"شكرا أمريكا على الديمقراطية" عنوان موضوعك أخي علي الوائلي وواضح أنك تتهكم .. ومن غير المنطقي أن يفكر المرء في الحصول على الديمقراطية عن طريق احتلال غاشم بكل ما للكلمة من معنى .. الديمقراطية شعار لا يعدو أن يكون أكثر من "أحمر شفاه" الذي تستخدمه العجوز الشمطاء لتجميل شيء من ملامحها المقززة .. الديمقراطية من المثل العليا "بمعنى اختيار الحاكم عن طريق الأمة" ومثل هكذا مُثل لا تتأتى بالهبة اطلاقا ولا حتى بالهبة مقابل عوض ! .. ديمقراطية الغرب نفسها لم تحصل عليها شعوبهم بيوم وليلة وسنة وسنتين بل عقود وقرون من الكفاح والنضال والتربية المجتمعاتية والمؤسساتية حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه مع نقص ظاهر في الكثير من مفاصل الديمقراطية عندهم ! ونأتي نحن هكذا ببساطة السذج وبلاهة الخّدج السياسيين لكي نرتجي ديمقراطية من أمريكا ! .. أمريكا يا سيدي ما جاءت بطراً او لنصرة أحد غيرها .. وما احتلت لتحرر ! .. وما قتلت لتعطي الدية للمقتول .. أمريكا تخطط اليوم لتنطلق من العراق صوب الشرق والغرب .. جاءت لتحلب وتحت شعار "اذا جف اللبن فاحلب الدم" ! .. جاءت وخاضت حرباً رغم أنف العالم بأسره ومولت حربها بعشرات البلايين من الدولارات! جاءت بعد أن وجهت رأس ميزانيتها الى القبلة ! فكيف نريد منها أن تعطينا الديمقراطية .. يا سادتي يقول العقلاء "فاقد الشيء لا يعطيه" وأمريكا فاقدة للديمقراطية فكيف تعطيها ايانا ؟! .. لا يتنطع المتنطعون ليقولوا أمريكا أم الديمقراطية وأنت تقول هي فاقدتها ! نعم أمريكا وما يهمنا من الموضوع فاقدة للديمقراطية فما يهمنا من ديمقراطيتها سياستها الخارجية وتعاملها مع قضايا الشعوب .. وليس الديمقراطية داخل شعبها من انتخابات ومؤسسات , فهذه ملكهم الخاص حصلوا عليه عن طريق النضال والكفاح .. أما سياستها الخارجية فهي الدكتاتورية بعينها , وحربها على العراق واحتلال أرضه والتحكم فيه عسكريا وسياسيا واقتصاديا وحتى ثقافيا فها هي تمنع صحيفة من الصدور لأن سطرا في صفحاتها أدان الاحتلال .. أمريكا بقرارها الحرب على العراق ضربت مجلس الأمن ومنظمة الامم المتحدة عرض الجدار فأين هي الديمقراطية عن الساسة الأمريكان ؟! ..
الجيش العراقي والاعلام العراقي والشرطة العراقية وكل المؤسسات العراقية تحت ظل النظام السباق مؤسسات دولة ليس ملكا عضوضا لصدام وأسرته ! مؤسسات فيها المجرم وفيها من كان موظفا وعاملا في الدولة يعيش على دخله الشهري المحدود من جراء عمله , فضلاً عن ذلك ففي الجيش وغيره من المؤسسات الأكثرية من أبناء العراق الشرفاء ومن الظلم والأجحاف أن يتساوى ضباط ملتصقون بصدام ومجرمون مع آخرين كانوا يلعنون صدام ليل نهار وصدام يدفع بهم الى أبعد الأماكن ! .. لقد تصرف بريمر تماما كما كان صدام يتصرف , اذ كان صدام يقول بشخطة قلم نسوي القانون وفعلا كان يلغي ويحل وينصب ويعدم ويسجن بكلمة ! واليوم بريمر أعاد للأذهان سياسة صدام حين ألغى وزارات عراقية بكلمة صدرت منه ! فأين هي الديمقراطية ؟ هل تشاور مع العراقيين ! هل أسس مجلسا برلمانيا مؤقتا لمناقشة حل هذه الوزارات والمؤسسات ويتوصل الى قرار نابع من خلفية ديمقراطية ؟! ..
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم