النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي السبيل الى النصر

    كنت قد عرضت بعضا من أسباب تأخر النصر في الانتفاضة الشعبانية ،واليوم أعرض بعض السبل لتحقيق النصر كمحاولة لتكملة الطريق فليس من الطبيعي أن تشخص الداء ولاتعرض الدواء

    وقبل ان أعرض بعض السبل لتحقيق الانتصار في محاولة للوصول الى بر الامان لابد من بيان مفهوم الانتصار الذي اُريد الوصول إليه،فالانتصار لايعني بالضرورة الغلبة العسكرية والاندحار العسكري للعدو بل ان الانتصار الذي اُريده هو أن يعيش الانسان العراقي الامن والامان ويحيى حياة حرة كريمة
    ما يهمني من الانتصار أن يعيش العراقي في عراقه إنسانيته التي تشمل كل المعاني السامية لهذه المفردة دون تمييز
    تتحقق فيه المبادئ الاولى للعيش الكريم(إن لك أن لاتجوع فيها ولاتعرى وأنك لاتظمؤُا فيهاولاتضحى)1 وعلى غرار (الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف)2 فيتطلب توفر الوسائل الاولى للحياة من مأكل ومشرب ولباس وسكن وكذلك الشعور بالامان
    إن العيش الكريم يتطلب الاطعام من الجوع وتوفر الامان وعندما نفتقد هذين العنصريين فلاأعتقد أن هناك نصرا حقيقيا
    النصر الذي نبغيه لايدعو الى العزلة والى التطرف والى نبذ الاخر وانما يدعو الى الانفتاح على الاخر والوسطية والى المحبة (فإن لم يكن شريك لك في الدين فنظير لك في الخلق )3
    النصر الذي نبغيه هو أن نقتلع جذور الشر من أنفسنا قبل قلعها من صدور الاخرين
    النصر الذي نبغيه يبدأ بقلع المفاهيم الصدّامية والبعثية من المجتمع من دون حاجة الى قانون، فما فائدة قانون يدعو الى اجتثاث شيء ما ويرسخه بطريقة اُخرى
    ورغم كل النظرة السوداوية في المجتمع وقد بلغت القلوب الحناجر وقد تزلزت قلوب قوم وارتد آخرون إلا أنني لازلت على ثقة بربي وبشعبي بالفرج والنصر(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)4

    انا من الذين يؤمنون بالتحول التدريجي فما كنا ننتظر فمن شعب مقموع محاصر الى الحرية المفرطة ؟
    بالتأكيد تقوم الدنيا ولاتقعد وتعم الفوضى ولكن دون أن تصبح حالة مزمنة
    وهذه ضريبة التحولات المفاجئة ونحن مازلنا في مخاض ولادة العراق الجديد ،وكلما كان المخاض صعبا كان الوليد عزيزا أكثر
    ولكي لانلجأ الى عملية قيصيرية قد يخرج فيها الوليد مشوها لذلك لابد لنا من الصبر حتى يلد لنا الوليد الذي نأمله
    لقد تدارسنا أسباب تأخر الانتصار في الانتفاضة الشعبانية قبل خمسة عشر سنة خلت وابتدأت من الاية القرانية التي سنها الله سبحانه وتعالى كسنة اجتماعية في المجتمعات (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)5فعندما يكون هناك استعداد للتغيير وعزم عليه فلابد ان يتحقق ذلك
    وحيث أن هذا التغيير يستلزم تربية واعداد نفسي عالي فإن هذا يتطلب من القادة والمفكرين أن يعمدوا الى زرع مفاهيم التغيير بالحكمة الموعظة الحسنة ،وهذا يتطلب فهم طبيعة مجتمعنا والمعانات التي عاناها طيلة السنوات العجاف من حكم الطغاة ولكي تمضي تأثيرات الخريف لابد لنا أن نعمل لميلاد ربيع زاهي لنستقبل الاعوام القادمة بالتغيير المنشود
    ان النصر الذي نبغيه يعتمد على سواعدنا وهمتنا وعدم الاتكال على الغير وقد كانت تجربة الانتفاضة خير دليل على ذلك ، ان الامة التي لاتستطيع أن تنهض بواجبها لايمكن لها أن تحيا بين الامم مهما امتلكت من تاريخ،حيث لافائدة من تاريخ لايحفز الامة على النهوض ولافائدة من امة لاتستلهم من تجارب أسلافها
    ولكي لا تكون خطواتنا عفوية لابد أن نعي حجم الخطر الذي يحيق بنا وان كان بعضنا يفضل حل الفتية الذين أووا الى الكهف (إذ أوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا)6
    فإن عدونا لم يدع لنا حجرا واحدا نختبئ به وهو يبرز الينا بين الفينة والفينة
    اننا بحاجة الى معرفة ذواتنا والمصالحة معها لننطلق الى الحل ،اننا بحاجة الى قيادة تعي معنى الجماهير وتعمل من أجلها لا لتتأمر عليها
    قيادة لاتستغفل الجماهير وتصارحها بكل شيء بالحقائق على الارض والتمنيات وكل الاحتمالات
    وبقدر حاجة الجماهير الى قيادة حكيمة وواعية فان القيادة بحاجة الى جماهير متفاعلة معها
    إننا بحاجة الى قرارات مشتركة بين الجماهير والقيادة ،والقائد الذي لايثق بجماهيره فعليه الانزواء وترك الامر للاخرين
    وعندما لاتراهن القيادة على فعل الجماهير فانها خاسرة بلاشك واننا نطلق عليها قيادة تجوزا ،ولان الاحداث قد أظهرت لنا مثل هذه النماذج وقد سوقت إلينا بشكل او باخر
    ان القيادة التي لاتعاني مع الجماهير ولاتحس باحاسيسها لايمكننا أن ننعتها بوصف القيادة وانما تطفلت عليها
    ان الجماهير تتجه نحو من يتلاحم معها وتمتزج طموحاته مع طموحاتها وبلاشك سوف تدفعها للامام لانه يعبر عن تطلعاتها
    بهذه الامور وغيرها قد نصل الى النصر ،النصر الذي عنيته الذي تعتز به الامة ويكون احدى صفحاتها المشرقة عند كتابة التاريخ


