 |
-
متى يوم القيامة يا رجال الدين؟!!
متى يوم القيامة يا رجال الدين؟!!
مظاهر اللاجامي
في كلّ عام من شهر رمضان خصوصاً، وفي المناسبات الدينية عموماً، يستنفر الناس لمعرفة اليوم الأول من رمضان، وما إذا كان الهلال قد ثبتت رؤيته أم لا، فهذا يتصل بصاحبه وذاك يتصل بهذا الشيخ أو ذاك، وليس غريباً
أن نجد كثيراً من رجال الدين يتوارون عن الأنظار مغلقاً عليه ألف باب، ويغلق جواله كي لا يتلقّى اتصالات الناس، ويقومون بأسئلة قد تكون محرجة لهم، ولكي لا يتهمني البعض بالتحامل أقول بأن ليس الكلّ من رجال الدين من يغلق الأبواب عليه وينام قرير العين ولا يهمّه بالتالي ما الذي يحدث من استنفار وراء نوافذه الموصدة، وقد واجهت عدداً من رجال الدين ممن يقومون بهذا الفعل في بداية رمضان وفي نهايته...
تتكرر الحادثة في كلّ عام وبنفس الطريقة، ودائماً بنفس الكلمات، حتى أصبحت المسألة هاجساً لكلّ فرد في المجتمع ولكلّ من أراد أن تتم فريضته على أكمل وجه، لكننا وصلنا في أحيان كثيرة أن يقوم أفراد المجتمع بالانقسام فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر، ولم يعد مستغرباً أن يتمّ هذا، ففي العام الماضي وفي حدود بلدة العوامية فقط أفطر البعض في يوم العيد المثبت في التقويم، أما البعض الآخر فآثر الإفطار في اليوم الذي يليه، وفي العام ما قبل الماضي حدث نفس الشيء أيضاً، وفي اليوم الذي أفطر فيه قلّة كنت أدخن سيجارتي في الطريق، فمرّ أحد أفراد البلدة وقام ينظر لي نظرة استياء من مجاهرتي بالإفطار، ومما لا أشكّ فيه أنه قانع بما هو فيه، وراض بما قسمه له شيخ طريقته الموقّر...
في حدود بلدة صغيرة كالعوامية لم يستطع مشايخنا الأفاضل أن يتّفقوا على شيء بسيط كتثبيت الهلال، ولست أريد أن أدخل الآن في حيص بيص رؤيا الهلال بالعين المجردة، أو ما إذا كان جائزاً تثبيت الهلال بالحسابات الفلكية أم لا، وتلك القائمة الطويلة من الخلافات الفقهية والاستنادات على روايات معينة يعتمد عليها كلّ فقيه في المسألة، أو الآليات المتّبعة في تتبع الهلال ورؤيته فليس هذا من شأن هذا الموضوع، ولست أريد أن أقدّم رؤيتي الخاصّة هنا، فأنا أتكلّم هنا كأي فرد في المجتمع، أو كي أكون أكثر دقّة كي أتكلّم من داخل حدود الطيف الذي يكوّن الشريحة الأكبر من الناس...
يا رجال الدين، إن كنتموا تنعون تشرذم المجتمع فهنا أقول لكم بأنكم وحدكم السبب، فما إن تدخلوا قرية حتى تفسدوها بتحاسدكم وتباغضكم واختلاف مرجعياتكم الفقهيّة، وعدم إتاحة المجال لعقولكم أن تكون أكثر فاعليّة، فإن لم تستطيعوا أن تتفقوا في رؤية الهلال فهل ستتفقون في شيء آخر، وهنا فليسمح لي الشيخ نمر باقر آل نمر، لأعقّب على ما ذكر من إن هدفه هو تخريج مئة رجل دين في العشر سنوات القادمة، وهنا أقول للشيخ هل تريد أن تنتج مزيداً من الفرقة والتخلف والتشرذم بهذا العدد، أفليس يكفي ما لدينا من الفرقة والشتات...
مشايخنا، واعذروني لجرأتي، فأنا أعرف أن مقامكم أعلى من أن ينتقدكم شخص بسيط مثلي، أنتم سبب ضياع الأمة وسبب ضياع المجتمعات، وأنتم سبب تخلّفها وتشرذمها، وأنتم العقبة الأبرز في طريق التقدّم والتطوّر بهذه العقليات وهذه الممارسات، ومما لا أشكّ فيه أننا سنصل ليوم ــ لا أراه ببعيد ــ أن نسألكم متى يوم القيامة يا شيوخنا، اليوم أم غداً؟!!، هل هو مع السنة في ذات اليوم أم لا، هل ثبته المرجع الفلاني أم لم يثبته، هل من ثبت قيام يوم القيامة بالأمس هم ممن لا يمكن الوثوق بهم، وهل يجب إعلانهم عصاة لمجاهرتهم بالفسوق...
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |