زيارة رئيس الوزراء الاردني صفحة جديدة بين مطالب العراق وحاجة الاردن
عبدالامير علي زيارة رئيس الوزراء الاردني صفحة جديدة بين مطالب العراق وحاجة الاردن
عبدالامير علي الهماشي
Wednesday, 16 August 2006
لاشك أن العلاقات بين الدول تتوثق عندما تكون هناك رغبات حقيقة من الاطراف المعنية لتدعيم هذه العلاقات تدفعها حاجات مشتركة وتجابه تحديات مشتركةوتتطلع الى أفاق مشتركة ...

والاردن ذلك البلد الصغير الذي يعتبر العراق رئته الاقتصادية ولن اُغالي إذا ما اعتبرت العراق الضرع الذي يحلب منه الاردن طيله العقدين والنصف الماضيين!!.



وقد شهدت علاقات الاردن مع العراق بعض الشد والجذب بعد التحول التاريخي للعراق الجديد بالرغم من أن الجانب الاقتصادي لم يتأثر كثيرا وهو ما ابقى الحكومة الاردنية على موقفها بل إن الكثير من الاتفاقات الطويلة الامد جرى توقيعها (نتيجة رغبة الولايات المتحدة) ورغبة رئيس الوزراء العراق الاسبق الدكتور أياد علاوي كلفت الميزانية العراقية ملايين الدولارات منها تدريب الجيش العراقي إضافة الى دخول السيارات عن طريق الحدود الاردنية والبضائع بمختلف أنواعها




وبات الاردن محطة للكثير من المؤتمرات الاقتصادية المتعلقة بالعراق وبقي الاردن ممرا للكثير من الصفقات التجارية بين البلدان المختلفة والعراق وكان الاردن شريكا ثالثا لمثل هذه الاتفاقات وان الاعلام الاردني (الرسمي وغير الرسمي)مارس دورا سلبيا تجاه العراق ،ولا ننسى تصريحات الملك عبد الله في هذا المجال وتحذريه من خطر الهلال الشيعي إضافة الى وجود المئات من قيادات البعث وضباط الاجهزة الامنية العراقية مع الملايين التي سُرقت بعد سقوط النظام التي اُودعت في البنوك الاردنية وحصلوا بموجبها على الجنسية الاردنية أو الاقامة الدائمة بعد القانون الذي استحدثه الاردن في هذا المجال كما أن وجود ساجدة طلفاح وابنتيها وممارستهن للدور الارهابي الخطير من خلال الامبراطورية المالية التي بحوزتهن ومودعة قسم منها في البنوك الاردنية يمثل خطرا حقيقا على العراق الجديد الذي يقول رئيس الوزراء الاردني: (انه يؤكد على دعم الاردن للعراق حكومة وشعبا ودعم العملية السياسية فيه)0وأضاف :(أن جلالة الملك عبد الله شدد على وزارتنا بأن أرض الاردن لن تكون حاضنة لاي عمل ضد حكومة وشعب العراق وسنمنع أي نشاط من هذا القبيل)1





ومع زيارة رئيس الوزراء الاردني السيد معروف البخيت الذي حمل رسالة من مليكه عبد الله الثاني الى الرئيس العراقي ليؤكد عمق العلاقة بين البلدين على حد تعبيره في المؤتمر الصحفي نتوقف عند مطالب العراق وحاجة الاردن ولنقل بتعبير آخر النفط مقابل دعم العراق عمليا كما أشار رئيس الوزراء الاردني الى محاولة (ترجمة رسالة الملك عبد الله الى عمل)1




بينما وصف نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي زيارة البخيت بانها زيارة عمل وهو تعبير عن الزيارات التي تلي الاتفاق بين الدول على اولويات العلاقة بينهما




أما هدف الزيارة من الجانب الاردني فهو توريد النفط العراقي باسعار زهيدة يعبر عنها باسعار تفصيلية أما الجانب العراقي فله مطالب عديدة منها وقف النشاطات المعادية للعراق الجديد التي تتخذ من الاردن مقرا لها وتلقى دعما شبه رسمي واعلامي من الاردن واذا كان السيد معروف البخيت قال :(الاردن والعراق يقفان في خندق واحد ضد الارهاب) فلابد من الحكومة الاردنية وقف هذه النشاطات الارهابية على أراضيها مقابل توريد النفط باسعار تفصيلية وان البلدين بحاجة الى ترجمة الاتفاقات الامنية بينهما من خلال وزيري داخلية البلدين الى واقع عملي وهذا ليس بدعا في العلاقات فهاهي تركيا جارت العراق قد ربطت بين توريد البنزين للعراق مع إغلاق مكاتب حزب العمال الكردستاني التركي وقد وافقت الحكومة العراقية على هذا الطلب مقابل حل أزمة البنزين الخانقة في العراق




ولنرى مدى جدية الاردن من تصريحات السيد معروف البخيت رئيس الوزراء التي ذكرت بعضا منها ولنرى الملاحقات لمصادر الاموال التي جلبتها ساجدة طلفاح وعائلتها وكذلك القيادات البعثية والامنية في النظام السابق ومدى تحمل الاردن هذه المسؤولية تجاه الشعب العراقي




ولابد للحكومة العراقية عدم التوقيع على الاتفاقات التجارية بعقود طويلة الامد بل بعقود مشروطة وقصيرة لمراقبة سلوك الجارة الصغيرة للعراق في المستقبل القريب




إنه منطق العلاقات الناجحة بين البلدان تلبية احتياجات كل طرف على أساس التبادل ووفق المصالح المشتركة




وليكن العراق الضرع الذي يحلب نتيجة (العلاقة القدرية)على حد تعبير رئيس الوزراء الاردني ولكن مقابل سلوك سلمي واخلاقي تجاه شعب العراق





عبدالامير علي الهماشي


alhamashi@hotmail.com





السابق >
العودة للقائمة
Comments
لا يوجد أي تعليق الى الآن .. يمكنك البدأ بإضافة أول تعليق

الهماشي
Wednesday, 16 August 2006
لاشك أن العلاقات بين الدول تتوثق عندما تكون هناك رغبات حقيقة من الاطراف المعنية لتدعيم هذه العلاقات تدفعها حاجات مشتركة وتجابه تحديات مشتركةوتتطلع الى أفاق مشتركة ...

والاردن ذلك البلد الصغير الذي يعتبر العراق رئته الاقتصادية ولن اُغالي إذا ما اعتبرت العراق الضرع الذي يحلب منه الاردن طيله العقدين والنصف الماضيين!!.



وقد شهدت علاقات الاردن مع العراق بعض الشد والجذب بعد التحول التاريخي للعراق الجديد بالرغم من أن الجانب الاقتصادي لم يتأثر كثيرا وهو ما ابقى الحكومة الاردنية على موقفها بل إن الكثير من الاتفاقات الطويلة الامد جرى توقيعها (نتيجة رغبة الولايات المتحدة) ورغبة رئيس الوزراء العراق الاسبق الدكتور أياد علاوي كبالعراق وبقي الاردن ممرا للكثير من الصفقات التجارية بين البلدان المختلفة والعراق وكان الاردن شريكا ثالثا لمثل هذه الاتفاقات وان الاعلام الاردني (الرسمي وغير الرسمي)مارس دورا سلبيا تجاه العراق ،ولا ننسى تصريحات الملك عبد الله في هذا المجال وتحذريه من خطر الهلال الشيعي إضافة الى وجود المئات من قيادات البعث وضباط الاجهزة الامنية العراقية مع الملايين التي سُرقت بعد سقوط النظام التي اُودعت في البنوك الاردنية وحصلوا بموجبها على الجنسية الاردنية أو الاقامة الدائمة بعد القانون الذي استحدثه الاردن في هذا المجال كما أن وجود ساجدة طلفاح وابنتيها وممارستهن للدور الارهابي الخطير من خلال الامبراطورية المالية التي بحوزتهن ومودعة قسم منها في البنوك الاردنية يمثل خطرا حقيقا على العراق الجديد الذي يقول رئيس الوزراء الاردني: (انه يؤكد على دعم الاردن للعراق حكومة وشعبا ودعم العملية السياسية فيه)0وأضاف :(أن جلالة الملك عبد الله شدد على وزارتنا بأن أرض الاردن لن تكون حاضنة لاي عمل ضد حكومة وشعب العراق وسنمنع أي نشاط من هذا القبيل)1





ومع زيارة رئيس الوزراء الاردني السيد معروف البخيت الذي حمل رسالة من مليكه عبد الله الثاني الى الرئيس العراقي ليؤكد عمق العلاقة بين البلدين على حد تعبيره في المؤتمر الصحفي نتوقف عند مطالب العراق وحاجة الاردن ولنقل بتعبير آخر النفط مقابل دعم العراق عمليا كما أشار رئيس الوزراء الاردني الى محاولة (ترجمة رسالة الملك عبد الله الى عمل)1




بينما وصف نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي زيارة البخيت بانها زيارة عمل وهو تعبير عن الزيارات التي تلي الاتفاق بين الدول على اولويات العلاقة بينهما




أما هدف الزيارة من الجانب الاردني فهو توريد النفط العراقي باسعار زهيدة يعبر عنها باسعار تفصيلية أما الجانب العراقي فله مطالب عديدة منها وقف النشاطات المعادية للعراق الجديد التي تتخذ من الاردن مقرا لها وتلقى دعما شبه رسمي واعلامي من الاردن واذا كان السيد معروف البخيت قال :(الاردن والعراق يقفان في خندق واحد ضد الارهاب) فلابد من الحكومة الاردنية وقف هذه النشاطات الارهابية على أراضيها مقابل توريد النفط باسعار تفصيلية وان البلدين بحاجة الى ترجمة الاتفاقات الامنية بينهما من خلال وزيري داخلية البلدين الى واقع عملي وهذا ليس بدعا في العلاقات فهاهي تركيا جارت العراق قد ربطت بين توريد البنزين للعراق مع إغلاق مكاتب حزب العمال الكردستاني التركي وقد وافقت الحكومة العراقية على هذا الطلب مقابل حل أزمة البنزين الخانقة في العراق




ولنرى مدى جدية الاردن من تصريحات السيد معروف البخيت رئيس الوزراء التي ذكرت بعضا منها ولنرى الملاحقات لمصادر الاموال التي جلبتها ساجدة طلفاح وعائلتها وكذلك القيادات البعثية والامنية في النظام السابق ومدى تحمل الاردن هذه المسؤولية تجاه الشعب العراقي




ولابد للحكومة العراقية عدم التوقيع على الاتفاقات التجارية بعقود طويلة الامد بل بعقود مشروطة وقصيرة لمراقبة سلوك الجارة الصغيرة للعراق في المستقبل القريب




إنه منطق العلاقات الناجحة بين البلدان تلبية احتياجات كل طرف على أساس التبادل ووفق المصالح المشتركة




وليكن العراق الضرع الذي يحلب نتيجة (العلاقة القدرية)على حد تعبير رئيس الوزراء الاردني ولكن مقابل سلوك سلمي واخلاقي تجاه شعب العراق





عبدالامير علي الهماشي


alhamashi@hotmail.com





السابق >
العودة للقائمة
Comments
لا يوجد أي تعليق الى الآن .. يمكنك البدأ بإضافة أول تعليق


--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 1 من 0 ( 0 تعليقات )

©2005 MosCom

--------------------------------------------------------------------------------

أضف تعليقك للمقالة أو الدرسزيارة رئيس الوزراء الاردني صفحة جدي......


الإسم


البريد
لفت الميزانية العراقية ملايين الدولارات منها تدريب