بدء النظر في قضية الأنفال والرئيس العراقي السابق يواجه تهمة «الإبادة الجماعية» ... معركة «إثبات وجود» بين صدام ورئيس المحكمة
بغداد الحياة - 22/08/06//
كانت الجلسة الولى لمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأركان حكمه في قضية الأنفال، معركة اثبات وجود بين المتهمين والدفاع من جهة، والمحكمة والإدعاء العام من جهة أخرى.
صاح صدام حسين في وجه القاضي عبدالله العامري قائلاً: «لا تعلمني كيف أتحدث... أنا علمتكم الحديث». وكان العامري طلب من الرئيس السابق أن يحصر حديثه في حدود اجراءات القضية، ومنع أعضاء هيئة الدفاع العرب من المرافعة، أو الكلام، إلا بواسطة محامين عراقيين، بناء على نص قانوني.
وبدا صدام منذ اللحظات الأولى للجلسة مستعداً للهجوم، رافضاً الرد على الأسئلة التقليدية: ما اسمك، ما عملك؟ ومشدداً على أنه يحاكم في ظل الاحتلال الاميركي، لكنه كان متماسكاً كعادته. وعندما طلب القاضي من الكاتب تسجيل اسمه استدرك الرئيس السابق وقال: «صدام حسين المجيد، رئيس الجمهورية العراقية القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة».
ويحاكم صدام وابن عمه علي حسن المجيد اللذان رفضا الاجابة على سؤال عن براءتهما، وخمسة آخرون بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية وجرائم حرب، في ما يعرف بقضية الأنفال وهي سلسلة حملات عسكرية نفذتها قوات من الجيش العراقي ضد قرى كردية بين 1987 و1989.
وأكدت هيئة الادعاء التي تحدث رئيسها جعفر الموسوي وجود 9312 مستنداً يدين القيادة العراقية السابقة، بينها رسائل من مجلس قيادة الثورة المنحل الى المجيد تأمره باستخدم كل الصلاحيات لـ «تنفيذ أهداف القيادة في المنطقة». واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد القرى الكردية الحدودية مع ايران ذهب ضحيتها عشرات الآلاف.
وعقدت المحكمة الجنائية العراقية العليا أولى جلساتها في بغداد أمس للنظر في قضية الانفال التي يتهم فيها بالإضافة الى صدام والمجيد، كل من وزير الدفاع السابق سلطان هاشم، والفريق فرحان مطلك صالح، والفريق حسين رشيد محمد، والفريق جابر عبدالعزيز الدوري وطاهر توفيق، المستشار في أمانة سر القطر.
ولم يترك صدام الوقت يمر قبل ان ينتفض محتجاً على ما ورد في مطالعة الادعاء العام حول حصول عمليات اغتصاب لعراقيات كرديات خلال عمليات «الأنفال» متسائلاً «كيف اتحدث عاداً المعاني العليا واربي (الشوارب) اذا كانت كردية اغتصبت في عهدي» واعتبر مروج هذا الادعاء «عدوا» له داخل السجن وخارجه، وأورد مثالاً عن إعدام مقدم في الجيش العراقي بتهمة اغتصاب عربية في الكويت وانه أمر شخصياً بتعليق جثته ثلاثة أيام في مكان الحادث.
وبين شد وجذب المتهمين وأعضاء هيئة الدفاع من جهة، ووكلاء المدعين بالحق الشخصي والادعاء العام من جهة أخرى، اجل رئيس المحكمة الجلسة الى (اليوم) للاستماع الى المشتكين والشهود، فاتحاً الباب أمام جلسات قد تطول وقد تحسم خلالها نتائج محاكمة الدجيل، وربما ينفذ حكم الإعدام بصدام وعدد من مساعديه قبل اكتمال محاكمات الأنفال، على ما قال أحد أعضاء هيئة الادعاء العام.
على صعيد آخر، أكد الشيخ محمود الصميدعي، عضو الهيئة العليا للمصالحة الوطنية، عضو «هيئة علماء المسلمين» ان الهيئة الوطنية تدرس امكان عقد مؤتمر لرجال الدين في عمان قبل حلول شهر رمضان المقبل.
وقال لـ «الحياة» ان الهيئة العليا للحوار تدرس حالياً اقتراحاً لدعوة 200 شخصية دينية بينها المرجعيات الى مؤتمر، بينهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، والسيد مقتدى الصدر، والشيخ اليعقوبي، وتيار محمود الحسني، والوقفان السني والشيعي، و «هيئة علماء المسلمين»، وأئمة وخطباء الجوامع الرئيسية في بغداد.
أمنياً، أعلن بيان للجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده خلال اشتباكات في الأنبار الأحد، فيما قتل رابع بانفجار عبوة شمال بغداد.
صدام خلال الجلسة. (رويترز)
http://www.alhayat.com/arab_news/lev...650/story.html