    عبدالامير علي الهماشي
    alhamashi@hotmail.com
    ______________________________________________
    سورة طه 118و119-1
    ن2-سورة قريش 4
    3-الامام علي -ع-
    4-البقرة 214
    5-سورة الرعد 11
    6-سورة الكهف 10

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الهماشي

    اننا بحاجة الى معرفة ذواتنا والمصالحة معها لننطلق الى الحل ،اننا بحاجة الى قيادة تعي معنى الجماهير وتعمل من أجلها لا لتتأمر عليها
    قيادة لاتستغفل الجماهير وتصارحها بكل شيء بالحقائق على الارض والتمنيات وكل الاحتمالات
    وبقدر حاجة الجماهير الى قيادة حكيمة وواعية فان القيادة بحاجة الى جماهير متفاعلة معها
    إننا بحاجة الى قرارات مشتركة بين الجماهير والقيادة ،والقائد الذي لايثق بجماهيره فعليه الانزواء وترك الامر للاخرين
    وعندما لاتراهن القيادة على فعل الجماهير فانها خاسرة بلاشك واننا نطلق عليها قيادة تجوزا ،ولان الاحداث قد أظهرت لنا مثل هذه النماذج وقد سوقت إلينا بشكل او باخر
    ان القيادة التي لاتعاني مع الجماهير ولاتحس باحاسيسها لايمكننا أن ننعتها بوصف القيادة وانما تطفلت عليها
    ان الجماهير تتجه نحو من يتلاحم معها وتمتزج طموحاته مع طموحاتها وبلاشك سوف تدفعها للامام لانه يعبر عن تطلعاتها
    بهذه الامور وغيرها قد نصل الى النصر ،النصر الذي عنيته الذي تعتز به الامة ويكون احدى صفحاتها المشرقة عند كتابة التاريخ
    بانتظار ان ترسل السماء لنا مصاديقاُ لهذه المواصفات القيادية ... نبقى نتخبط ؟ ... أم لا بد ان نبحث عن هكذ مواصفات في بعض المتصدين..؟ ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    الاخ علي العراقي
    المواصفات التي ذكرتها هي مواصفات من الممكن للجماهير ان تفرزها ،
    فالجماهير الواعية هي التي تفرز مثل هذه القيادات عندما تمتلك الوعي المطلوب عند ذلك لانتخبط ولانحتار في أمرنا
    وما كتبته قد تكون محاولة لزراعة نوع من الوعي بين الجماهير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    بارك الله بك يا أخي ...
    أتفق معك .. هنالك حاجة كبيرة لتنمية بقايا الوعي في العراق..
    هناك خامات رائعة ..تحتاج جهد كبير لرعايتها..و تنميتها...و أخشى ما اخشاه هو سرقة الروح الوثابة و الدفق المتحمس لمشاريع تدجين او تثوير عشوائي...
    المفارقة ...انه قبل اكثر من عقدين ونيف كانت النخب الصادقة الواعية قليلة العدد ولكنها تبحث عن الجماهير..
    والآن الجماهير تملأ الطرقات و المدارس و المساجد و المقابر و ....
    تبحث عن قيادات واعية عاقلة و لكنها تحمل قلوبها على الاكف ...
    لست متشائماً ..ولكن المشوار لا أظنه قصيراً...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني