 |
-
السيد ضياء الموسوي: ولاء شيعة الخليج لأوطانهم وليس للمذهب!!
السيد ضياء الموسوي: ولاء شيعة الخليج لأوطانهم وليس للمذهب
المفكر الشيعي البحريني لـ الشرق الاوسط: لسنا ملزمين بتقاطعات الأزمة في لبنان
دبي: سلمان الدوسري
رفض رجل الدين والمفكر الشيعي البحريني السيد ضياء الموسوي ما يشاع عن أن العقيدة الشيعية محصورة بولاية الفقيه، مؤكدا أن ولاء الشيعة في دول الخليج هو لدولهم وليس لايران، وأن الأكثرية منهم ولاؤها للبلاد التي تنتمي إليها. وقال السيد الموسوي إن الشيعة لم يصطفوا وراء حزب الله في حربه الأخيرة مع اسرائيل «لأنه حزب شيعي» معتبرا أن أي حزب أو جماعة تحارب اسرائيل ستجد نفس التعاطف، لأن الشعوب العربية في حالة عداء تاريخي مع اسرائيل.
وحول ما يشار اليه من وجود تجييش طائفي بين الشيعة والسنة في البحرين، نفى وجود هذا التجييش، إلا أنه اعترف بوجود بعض رشحات العراق، مبينا أن السنة والشيعة في البحرين يعيشون افضل مناخ اجتماعي مشترك، «عندنا تزاوج بين الطائفتين بنسبة معينة ومشاريع مشتركة اجتماعيا ورسميا».
* هل يمكن اختزال الفكر الشيعي في مفهوم ولاية الفقيه؟
ـ يجب عدم سجن الفكر الشيعي في اطار نظرية ولاية الفقيه. نظرية ولاية الفقيه اختطفت كل الاضواء لأن وراءها دولة متمثلة في ايران، وإلا عندنا عشرات الفقهاء من لا يرون ذات الولاية، بل يتحفظون عليها، كما هو الشيخ محمد جواد مغنية، وناقشها من ناحية بنيوية. وقد طرح عالم دين ـ وهو بالمناسبة ايراني ـ محسن كديفر ـ كتابا سماه (نظريات الحكم في الفقه الشيعي)، ولخص آراء الفقهاء في 9 نظريات، منها نظرية ولاية الفقيه. ليس كل الشيعة في العالم الاسلامي او في الخليج هم وراء النظرية. عندنا الملايين ممن لا زالوا يقلدون السيد الخوئي، وهو لا يؤمن بالولاية المطلقة، والسيد الشيرازي، وهو يؤمن بشورى الفقهاء، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، وهو يؤمن بولاية الانسان على نفسه، اضافة الى مراجع كثر تتحفظ على النظرية من حيث الاتساع والصلاحيات. وهؤلاء لهم ملايين الاتباع والمقلدون. معظم فقهاء النجف والقدامى وبعض المعاصرين لهم وجهة نظر في ذلك.
* هل من خطاب شيعي يقوم على صيغة الانتماء للوطن في مواجهة الانتماء لفكرة الولى الفقيه؟
ـ أرجعكم الى كتب وخطابات الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وخصوصا في كتابه الاخير (الوصايا). كان يركز على الخطاب الوطني والاندماج الوطني. استطاع ان يخطف اغلب المثقفين الشيعة وجزءا كبيرا من الجمهور الى حيث يستقر الوطن، وتستلقى المواطنة في (الوصايا) يدعو الشباب الشيعي الى الاندماج الوطني، والانصهار في ضمن مشاريع دولهم الوطنية، وكان يركز كثيرا على عدم الدخول في بناء مشاريع خاصة في مواجهة الدولة الحاضنة او بناء دولة داخل دولة. ويدعوهم للدخول من ضمن الاطار الديمقراطي والمساحة المتاحة في هذه الاوطان. ويدعو الى عدم قبول اي مشروع سياسي للطائفة في قبال الدولة الام، ويدعو الحكومات لاستيعابهم في مشاريعها السياسية والاقتصادية.
* وماذا عن المثقف الشيعي؟
ـ كثير من مثقفي الشيعة والنخب ـ خصوصا في الخليج ـ يؤمنون بولاية الانسان على نفسه. يمتلكون رؤى نقدية ومنصهرون في مشاريع اوطانهم. نحن نؤمن بالدولة المدنية الحديثة، ونتحرك وفق اطار دولنا وحكوماتنا، ونرفض الوصايا من الخارج ـ أيا يكن شكلها ـ . لسنا ملزمين بالتجاذبات الاقليمية، ونرفض ان نكون ورقة في ضمن هذه المعادلات. نحن نرى شرعية انظمتنا، ومنصهرون فيها في الخليج عندنا من الشيعة وزراء ووكلاء وتجار ومفكرون لا يمكن ان يختزلوا الى مواقع خارج اوطانهم. نحن نؤمن بالدولة الحديثة وليس بوصاية رجال الدين او الدولة الثيوقراطية. هذا موقف نعلنه للجميع وواضحون فيه.
* إذن ما هي تأثيرات الصراع العربي الايراني على وضع شيعة الخليج؟
ـ أتمنى ان لا يكون هناك صراع، ويكون هناك تحالف بين هذه الدول، ولكن لو فرضنا وجود ذلك، سيترك اثرا على البعض. وأصابع اليد غير متساوية. ولكن السؤال: أين ستكون الاكثرية؟
* وأين ستكون الأكثرية؟
ـ لا أريد ان اسهل او اسطح الامور، وكي اكون موضوعيا لا بد ان نفهم الساحة بوضوح. شيعة الخليج لهم مواقف كبيرة مع اوطانهم، والذاكرة مكتنزة بمواقف وطنية. اضرب مثالا على ذلك: موقف شيعة وتجار الكويت من الغزو الصدامي للكويت يلخصه الدكتور سامي الخالدي في كتابه (الاحزاب الاسلامية في الكويت) ص 124 وقد ذكر موقف احد رجال الاعمال وهو عبد الوهاب الوزان (حيث فتح خزائن السلع الغذائية لتمويل الصامدين من اهل الكويت). في الحرب على الارهاب قبل سنتين استشهد بعض ابناء الشيعة في الكويت في الدفاع عن الوطن. نحن لسنا مسؤولين عن الصراع الايراني. ايران لها اجندتها، ومواقفها، ونحن لنا مواقفنا ولن نتوانى عن الدفاع عن اوطاننا. موقفنا واضح، أوطاننا اولا واخيرا. في السبعينات طالب الشاه بالبحرين فوقف كل شعب البحرين بطوائفه مع عروبة البحرين والعائلة الحاكمة وما زلنا نعتز لهذا الموقف. ووقف الشعب البحريني مع المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، والذي نعده صمام الامان للوحدة الوطنية. اذا حدثت اخطاء هنا او هناك يجب ان لا تحسب على الجميع وكل فئة لها أخطاؤها.
* ما رأيكم في الاصطفاف الشيعي الخليجي وراء حزب الله؟
ـ أولا لفظة اصطفاف مبالغ فيها، هناك تعاطف بسبب العداء الموجود للأمة ضد الكيان الصيوني، وهو ليس حكرا على احد او طائفة. ولو قام بهذا الدور أي حزب سيلقى ذات التعاطف. كثير من الافلام السينمائية التي تفضح اسرائيل يكون محصلة ايراداتها عالية. المجتمع العربي كله ـ بدوله وشعوبه ـ يقفون ضد ذبح المدنيين ووقفوا ضد هذا العدوان الاسرائيلي على لبنان. والجميع ثمن دور المملكة العربية السعودية والخليج في المساعدات ووقفتهم مع الشعب اللبناني. كل على طريقته. منهم من يدفع المال، منهم من تحرك بالاطار الدبلوماسي. منهم من جمع التبرعات. فالقضية ان هناك شعبا عربيا يذبح.
* إذا كان الاصطفاف مبررا لانه ضد العدو ؟
ـ نعم ينبغي الفصل بين ذلك. نحن كشيعة او مجتمع عربي نتفاعل مع اي حركة تقف ضد الكيان الصهيوني، ولكنا لسنا ملزمين باي اطروحات او اي اداء اخر خارج هذا الاطار. لا هم يلزموننا ولا نحن ملزمون باكل الاداء. وهذه مسألة واضحة لا لبس فيها. نحن في دول وفي اوطان لنا فيها جذور تاريخية وسياسية. نحن نستظل وفق مظلة الدولة الحاضنة المتمثلة في هذا المكون المدني. الوطن في ذاكرتنا عبارة عن انتماء، والتزام بالقانون والدستور والسيادة وشرعية النظام. وهذا ما يجب ان نرسخه كثقافة في عقول ابنائنا ان وطننا اولا قبل اي ارض. الانتماء الوطني وحب الوطن والاخلاص للوطن هو جزء لا يتجزأ من الايمان، انطلاقا من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) «حب الوطن من الايمان». وقول الامام علي «من سعادة المرء حنينه الى وطنه». في الخليج نحن كمواطنين ملزمون بكل خيار سياسي وامني واقتصادي يحافظ على مصالح الوطن والسيادة والانتماء. بل يجب ان نقف موقفا حاسما في ذلك. لهذا نجد كل شيعة الامارات مندمجين في موقف الدولة والوطن من قضية الجزر الثلاث. وهذا ما ينبغي ان يكون. وهو موقف وطني لا غبار عليه. وفي العراق ملزمون بعروبة العراق.
* هل من شروط صحة الانتماء للطائفة مساندة حزب الله دوما؟
ـ لا الطائفة تقول ذلك ولا الدين ولا حتى حزب الله. لاننا كلنا بشر نخطئ ونصيب. والشيعة في الخليج والعالم الاسلامي يحملون تحفظا على الاقتتال الذي دار بين امل وحزب الله. هذه خطيئة تاريخية هم يعترفون بها فهل يعني اننا نشجعها عندما حدثت لان الحزبين وقعا فيها؟ حزب الله اختلف مع الشيخ صبحي الطفيلي على العمل مع الدولة اللبنانية. هذا يقول كذا وذاك يقول: كذا. وهكذا هم يختلفون على قضاياهم فما شاننا بذلك؟ حزب الله طرح مرجعية السيد الخامنائي ورغم ذلك في لبنان، بل حتى في الحزب من يقلدون الخوئي او فضل الله او السيستاني. اذا ليس كل ما يطرحه الحزب يفرض على الجميع .
* ألا ترى أن في مثل هذه المساندة العقائدية نوع من التدخل في الشأن اللبناني؟
ـ يجب عدم الخلط وقد اوضحت اننا لسنا ملزمين بتقاطعات الازمة في لبنان. ولا دخل لبلد في بلد اخر، ولا حركة في حركة اخرى. كل مجتمع ملزم ومحكوم بمصالحه الوطنية واجندته السياسية واستحقاقاته الاجتماعية. فليس هناك علاقة ما بين الشروط والانتماءات، ولا يوجد عندنا في العقيدة ما يقول ذلك. قلت لك: نحن ملزمون بخيارات اوطاننا ودولنا في السياسة العامة، كما ان حزب الله ملزم بايقاع ومستوى السقف اللبناني، ومحكوم بالتوازنات والظروف التي تحكم بلده. يجب ان نزيل هذا الخوف والفوبيا منا لقراءة المشهد الشيعي في المنطقة. يجب عدم خلط الاوراق والقضايا. نحن ـ وهذا ما اطرحه وملزم به ومثلي كثر ـ ملزمون باجندتنا الوطنية في بلداننا، ونحن نعمل على ترسيخ هذه الثقافة في عقول الشباب. قمنا خليجيا بالاصطفاف وراء الموقف الرسمي من دعم المساعدات. وهذا ما ينبغي ان نفكر فيه، كيف نعمر لبنان، ونحتضن جرحه ونقوي دولته الشرعية المتمثلة في حكومة السنيورة وهي محل اجماع وطني وديمقراطي من الجميع. تقوية الحكومة واندماج كل الاطياف هي الضمانة لوحدة لبنان ومستقبله.
* الا تعتقد ان رهن مصير الشيعة بالموقف السياسي لحزب الله يعتبر «مغامرة» ايضا، لأن ظروف وملابسات شيعة الكويت او البحرين او السعودية تختلف عن ظروف لبنان، بل قد تتنافى مع مصلحة حزب الله؟
ـ نعم الظروف تختلف، الاستحقاقات تحتلف، فيجب الفصل.
* هل أنت مطمئن لفكرة الانصهار الوطني بالنسبة للشيعة ام خائف عليها ؟
ـ الانصهار الوطني يكون بتمتين الجبهة الداخلية، والعمل الدائم على ترسيخ مفهوم المواطنة بكل فصولها، والعمل على دمج الشباب ـ بكل اطيافه ـ في المشاريع العمرانية والسياسية ليصبح جزءا من التنمية، مع العمل على ترسيخ اسس الثقافة الوطنية. ادخال الشباب في التنمية يشعره بالانتماء. هذا موجود ، ولكن ينبغي ان نعززه اكثر واكثر. يجب ان نقيم مشاريع ثقافية تقوم على تاسيس منابر جادة تؤصل للانتماء الوطني. وهذا يحتاج الى جهد ومثابرة ورؤية ومنهج ودعم ايضا. ما بعد العدوان على لبنان اصبح هناك قلق على المستقبل. بعضه له مبرره، لكن يجب عدم المبالغة فيه، ويجب ان لا نقع اسرى ردود الفعل. يجب ان نعمل على خلق مشاريع تثقيفية متزنة لردم اي ثغرة قد تعمل على اي ارباك وطني مستقبلا. ثانيا: يجب عدم وضع كل الشيعة في سلة واحدة، فالشيعة ليس كلهم توجها واحدا، تماما كما هم السلفيون او السنة او التيارات الاخرى. السؤال: كيف نحافظ على المكونات الشيعية التي تعيش هذا الانصهار، وصمدت طيلة التاريخ امام الانعطافات السياسية، ويجب ان لا يشعر هؤلاء انهم دائما في حاجة الى تقديم سيرة حسن سير وسلوك عن وطنيتهم، او انهم دائما محل شك في وطنيتهم. الرهان على هؤلاء وتدعيمهم وتقويتهم يكفل كل هذا الانصهار. في كل التوجهات الاخرى يوجد اخطاء والتعميم اسلوب غير علمي، ولنا مثال في الارهاب الذي عم المنطقة فهو بلا هوية وبلا مذهب، ولا يمكن حمل كل الناس عليه.
* لو ... تنامت المواجهة بين ايران ودول الخيلج كيف سيكون المشهد الشيعي الخليجي ؟
ـ نتمنى ان لا يحدث ذلك، لكنا ملزمون بما يصب في صالح اوطاننا.
* هناك الآن تصاعد في النبرة الطائفية على الجانبين الشيعي والسني، مع الاخذ بالاعتبار شبه الحرب الاهلية الطائفية في العراق .. كيف يمكن الخروج من هذا المأزق ؟
ـ يجب ان نعتبر بالتاريخ. اسبانيا احترقت اصابعها في حربها الاهلية وكذلك امريكا وفي العالم العربي والاسلامي اعتاشت الدولة العثمانية والصفوية على مذابح السنة والشيعة في العراق والاناضول، وفي لبنان اكلت الحرب الاهلية الدولة المدنية، وابتلعت التوافق الوطني، واصبحت كل دولة تصفي حساباتها على الارض اللبنانية. الطائفية نطفة الشيطان لتفريخ جرثومة الحرب الاهلية. الخروج من المأزق بترسيخ ثقافة تواصلية تسامحية انسانية في العالم العربي. لسنا ملزمين بالدخول في تفاصيل مقدسات الاخر ما دام تجمعنا الانسانية والوطن. يجب القضاء على اي خطاب مفخخ يعمل على صناعة ادمغة تتفجر مواجهات ثقافية تنتهي بملشيات مسلحة على الارض تذبح الاخر باسم الدين، اكان الاخر مسلما ام مسيحيا. يجب ان نحافظ على اوطاننا ووحدتنا الوطنية وسيادة بلداننا من اي اختراق اقليمي او دولى.
* هل ضر ب مشروع الاصلاح، اصلاح خطاب الثورة في ايران بعد وصول الصقر أحمدي نجاد؟
ـ مشروع الاصلاح الذي طرحه السيد خاتمي اصيب بسكتة قلبية، والاصلاحيون في ايران لا بواكي لهم. انا لست متفاجئا من خطاب الرئيس نجاد لان خطابه يتم طبخه في مطابخ القرارالسياسي هناك، ولا يمكن للرئيس نجاد ان يخطف بلدا بهكذا خطاب جيفاري بلا وجود ضوء اخضر. الخط الراديكالى في ايران يدعم هذا الخطاب ويعزف على الايقاع المراد عزفه. السؤال هل هذا الخطاب يصلح للعالم العربي؟
* والإجابة؟
ـ هذا الخطاب لا يصلح عربيا ويزيد من توجس الدول العربية. ايران بحاجة الى خطاب خاتمي والتيار الاصلاحي، لان العالم تغير والقوة للدول الاكثر ديمقراطية واقتصادا ومدنية، ومن يشتغل على صناعة مجتمع المعرفة والتحديث وليس المسكون بالاديولوجيات والشعارات الرنانة.
* ألا ترى انه من المناسب الدعوة لمؤتمر يجمع مثقفي الشيعة ورجال الدين لحسم مسألة الوطنية والانتماء، من الناحية الفقهية، خصوصا مع الطرح القائل بان فكرة ولاية الفقيه تضرب في الصميم فكرة المواطنة ؟
ـ مسالة الوطنية محسومة في الفقه الشيعي، ويجب على الاعلام الانفتاح على ذلك وقد نظر لها شمس الدين وغيره، لكن للاسف لا يوجد من يسلط الضوء على ذلك، وانا على استعداد لاعطائك اسماء المصادر التأصيلية.
* أخيرا، ماذا عن البحرين، البعض يرى تصاعد التجييش الطائفي من الجانبين، هل أنت كذلك؟
ـ في البحرين لا يوجد تجييش طائفي. وصلتنا بعض رشحات العراق لكنها لم تصل الى مستوى التجييش. نحن في البحرين نعيش افضل مناخ اجتماعي مشترك. عندنا تزاوج بين الطائفتين بنسبة معينة ومشاريع مشتركة اجتماعيا ورسميا. والدولة اسست مجلس اعلى اسلامي جمعت فيه من علماء الشيعة والسنة وكلها محاولات لخلق جبهة وطنية واحدة. في البحرين سنرفض اي خطاب يشتغل على الحساسيات. لا نريد افغنة او لبننة او بلقنة اي منطقة عربية او خليجية. المشروع الاصلاحي للملك، ووعي الناس، هما صمام الامان ضد تصدير اي خطاب ملتبس يعمل على استنساخ جراثيم طائفية. نحن نشتغل على المشتركات وتقوية الدولة المدنية، وترسيخ المواطنة الحقة، ونعمل على التعصيب الوطني. من هو ضياء الموسوي ؟
السيد ضياء الموسوي أحد أبرز المفكرين الشيعة البحرينيين، فجأة وجد نفسه وهو على مقاعد الدراسة يتلاطم مع أمواج السياسة، تغيرت بوصلة حياته عندما سافر إلى قم الايرانية للدراسة الدينية بدلا من السفر إلى أوربا للدراسة الجامعية، وبعد مضي ثلاث سنوات في مطلع التسعينيات، عاد إلى البحرين ليصبح خطيبا معروفا بخطبه النارية، حتى اعتقل في العام1994 إبان ما يعرف بأحداث التسعينات، ليرحل بعد الإفراج عنه مجددا إلى إيران، وبعد سبعة أعوام مغتربا هناك، ومع انطلاق المشروع الاصلاحي لملك البحرين عام 2001، عاد الموسوي إلى البحرين من جديد، لكنه هذه المرة انصهر داخل المشروع الاصلاحي، وشن هجوما قويا على من اعتبرهم المتطرفين في بلاده وخارجها، مخطئا المعارضة الشيعية لمقاطعتها الانتخابات البرلمانية السابقة ، قبل أن تعود عن مقاطعتها في الانتخابات التالية.
التعليــقــــات
احمد عيدان _العراق، «روسيا»، 24/08/2006
تعقيبا على ما قاله السيد ضياء الموسوي في لقائه مع الشرق الأوسط حول ولاء الشيعة لدولهم وليس لإيران أقول أن ما ذهب إليه السيد في تحليله صائب جدا والدليل هو أننا في العراق خضنا حربا لمدة ثماني سنوات مع إيران الشيعية الإسلامية بجنود أغلبهم من الشيعة، ولكن تبقى هناك أقلية مستفيدة بشكل مباشر أو غير مباشر من إيران تجر معها بعض السذج من الشيعة إلى إحداث الكثير من المشاكل، وتسعى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار تلبية للمصلحة الإيرانية، ولدينا في العراق الكثير من الأمثلة على ذلك.
عبدالكريم أسامه، «الكويت»، 24/08/2006
إن ما ينعم به الشيعه في الدول الخليجية العربية لا يحلم بربعه سنة إيران، بل إن كل الطوائف في إيران لديها هامش من الحرية وبعض الحقوق خصوصا وإن كانت من عرق فارسي ، أما العرب في إيران سواء شيعة أو سنة فلا حقوق تذكر لهم بل واجبات عليهم الإلتزام بها، والتاريخ يروي أن الأقليات الشيعة في الدول الخليجية العربية ليس ولاءهم لإيران فقط بل إنهم يتحركون وفق البوصلة الإيرانية.
أحمد عبدالله الماحوزي، «البحرين»، 24/08/2006
وأنا أقرأ هذا المقال تذكرت تصريحات بوش الساذجة قبل عدة شهور عندما حاول الربط بين تنظيم القاعدة وبين حزب الله في لبنان . والكلمتان اللتان تتكرران كثيرا لدى البعض في 26 سنة الماضية هما كلمتا الولاء والربط إذ ربما تسبق احداهما الأخرى. ولذلك أقولها وبكل صراحة أن الولاء العقائدي والمذهبي موجود لدى كل شخص سواء أكان سنيا أو شيعيا أو غيره فنرى مثلا الأخ السني يرى في المملكة العربية السعودية وعلمائها والبعض يرى في الجامع الأزهر ماهو صالح له كذلك الأخ الشيعي يرى في ايران الإسلامية والعراق ولبنان ومراجعهم ما يشفي قلبه وعقله وروحه، وهذا بطبيعة الحال لا ضير فيه لأنه لا علاقة له بالولاء للوطن لأنه كما قال الشاعر الفذ (وطني وإن جار علي عزيز ... الخ ).هذا على المستوى المذهبي امّا على المستوى الإسلامي فلا شك ولا ريب من أن كل إنسان مسلم يتأسى وتتحرك عواطفه نحو أخيه المسلم المظلوم في أي مكان في العالم. أمّا على المستوى الإنساني نرى بعض الأمم والشعوب تتحرك إنسانيتها وفطرتها التي فطرها الله عليها لتقوم بواجباتها الأخلاقية.
عبد الرزاق الحمدي، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2006
هذه بادرة طيبة تدل أن بعض الشيعة الخليجيين بدأوا يفيقون من الوهم الإيراني, ويستوعبون أن الدعم الإيراني سراب لا يستحق المراهنة عليه في علاقاتهم الطيبة بمواطنيهم ودولهم. نأمل تنامي هذا الشعور لدى جميع شيعة الخليج, وترجمته إلى سلوك.
سعود العتيبي، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2006
لاشك أن الاحداث في العراق أثرت بشكل كبير على التعايش السلمي بين الشيعة والسنة في الخليج ولكن يجب تغليب لغة العقل والمنطق فما يجمع بين السنة والشيعة أكثر من عوامل التناحر.
أبوعمارالحربي، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2006
المسلم الذي درس الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ودرس التاريخ الإسلامي عرف جيدا من هم الشيعة وما هو خطرهم على السنة.
عامر عبد العزيز، «مصر»، 24/08/2006
شكرا سيد ضياء، ما أحوجنا إلى هذا الحديث العذب الذي يترجم الفكر الثاقب والاعتدال والرفق الذي أمرنا به ديننا الحنيف. إن الصخب والغوغائية والمتاجرة بالدين الذي يتورط به البعض هذه الأيام لا يأتي بخير لأحد، بل يذكرني بمشهد عجيب في مسرحية شعرية لفاروق جويدة حيث كان أحد ملوك الطوائف في الأندلس يأمر قائد جيشه قائلا: باسم الإسلام خرب بيوت المسلمين! عندها كان الجمهور يضج بالضحك على هذا المنطق العبثي المثير لمزيج غريب من السخرية والضحك والحزن والألم في آن واحد. ولم يكن يتخيل أحد أن يخرج من بني جلدتنا من يستبيح الدماء الذكية باسم الدين.
