضني في الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    أرض السواد
    المشاركات
    4,349

    افتراضي

    ومن الخطأ التفكير أو الحكم بالشطب على كل المشاركين في العملية السياسية باعتبارهم خونة ومرتدين وأدوات عميلة بيد الاحتلال، فان في هذا ظلم كبير وتجاهل لملايين الأصوات النابعة من ضمير الشعب وقلبه وروحه، وارتكاب حماقة عظمى باستعداء قطاعات واسعة من الشعب وقواه السياسية الفاعلة من مختلف الطوائف والقوميات والأحزاب،
    هل هذا يعني ان هناك ممن يشاركون في العملية السياسية من الشيعة هم خونة ومرتدين وأدوات بيد الاحتلال ؟
    نتمنى ان نعرفهم على حقيقتهم كي لا نخطيء مرة اخرى ونعيد انتخابهم
    فمن هؤلاء ؟
    ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني