كتابات - مهدي شعنون
كان يوم 27/8 يوماٌ مشئوما بالنسبة لأهالي قضاء الخالص .. صباحاٌ انفجرت عبوة ناسفه في احد شوارعه قتلت 8 اشخاص وجرحت العديدين من ابناء القضاء ولم يكد ينتهي ابناء القضاء من لملمة جثثهم ومعالجة جرحاهم حتى جائتهم فاجعة اكبر لم يمر القضاء بمثلها طيلة سنين الاحتلال وهو القضاء الذي يعد من اكثر المناطق هدوءا وامنا رغم انه يحوي كافة اطياف الشعب العراقي ويعد من اكثر المناطق بعداٌ عن الحس الطائفي والعرقي لكون ابناءه سموا على هذه النعرات واستوعبوا الخلافات فيما بينهم وهذا مالم يرق لدعاة الفتنة ورؤوس الضلالة الذين سعوا جاهدين لبلبلة امن القضاء.. وقلة هم الذين سمعوا عن مجزرة اول امس27/8 التي وقعت احداثها في قضاء الخالص منطقة الحي العصري والتي راح ضحيتها اكثر من 20 بريء وعدد كبير من الجرحى وبطريقة اقل ما يقال عنها انها همجية قذرة..
حيث قامت مجاميع من المسلحين بالنزول للشارع بعد المغرب في منطقة الحي العصري التي لا تبعد عن مقر الحرس الوطني ومركز الشرطه الا مسافة بسيطه تقدر ب500 متر اقول جاءت هذه العناصر الاجراميه بعدد من السيارات ونزلت للشارع وبدأت بفتح النار على اصحاب المحلات والمارة دون تمييز وبطريقة عشوائية وهمجية واستمرت العملية بحدود 20 دقيقة دون ان يتحرك الحرس الوطني او الشرطه مما حدا بالاهالي الى الاستنجاد بهم ولكن ..دون جدوى.. فلا حياة ولا حياء لمن تنادي.. فبعضهم يقول نخشى ان يكون كمينا للاستيلاء على المركز وبعضهم يقول لا توجد اوامر للتحرك ! والخ من مبررات مخزية تلعنها وتلعنهم ارواح الضحايا الابرياء التي يتحمل مسؤوليتها المسؤولون الامنيون في القضاء الذين لم يحرك غيرتهم اوهمراتهم ال13
لاصرخات الاطفال ولاعويل النساء ولا بكاء الشيوخ الكبار ولا حول ولا قوة الا بالله ولم تنتهي المأساة الا بعد 20 دقيقة في حين ان الجيش والشرطة كان بأمكانهم وقف هذه المجزرة بجهد بسيط ولو بمجرد تحريك الهمرات ولكن ما لجرح بميت ايلام! انتهت المجزرة وحضر الامريكان ومعهم ابطال الجيش والشرطه وانطلقوا هنا وهناك بحركاتهم الهوليودية بعد ان تأكدوا من مغادرة المسلحين انطلقوا للمستشفى وهم يطلقون العيارات النارية في الهواء وكما قال الشاعر:
اذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا
هكذا انتهى الفصل الاول المخزي من هذه المجزرة ليبدا الفصل الثاني المتمثل بالتجاهل الاعلامي المتعمد من قبل وسائل الاعلام العراقية فهذه المجزرة المروعه لم تلقي لها بالاٌ كل قنواتنا الفضائية وابواقنا الطائفية كأنهم متفقون على هذا التعتيم المريب فقناة بغداد والتي لا تغيب عنها شاردة او واردة في محافظة ديالى ذكرت الخبر على اعتبار ان الضحايا اثنين فقط ودون أي تفاصيل! لتثبت مرة اخرى انها بوق طائفي لا تختلف كثيرا عن اخواتها الفيحاء والعراقية والفرات ! مر يومان ولم تتناول أي قناة تفاصيل هذه المجزرة المروعه ولم يعقد أي اجتماع ولم يندد أي سياسي ولم يفتح أي تحقيق في هذا الموضوع كأن القتلي في هذا الحادث من دولة الواق واق وليسوا عراقيين..عار عليكم ايها السادة المتاجرة بدماء العراقيين والتمييز بين دم فرد وآخر وتسيس المجازر لاغراضكم السياسية الرخيصة ! كيف تريدون منا ان نثق بحكومة تميز بين دم عراقي وعراقي آخر كيف تريدون منا ان نثق بجيش يتفرج على الارهاب وهو يذبح الابرياء من الوريد للوريد ! كيف تريدون منا نثق بقنوات فضائية عاهرة تبيع ذمتها لمن يدفع اكثر...وتسيس الاحداث الاجرامية بما يخدم مصالحها واغراضها الدنيئة..فيا ايها المسؤولون الامنيون اعلموا ان ارواح الابرياء الان تلعنكم قبل ان تلعن الارهابين ويا ايتها القنوات الفضائية والصحف والجرائد الصفراء ..الان علمنا وتيقنا انكم لستم اكثر من اقلام واصوات مأجورة تنبح هنا وهناك لتحصل على فتات الفتات الى الجحيم انتم ومن يدفع لكم ولا نامت عيون الجبناء...