هشام أندراوس(لبناني)، «البحرين»، 24/08/2006
إن الخطاب والفكر المعتدل الذي يمثله السيد ضياء الموسوي، لهو خير دليل وصمّام أمان ليس للمجتمع البحريني فحسب إنما للدول العربية عامة ودول العيش المشترك خاصة لما يتضمنه من الإعتراف بالاَخر والإقرار بحقوق المواطنة للجميع.
حسن عيد - السعوديه، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2006
السيد ضياء الموسوي من الاشخاص الذين نور الله بصيرتهم وانا من الاشخاص المعجبين به كثيرا فوفقك الله ياسيد وأفاد بك المسلمين وعسانا نرى علماء المسلمين كافة ممن ينظرون نظرته الثاقبة التي تحافظ على وحدة المسلمين والتعايش السلمي مع الغير.
وسام رجب، «الاردن»، 24/08/2006
لو تحدث أي إنسان لوسيلة إعلام أجنبية لقال إن الولاء للإنسانية أولاً، ولو تحدث لوسيلة عربية لكان الولاء للقومية العربية، وعندما يتحدث لوسيلة محلية يكون الولاء للوطن، أما في المجالس الخاصة يكون الولاء للطائفة، وعندما يتحدث إلى أفراد الأسرة يكون الولاء للعائلة.
ولكن عندما يتحدث إلى نفسه تتنازع كل هذه الولاءات -إن صح التعبير- في ضميره ووعيه ويكون ولاؤه للدائرة الأضيق في أغلب الأحوال، إلا من رحم ربي.
فرات علي، «الدنمارك»، 25/08/2006
إن من يعتقد بالإسلام حقا وحقيقة فيكون ولاؤه أولا لله ولرسوله وللحق أينما وجد..لأن مصير الإنسان الأبدي متوقف على ولائه الدنيوي، فإن كان ولاؤه يرضي الله ورسوله فهو بخير.. أما إذا تخبط متأثرا بالأفكار الوضعية فمصيره الأخروي يأتي متناسبا لولائه الدنيوي..وامرؤ واختياره!
سعود على الخياري، «المملكة العربية السعودية»، 25/08/2006
كلام جميل من السيد ضياء الموسوي نتمنى أن يكون نابعا من القلب وليس من منطلق ( التقية) والتي يشتهر بها الإخوة الشيعة، كما يجب علينا جميعا السنة والشيعة أن يقبل كل منا الآخر بعيدا عن التطرف الديني، فليس لنا أن ندخل في تفاصيل مقدسات الآخر طالما تجمعنا الأخوة الإسلامية ودام الجميع على المحبة والإخاء وأن يكفينا الله شر الفتن.
امين طالب الدنمارك، «الدنمارك»، 25/08/2006
إن المسلم الحقيقي هو من يكون ولاؤه للإنسانية جمعاء وأن يكون مرجعه الحق وانتماؤه للخير، هكذا أمرنا خالق الخلق ورسوله (ص) وأهل بيته الكرام.
منار عبدالعزيز - البحرين، «البحرين»، 26/08/2006
أعجبني اللقاء وأعجبتني آراء السيد ضياء.
ليتنا نبدأ بأنفسنا في نشر النظرة الوسطية وعدم التسرع في الحكم على الآخرين وعلى المذاهب والاتجاهات الأخرى، وليتنا نصب جهودنا في كيفية إيجاد سبل للتواصل مع بعضنا كمذاهب مختلفة وسبل التعاون في سبيل الوقوف في صف إسلامي واحد...
أمنية.. ليتنا نجد لها سبيلا بأسهل الطرق!
د / ابراهيم احمد ( مملكة البحرين )، «البحرين»، 26/08/2006
كلام السيد ضياء هو كلام النخبة و المثقفين بينما مايقال بين عامة الشعوب الخليجية و الإسلامية يختلف،
فالشيعة يتوجسون من السنة القابضين على الحكم و السنة خائفون من الشيعة إذ يعتقدون أنهم يتحينون فيهم الفرص ، فلو التقى العلماء من الطائفتين الكريمتين ( أقصد علماء الاعتدال العقائدي ) على طاولة واحده بقلب صافي لكنا الآن بألف خير.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |